الشيخ عكرمة صبري: استناده بن غفير لقانون بشري يُفند الادعاء بأن لليهود حقاً دينياً في الأقصى
عدنان الحسيني: حقائق يحاول الاحتلال فرضها على الأرض كما جرى في الساحة الشرقية للأقصى
د. أحمد الطيبي: دعوات بن غفير خطيرة تهدف لإشعال المنطقة وهناك تغيير وقضم وتدهور بالوضع القائم
حاتم عبد القادر: الأقصى لا يقبل القسمة ولا الشراكة وتصريحات بن غفير تستند لتوجهات يمينية متطرفة
المطران منيب يونان: مخطط لتحويل القضية العادلة والصراع إلى حرب دينية شاملة ونطلب من العالم إيقافه
راسم عبيدات: مشروع تهويد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً وتغيير وضعه يتقدم خطوةً خطوة
د. منذر حوارات: مساعٍ إسرائيلية لاحتلال جزء رسمي من الأقصى واعتداء على الوصاية الهاشمية

أدانت شخصيات مقدسية تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ودعواته إلى إقامة كنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى المبارك، محذرة من خطورتها، خاصة أنها تستند إلى توجّهات جهاتٍ يمينية إسرائيلية متطرفة، تعمل جاهدةً على المضي في مشروع تهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي، مؤكدين أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس به.
ودعت الشخصيات المقدسية التي تحدثت لـ"ے" العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإيقاف مخططات حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة الهادفة إلى إشعال المنطقة، المشتعلة أصلاً، والدفع بها إلى حرب دينية شاملة.

لا تنازل عن ذرة تراب من الأقصى

وقال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، معقباً على مطالبة بن غفير بناء كنيس في باحات الاقصى مستنداً إلى القانون الإسرائيلي الذي يسمح بذلك: "إن الرأي الديني والعقدي والإيماني من ذلك أن الأقصى أسمى من أن يخضع للقوانين".
وأكد الشيخ صبري أن "المسجد الأقصى مرتبط بقرار رباني إلهي من فوق سبع سماوات، وبالتالي فإن ما يدعيه بن غفير مرفوض، والأقصى أسمى من المحاكم والمفاوضات، ولا تنازل عن ذرة تراب منه، وهو مرتبط بعقيدة ملياري مسلم في العالم".
وأشار الشيخ صبري إلى أن "ادعاء بن غفير أن القانون يسمح بذلك يعني أنه تنازل عن الادعاءات السابقة بأن لهم حقاً دينياً في موضوع الأقصى، معنى ذلك أنه فشل في إثبات حقه الديني ليلجأ إلى قانون بشري لا نقر به في موضوع المسجد الأقصى المبارك".

الحسيني يدعو إلى التدخل العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى

ودعا المهندس عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما والتدخل العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى النيل منه وطمس معالمه الإسلامية وتحويله إلى كنيس يهودي.
وقال: "إن الإمعان في الاستهداف الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، لم يكن ليكون لولا حالة الوهن والضعف والتراخي التي يعاني منها العالمان العربي والإسلامي"، محذراً من الاستهتار بنوايا حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أعلنت جهاراً عزمها على تمويل عمليات اقتحامات المستوطنين المتطرفين الاستفزازية للمسجد الأقصى، والتي تتزامن مع تصريحات بن غفير حول نيته بناء كنيس يهودي داخل الأقصى، والتي تعبر عن حقائق يحاول فرضها على أرض الواقع، وليست بالونات اختبار كما جرت العادة، وما يؤكد ذلك الصورة التي باتت تترسخ في المسجد الأقصى،، وتعاطي سلطات الاحتلال مع الساحة الشرقية للمسجد كأنها كنيس يهودي، حيث يتم أداء الطقوس التلمودية والسجود الملحمي، فيما يُمنع المسلمون من دخول مسجدهم أوقات اقتحامات المستوطنين.
وحمّل الحسيني حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي يقودها الثالوث اليميني المتطرف (نتنياهو وبن غفير وسموتريتش)، الذين يتبادلون الأدوار فيما بينهم في محاولة لامتصاص ردات الفعل العالمية الداعية إلى عدم المساس بالوضع التاريخي القائم "الستاتيكو" المعمول به منذ عقود طويلة، والالتفاف على الوصاية الهاشمية التي أقرتها واعترفت بها حكومة الاحتلال قي اتفاقية وادي عربة عام 1994، حمّلها عواقب مثل هذه الخطوات التي من شأنها إشعال المنطقة والدفع بها إلى حرب دينية.

لن يقام كنيس في باحات الأقصى

بدوره، قال النائب العربي في الكنيست د. أحمد الطيبي: لا نتفاجأ من أي سلوك أوتصريح أو تفوُّه لبن غفير، فكلها تصب لصالح الانتخابات، فهو لا يعمل بأي شيء يتعلق بوزارته، فمثلاً هو يُهمل موضوع الجريمة في المجتمعَين العربي واليهودي في الداخل.
وأضاف: إن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى عدة مرات، وفي المرة الأخيرة هو وزبانيته وقطعان المستوطنين أدوا صلوات تلمودية يهودية، مخالفاً حتى ما يُسمى "الستاتيسكو" والوضع القائم منذ العام 1967، مشيراً إلى أنه في كل نهاية اقتحام له للأقصى هناك بيان جاهز من مكتب نتنياهو أصبح معروفاً محتواه، والمسؤول عن بن غفير وجنونه وانفلاته المحسوب هو بنيامين نتنياهو الواقع تجت سيطرة بن غقير وسموتريتش.
وأكد الطيبي أنه "بالرغم من تصريحات بن غفير بشأن الأقصى، فإنه لن يقام كنيس في باحات الأقصى التي تبلع مساحته 144 دونماً مربعاً"، مشدداً على أن المسجد الأقصى مكان صلاة للمسلمين فقط.
وقال: إن المسلم يصلي في المسجد، واليهودي في الكنيس، والمسيحي في الكتيسة، محذراً من خطورة تصريحات بن غفير الهادفة لإشعال النار المشتعلة أصلاً في المنطقة، محذراً من "أن هناك تغييراً وقضماً وتدهوراً في الوضع القائم، وهو أمر مقصود من بن غفير ومن أطراف يهودية فاشية متطرفة".
وأكد الطيبي ضرورة وجود موقف من العالمين العربي والإسلامي أمام التدهور الذي يتعرض إليه الأقصى، وقال: أنا على يقين من أن القلق يساور العديد من العواصم العربية والإسلامية والمسؤولين، والمطلوب الارتقاء إلى مستوى هذا التهديد الكبير، وأنا على يقين من أنه بسبب الرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة سيكون هناك موقف من المملكة الأردنية الهاشمية.

وصفة لحرب دينية

وحذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حاتم عبد القادر من التداعيات الخطيرة لتصريحات ايتمار بن غفير بشأن دعوته لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى، واعتبر هذه التصريحات بمثابة دعوة صريحة لإشعال حرب دينية.
وقال: إن المسجد الأقصى خط أحمر لا يقبل القسمة ولا الشراكة وهو بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو ملك خاص للمسلمين، وأي محاولة لتغيير الوضع القائم لن تمر، ولن يقف الفلسطينيون تجاهها مكتوفي الأيدي.
ورأى عبد القادر أن "تصريحات بن غفير لم تأت من فراغ، إذ إنها تستند إلى توجهات يمينية متطرفة داخل الكيان الإسرائيلي للمس بالوضع الديني والقانوني القائم في المسجد الأقصى ومحاولة تقويض الوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف".
وحمّل عبد القادر حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تصريحات بن غفير، وما قد ينجم عنها من تداعيات خطيرة من شأنها أن تفجر الأوضاع المشتعلة أصلاً في المنطقة والأراضي الفلسطينية.
وقال: أصدرت الهيئة بياناً بهذا الخصوص، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى الخروج عن دائرة الإدانات، وتحمُّل مسؤولياتها في حماية المسجد الأقصى والتحرك على كافة الأصعدة لردع الزمرة الفاشية في إسرائيل وإجبارها على الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى.

كما كنيسة القيامة للمسيحيين فقط الأقصى للمسلمين وحدهم

من جانبه، استنكر المطران منيب يونان، رئيس الاتحاد اللوثري سابقاً، تصريحات بن غفير، مشيراً إلى أن "رؤساء الكنائس المسيحية في الشرق الاوسط عام 2016 في مجلس الكنائس أكدواأنه كما أن كنيسة القيامة للمسيحين فقط، فالأقصى للمسلمين وحدهم، ولا يجوز التعدي على "الستاتيكو" التاريخي القانوني القائم".
وأضاف: مَن يريدون بناء كنيس في باحات الأقصى هم يريدون تحويل القضية العادلة والنزاع السياسي إلى حرب دينية، ومن يستفيد من ذلك هم المتطرفون من جميع الأديان، ونطلب من العالم إيقاف هذا المخطط".

ماذا يعني إقامة كنيس في المسجد الأقصى؟

وقال الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات: إن مشروع تهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً وتغيير طابعه ووضعه الديني والقانوني والتاريخي يتقدم خطوة خطوة.
وأشار إلى أن "بن غفير لم يقتحم الأقصى للمرة الأولى هو وعدد آخر من وزراء وأعضاء الكنيست الحاليين والسابقين والحاخامات، بل منذ توليه منصب وزير ما يعرف بـ"الأمن القومي" اقتحمه ست مرات، وفي كل مرة يدّعي أن الأقصى هو جبل الهيكل وأقدس مكان عند اليهود، ويجب أن يُدرج كأحد الأماكن المقدسة اليهودية".
وأضاف عبيدات: "إنه في عمليات الاقتحام تلك كانت تجري ممارسة الطقوس التلمودية والتوراتية والصلوات التوراتية فردية وجماعية، وتمارس العديد من طقوس إحياءً للهيكل المعنوي".
وأشار إلى أن "إقامة الكنيس في الأقصى تعني أنه سيكون مكان مصلى باب الرحمة، وأن خطوة بن غفير هذه التي لم تجر مجابهتها بخطوات عملية عربية– إسلامية ترتقي إلى حجم المخاطر الجدية التي باتت تتهدد الأقصى، دفعت الوزير في حكومة نتنياهو وزير ما يعرف بالتراث اليهودي عميحاي إلياهو إلى الإعلان أن وزارته ستعمل على تمويل جولات تلمودية وتوراتية في الأٌقصى لعشرات الآلاف من اليهود والسياح الأجانب، بما قيمته 500 ألف دولار أمريكي، حيث تقدم لهم في تلك الجولات والشروحات سردية ورواية يهودية تلمودية توراتية تعزز تهويد البلدة القديمة في القدس، وكذلك تقديم رواية تاريخية نقيضة للرواية العربية- الإسلامية بشكل كلي، أي نفي كون الأقصى مكاناً مقدساً إسلامياً، ونفي الوجود الفلسطيني العربي في القدس".

مساعٍ إسرائيلية لاحتلال جزء رسمي من ساحات المسجد

أما الكاتب والمحلل الأردني الدكتور منذر حوارات، فقال: "ما يقوم به بن غفير جزء من أجندة يحاول تنفيذها، ويستغل الظرف والانشغال بما يحصل في غزة من جرائم إبادة، لتحقيق أجندته، وفي ظل انشغال العالم والعرب بقضايا عدة"، مشيراً إلى أن "بن غفير يحاول تعزيز موقع إسرائيل، بما فيها اليمين، في المسجد الأقصى، وترسيخ فكرة التقسيم الزماني والمكاني، وهو يسعى الآن لاحتلال جزء رسمي من ساحات المسجد".
ووصف حوارات خطط بن غفير بـ"الخطيرة، ويجب وقفها بسرعة، والتحشيد ضدها، ونجاح تلك الخطط سيكون كارثة بحق الأقصى الذي هو مكان مقدس للعبادة للمسلمين".
وأكد أن استمرار إسرائيل ويمينها بهذه التصرفات والمخططات معناه التحلل من جميع الاتفاقيات مع الدول التي وقّعت معها اتفاقيات، ومنها الأردن، واعتداء بالدرجة الأولى على الوصاية الهاشمية في الأقصى وعلى حق الفلسطينيين في مسجدهم".