Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 21 أغسطس 2024 3:06 مساءً - بتوقيت القدس

"تل أبيب كانت صندوق البريد".. رسالة بالنار تحملُ نُذُر الثأر

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

سليمان بشارات: تضعنا أمام مفترق طرق فإما أن يتجاهل الاحتلال تداعياتها أو يتجه نحو الحرب المفتوحة

عماد موسى: استهداف الوعي الإسرائيلي عبر العمليات العسكرية ودق ناقوس الخطر أمام المجازر المتواصلة بغزة

سري سمور: العملية رسالة تحذيرية وربما بداية لسلسة أعمال مقاوِمة وقد نشهد تصعيداً إسرائيلياً في الضفة

سامر عنبتاوي: العملية إنذارٌ للاحتلال ببداية مرحلة جديدة وأن جرائمه المتصاعدة ستعزز المقاومة ولن تنهيها

د. خلود العبيدي: العملية وقعت بالتزامن مع مفاوضات تُجرى في ظل عدم جدية الاحتلال لإنهاء الحرب

أحمد السيد: تحول استراتيجي مهم في نهج المقاومة الفلسطينية يضع تحديات جديدة أمام حكومة نتنياهو

راسم عبيدات: الأوضاع بالضفة قد تنفجر على شكل انتفاضة شاملة إذا استمرت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني


تشكل العملية التفجيرية التي وقعت في تل أبيب مطلع الأسبوع الجاري، وتبنتها كتائب القسام وسرايا القدس، التابعتان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، تطوراً لافتاً يعيد إلى الأذهان مئات العمليات التي نفذتها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية إبان الانتفاضة الثانية.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے" و"القدس" دوت كوم، أن العملية، حتى وإن لم يُقتل فيها سوى منفذها، تحمل رسائل متعددة للاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي، وتفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت بدايةً لسلسلة من العمليات المماثلة، أو تحذيراً عابراً يهدف للضغط على حكومة نتنياهو لوقف المجازر في غزة والضفة الغربية.


وبحسب الكتاب والمحللين، فإن العملية تؤكد قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف العمق الإسرائيلي، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في طريقة المواجهة.


ويبدو أن تأثير هذه العملية، وفق المحللين، قد يفتح جبهة جديدة من الضغوط النفسية والسياسية داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يواجه الآن احتمالات انعدام الأمن.


هل تكون العملية بداية لسلسلة من العمليات؟


الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات يطرح فرضيتين بعد العملية التفجيرية الأخيرة في تل أبيب، التي تبنتها كتائب القسام وسرايا القدس، إذ إن الفرضية الأولى تشير إلى وجود قرار تنظيمي لدى الحركتين بالعودة إلى تنفيذ عمليات داخل عمق الاحتلال الإسرائيلي.


ويشير بشارات إلى أن هذا التحول، إذا صحّ، يمثل تغييراً استراتيجياً كبيراً، خاصة في ظل انقطاع هذه العمليات مدة طويلة من الزمن.


أما الفرضية الثانية، بحسب بشارات، فهي أن العملية جاءت كخطوة تكتيكية، وليست جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد، تهدف للضغط على الاحتلال الإسرائيلي رداً على المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة منذ عشرة أشهر، إضافة إلى عمليات القتل والاغتيال المتصاعدة في الضفة الغربية، في ظل غياب أي أفق سياسي أو تدخل دولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.


ويرى بشارات أن العودة لمثل هذا النوع من العمليات قد تكون رسالة تحذيرية للاحتلال، تشعل "الضوء الأحمر" أمام استمرار جرائمه.


ويشير إلى سرعة تبني حركتي حماس والجهاد الإسلامي العملية، على الرغم من عدم كشف الاحتلال الإسرائيلي جميع تفاصيلها أو حتى هوية المنفذ ومصدر انطلاقه.


ويرى بشارات أن هذا التبني السريع يعكس رغبة المقاومة الفلسطينية في خلق حالة من الضغط النفسي والسياسي على الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية والاستخبارية، للتأكيد على فشلها في مواجهة الإرادة الفلسطينية.


ويعتقد بشارات أن الفصائل الفلسطينية أرادت من خلال هذه العملية تحدي الاحتلال الإسرائيلي وإرسال رسالة واضحة: إذا استمر الاحتلال في سياساته الحالية من القتل والتدمير، فإن ذلك سيؤدي إلى تصعيد استراتيجي ستكون له تبعات أكبر. وبذلك، تعطي الفصائل الاحتلال فرصةً للتفكير ملياً في خياراته: إما المضي في مواجهة مفتوحة تتخطى الخطوط الحمراء، وإما تحمُّل الاحتلال تبعات استمراره في هذه السياسات، بما في ذلك استهداف المدن الإسرائيلية.


ويشير بشارات إلى أن حماس تسعى لإيصال رسائل متعددة من خلال هذه العملية، الرسالة الأولى موجهة للاحتلال الإسرائيلي، ومفادها أن النضال الفلسطيني لم يتوقف منذ عام 1948 ولن يتوقف، وأن الاحتلال يواجه العقيدة الفلسطينية نفسها التي تؤكد أن الإرادة الفلسطينية لا يمكن كسرها.


أما الرسالة الثانية، بحسب بشارات، فإنها موجهة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية، ومفادها أن السياسات الإسرائيلية هي التي تدفع إلى التصعيد في المنطقة بأكملها، ما يمثل محاولة ضغط غير مباشرة على الجهات الدولية للتدخل والحد من السياسات الإسرائيلية.


ويشير بشارات إلى أن الرسالة الثالثة هي تحذير واضح بأن استمرار الاحتلال في استهداف قطاع غزة بشكل منفرد لن يمنع باقي الجبهات، خاصة جبهة الضفة الغربية، من الانخراط في المواجهة، وعلى الرغم من اتخاذ الاحتلال إجراءات عدة في الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، لمنع تصاعد المواجهات، إلا أن هذه العملية قد تدفع الأمور نحو تصعيد أكبر.


ويرى بشارات أن تأثير هذه العملية على المجتمع الإسرائيلي يعتمد على ما إذا كانت بداية لسلسلة من العمليات أم لا، كما حدث في تسعينيات القرن الماضي والانتفاضة الثانية.


من المبكر الحديث عن التداعيات الفعلية لهذه العملية


ويرى بشارات أن هذه العمليات قد تدفع المجتمع الإسرائيلي نحو التشدد ودعم سياسات القتل والتهجير والاجتياح في الضفة الغربية، أو قد تشكل ضغطاً على الاحتلال لتقليص سياساته في غزة والضفة.


وبالرغم من أنه من المبكر الحديث عن التداعيات الفعلية لهذه العملية، فإن بشارات يرى أن المؤشرات تشير إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف قد يطالب بمزيد من العمليات العسكرية، وربما تصعيد عمليات الاغتيال في الضفة أو غزة، أو حتى استهداف قيادات المقاومة خارج فلسطين، وفي المقابل، قد تشكل العمليات التفجيرية ورقة ضغط لإنهاء الحرب على قطاع غزة، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الحالية.


ويؤكد بشارات أن العملية التفجيرية تشكل مفترق طرق بالنسبة للقيادات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فإما أن يتم تجاهل التداعيات واحتواء ما جرى، أو التوجه نحو مشهد الحرب المفتوحة.



عماد موسى: العملية تشكل كيّ وعي للمجتمع الإسرائيلي وتدق ناقوس الخطر أمام تصاعد جرائم الاحتلال


يشير الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى إلى أن الإعلام الإسرائيلي يمارس سياسة التعتيم والتضليل عندما يتعلق الأمر بالإبادات الجماعية التي تتعرض لها مناطق مختلفة، سواء أكانت إبادة بشرية أم تعليمية أم دينية أم ثقافية أم صحية، وصولًا إلى الإبادة الإعلامية، فجاءت العملية التفجيرية في تل أبيب لكي الوعي الإسرائيلي ودق ناقوس الخطر أمام ما يجري.


ويوضح موسى أن هذه السياسات تتجسد في استهداف الأماكن التاريخية والمستشفيات والمساجد والكنائس، إضافة إلى استهداف كل ما يتعلق بالإعلام، ما يشكل محاولات منهجية للقضاء على مكونات أساسية للمجتمع الفلسطيني.


وفي سياق حديثه عن تأثير هذه العمليات، يشير موسى إلى أن حركة حماس قد تلجأ إلى استهداف الوعي الإسرائيلي عبر العمليات العسكرية التي تزرع الخوف وانعدام الأمن داخل المجتمع الإسرائيلي.


هذه العمليات، بحسب موسى، تهدف إلى دفع الإسرائيليين لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً ضد ما وصفه بالإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة.


بالنسبة للتداعيات المحتملة لهذه العمليات، يشير موسى إلى أنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث. فقد يتراجع الجيش الإسرائيلي عن استهداف المدنيين، أو قد يشهد الوضع تصعيداً بمجازر أكثر وحشية، وهذا الضغط قد يؤدي إلى تحول الرأي العام الإسرائيلي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.


وعلى مستوى الضفة الغربية، يتوقع موسى أن الإجراءات الإسرائيلية بحقها الأسهل، وقد تشمل تقسيم الضفة إلى ثلاث مناطق رئيسية عبر تقييد حرية الحركة والمرور للأشخاص والبضائع، ما سيؤدي إلى فرض عقوبات جماعية وكذلك بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية. ويعتبر موسى أن هذه الخطوات قد تكون مقدمة للتخلص من اتفاق أوسلو بالكامل واستكمال المشروع الصهيوني في المنطقة.


نقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي


يشير الكاتب والمحلل سري سمور إلى أن الإعلان المشترك لتبني كتائب القسام وسرايا القدس العملية التفجيرية النادرة في العمق الإسرائيلي، هو تنسيق غير مسبوق بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي يدل على تطور ملحوظ في التعاون بين الحركتين، وهو ما لم يُشهَد حتى في ذروة العمليات التفجيرية خلال انتفاضة الأقصى.


ويرى سمور أنه من المبكر الحكم على هذه العملية باعتبارها تحولًا نحو مرحلة جديدة في عمل المقاومة الفلسطينية.


وبحسب سمور، ففقد تكون العملية جزءاً من سلسلة أعمال مقاومة، أو رسالة تحذيرية موجهة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى إسرائيل، تفيد بأنهما قد يعيدان تبني أسلوب العمليات التفجيرية إذا استمرت المجازر في غزة وعمليات الاغتيال والاعتداءات في الضفة الغربية.


لكن سمور لم يستبعد أيضًا أن تكرار مثل هذه العمليات سيشكل انعطافة في العمل العسكري لكتائب القسام وسرايا القدس، ما قد يؤدي إلى تغيير جوهري في طبيعة المواجهة مع الاحتلال.


وحول الرسائل التي تحملها العملية، يشير سمور إلى أن الرسالة الأولى تتمثل في أن قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة ليس مجانياً ولن يمر دون رد، وأن المستوطنين الإسرائيليين، وخاصة في تل أبيب، لن يكونوا في مأمن، خاصة أن هذه المدينة التي يعتبرها الإسرائيليون الأكثر أمانًا قد تكون هدفًا لعمليات تفجيرية من جديد.


أما الرسالة الثانية، فهي أن المقاومة في الضفة الغربية قادرة على نقل المعركة إلى داخل إسرائيل، بأساليب تتجاوز العبوات الناسفة وإطلاق النار المعتاد في شوارع الضفة والمستوطنات.


وبخصوص التداعيات المحتملة على المجتمع الإسرائيلي، يرى سمور أن العملية ستؤدي إلى انقسامات داخل المجتمع.


فعلى الرغم من ذلك، لا يتوقع سمور أن تغير هذه الانقسامات مسار الحكومة الإسرائيلية، التي يعتبرها عازمة على الاستمرار في حربها الوجودية، متبنية نظرية "الجدار الحديدي" التي يروج لها بنيامين نتنياهو.


ورغم أن سمور يرى أن التأثير الفوري لهذه العملية على مسار الحرب في غزة غير مؤكد، إلا أنه يتوقع تصعيداً إسرائيلياً في الضفة الغربية.


ويشير سمور إلى أن الاحتلال الإسرائيلي في فترة انتفاضة الأقصى كان يلجأ إلى قصف مقرات السلطة الفلسطينية كرد فعل على مثل هذه العمليات بغض النظر عمن نفذها.


ويوضح سمور أن الوضع الآن مختلف، حيث تسيطر إسرائيل بشكل كامل على الضفة الغربية، بعكس بدايات انتفاضة الأقصى، ما يجعل خياراتها محدودة، إلا في ما يتعلق بزيادة الحصار وهدم بيوت منفذي العمليات، لكن سمور لا يستبعد ان تقوم الحكومة الإسرائيلية التي تحمل افكار الانتقام والحرب الوجودية باستهداف دموي للبلدات أو التجمعات التي يخرج منها منفذو تلك العمليات.


وبشأن التأثير الدولي لهذه العملية، يشير إلى أن بعض الآراء تعتقد أن استهداف المدنيين الإسرائيليين قد يؤثر على تعاطف العالم مع الفلسطينيين، لكن سمور يؤكد أن آخرين يرون أن الفلسطينيين من حقهم الثأر، مشددًا على أنه رغم المواقف بالتضامن غير المسبوق، لكن لم يوقف ذلك التضامن المجازر وقتل عشرات آلاف الفلسطينيين المتواصل منذ اكثر من عشرة أشهر.


ويرى سمور أنه في حال لو نجحت العملية التفجيرية، فان نفاق المجتمع الدولي سيظهر بشكل واضح، حيث ستتوالى الإدانات والشجب حتى من بعض الدول العربية، مقابل صمت مشين تجاه قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مدى الأشهر الماضية.


المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على فتح جبهة جديدة


يرى الكاتب والمحلل سامر عنبتاوي أن إعلان كتائب القسام وسرايا القدس مسؤوليتهما عن العملية الأخيرة يعد بمثابة تحذير لإسرائيل بأن مرحلة جديدة قد تبدأ إذا استمرت المجازر وقصف المدنيين.


ويشير عنبتاوي إلى أن العملية جاءت كرسالة بأن المقاومة الفلسطينية، خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، قادرة على العودة إلى استخدام العمليات التفجيرية التي كانت تُستخدم قبل 20 عامًا وأثرت بشكل كبير على المجتمع الإسرائيلي، ما أثار رعبًا وخسائر اقتصادية واجتماعية في العمق الإسرائيلي حينها.


ويؤكد عنبتاوي أن هذه العملية تحمل رسائل واضحة بأن صبر الفصائل الفلسطينية بدأ ينفد في ظل عمليات الإبادة والإجرام التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك استهداف الأسرى والحصار المكثف على المدنيين وتجويعهم.


ويشير عنبتاوي إلى الرسالة الأخرى من العملية وهي أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على فتح جبهة جديدة باستخدام العمليات التفجيرية، بالرغم من كل الجرائم الإسرائيلية، ما سيؤثر بشكل كبير على الداخل الإسرائيلي، ويزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب، حيث يصعب على المجتمع الإسرائيلي تحمل مثل هذه الصدمات.


ويوضح أن هذه العملية تعد إنذاراً للاحتلال، الذي يجد صعوبة في التصدي لهذا النوع من العمليات كما حدث في الانتفاضة الثانية، نظراً لتنوعها وعدم القدرة على التنبؤ بمكان وقوعها أو زمانه.


ويشير عنبتاوي إلى أن استمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني يزيد من احتمالات تنامي المقاومة الفلسطينية بمختلف أشكالها في الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة أنحاء فلسطين التاريخية، متوقعاً تصعيداً في الفترة المقبلة نتيجة لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية.


ويلفت عنبتاوي إلى أن نهج حكومة الاحتلال في استهداف الشعب الفلسطيني بشكل عام سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المستقبل، مشددًا على أن محاولات إسرائيل تركيع الفلسطينيين باستخدام القوة المفرطة ثبتت أنها لن تؤدي إلى إنهاء المقاومة، بل ستعززها، ولن يستسلم الشعب الفلسطيني لهذه الضغوط.


لا جو سلام ولا تفاهم يمكن أن يُحيطا بالمفاوضات


بدورها، تقول د. خلود العبيدي، المختصة بالعلوم السياسية والقانون الدولي من العراق، لـ"ے": "إن عملية تفجير شاحنة في وسط تل أبيب أدت إلى استشهاد المنفذ وإصابة شخص، أي يبدو أنها عملية فاشلة، فلماذا أثارت اهتماماً إعلامياً؟".


وتضيف: "تبنت حماس والجهاد الإسلامي العملية، ولكن في البداية أثيرَ السؤال من أين أتى منفذ العملية، هل من لبنان أم من غزة أم من الضفة الغربية أم من نابلس كما يرجح؟"، مشيرة إلى أن التساؤل يعني أن إسرائيل لديها أعداء من جهات عدة، وهي تحارب على عدة جبهات، غزة ليست هي الجهة الوحيدة التي تحارب إسرائيل.


وتوضح أن "إسرائيل رفعت حالة التأهب في تل أبيب، في حين صرحت كتائب عز الدين القسام بأن العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل ستعود، فيما يقوم الاحتلال الاسرائيلي بعمليات إجرامية في غزة ويلاحق القيادات الفلسطينية بالاغتيالات السياسية".


وأكدت أن "العملية تمت في أجواء وتوقعات لمفاوضات تسعى لها الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن المفاوضات تجري في جو من عدم جدية الاحتلال لإنهاء الحرب".


وتلفت العبيدي إلى أن العملية مع محدودية نطاقها تبين أن لا جو سلام ولا تفاهم يمكن أن يحيط بالمفاوضات ويعطي هواجس لإمكانية الوصول إلى اتفاق أو حل.


وترى العبيدي أن المقاومة تتبنى أسلوباً معروفاً في السابق، وهو القيام بعمليات تفجيرية من خلف الاحتلال، وهذا سيُشكّل خوفاً وتدهوراً أمنياً داخل إسرائيل، موضحة أن المقاومة تواجه احتلالاً شرساً، ويجب مساندتها حتى يستجيب الاحتلال إلى مطالب الشعب الفلسطيني وإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن المقاومة صرحت منذ شهر شباط الماضي بالموافقة على إنهاء الحرب.


فرض قواعد جديدة للعبة


ويقول الباحث المصري في مجال العلاقات الدولية أحمد السيد لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "يُشير إعلان حركة حماس مسؤوليتها عن انفجار الشاحنة في تل أبيب إلى تحول استراتيجي مهم في نهج الحركة والمقاومة تجاه الصراع مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن "هذه العملية النوعية تختلف عن الأساليب التقليدية لحماس، مثل إطلاق الصواريخ أو استخدام الأنفاق، إذ تعكس قدرة الحركة على تنفيذ عمليات داخل المدن الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني الإسرائيلي ويضع تحديات جديدة أمام الحكومة".


ويؤكد الباحث المصري أن الرسالة الأساسية من هذا التفجير تتمثل في قدرة حماس على تجاوز الحواجز الأمنية والوصول إلى أهداف حيوية داخل إسرائيل، ما يعزز من موقعها بين الفلسطينيين ويظهر أنها لا تزال قادرة على فرض قواعد جديدة للعبة.


ويقول: "إن هذا الإنجاز قد يدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية وتعزيز دفاعاتها الداخلية بشكل أكبر".


تُبرز العملية فكر القيادة الجديدة لحماس


في سياق آخر، قال السيد: "تُبرز هذه العملية فكر القيادة الجديدة لحماس تحت قيادة يحيى السنوار، التي تتمثل في إثبات قوتها من خلال تنفيذ عمليات نوعية داخل إسرائيل، ما يعزز من موقع السنوار داخل الحركة ويزيد من دعمه الشعبي".


ويعتبر الباحث المصري أن هذه العمليات تشكل تحدياً واضحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ ترسل رسالة بأن حماس لن تتراجع، وأن أي تهدئة مستقبلية يجب أن تكون وفق شروط المقاومة. كما تُبرز اعتماد السنوار استراتيجية جديدة تعتمد على نقل المواجهة إلى داخل العمق الإسرائيلي، ما قد يدفع إسرائيل لإعادة تقييم سياساتها تجاه حماس وقيادتها الجديدة، مع احتمالية تصاعد الصراع.


وختم السيد حديثه لـ"ے" بقوله: "تبقى التداعيات السياسية لهذا التفجير كبيرة وخطيرة، خاصة بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ففي ظل الضغوط الداخلية المتزايدة، قد يجد نفسه مضطراً لاتخاذ خطوات حازمة للرد على هذا التصعيد، ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من العنف المتبادل. وهذا التطور يضع نتنياهو في موقف حرج، خاصة مع تزايد الانتقادات من الأحزاب اليمينية التي تطالب بسياسات أمنية أكثر تشدداً، وعلى صعيد التفاوض يمكن لهذا التفجير أن يعقد مسارات السلام ووقف إطلاق النار، خاصة بعد مفاوضات الدوحة الأخيرة".


رسائل سياسية ووسيلة ضغط


من جانبه، يقول المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "عملية الشاحنة في تل أبيب تحمل رسائل سياسية للاحتلال بأن استمرار الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية يستدعي بالمقابل شكلاً من أشكال النضال والعودة إلى العمليات، كما كان يحدث في الانتفاضة الثانية، وضرورة وقف المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الفلسطينيين والإسراع بوقف العدوان والحرب على قطاع غزة، وهي وسيلة ضغط على حكومة الاحتلال لكي توافق على صفقة تبادل الأسرى ووقف العدوان".


ويضيف: "العملية تقول للاحتلال إن الداخل الإسرائيلي لن يكون في مأمن عن المقاومة الفلسطينية، وبالتالي يفقد المجتمع الإسرائيلي والمستوطنون الأمن والأمان، سواء على المستوى الشخصي أو العام".


ويقول عبيدات: "تشكل العملية أيضاً حالة من القلق والإرباك ليس فقط عند الجمهور الإسرائيلي، بل عند المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أيضاً، إن الأوضاع في الضفة الغربية قد تتطور وتنفجر على شكل انتفاضة شاملة إذا استمرت عمليات التنكيل والقمع من قبل بن غفير وسموتريتش بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة".

دلالات

شارك برأيك

"تل أبيب كانت صندوق البريد".. رسالة بالنار تحملُ نُذُر الثأر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)