أعادت حملة التخلي عن بايدن التي عملت لأشهر في ولايات متأرجحة رئيسية لتحويل الناخبين بعيدًا عن الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب دعمه الثابت وغير المحدود لحرب إسرائيل على غزة إطلاق حركتها رسميًا بهدف جديد: التخلي عن كامالا هاريس، وذلك بحسب بيان إعلامي للمجموعة.

كان المنظمون داخل الحملة يتداولون بشأن خطواتهم التالية بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الشهر الماضي. وقالوا لموقع "ميدل إيست آي" إنهم سيصدرون الإعلان الرسمي خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين في شيكاغو، حيث يقام المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهو بالفعل ما فعلوه.

وقال حسن عبد السلام، أستاذ حقوق الإنسان في جامعة مينيسوتا توين سيتيز ومؤسس حملة التخلي عن بايدن، لموقع ميدل إيست آي: "يوم الاثنين، نبدأ التخلي عن هاريس".

عقدت الحملة مؤتمراً طوال اليوم في شيكاغو، يوم الأحد، حيث عملوا مع قادة التخلي عن بايدن لإعادة معايرة مهمتهم واستراتيجيتهم لإبلاغ الناخبين لماذا لا يجب عليهم التصويت لهاريس.

"من حيث الاستراتيجية الانتخابية، على أقل تقدير، نطلب من الشعب الأميركي التأكد من عدم التصويت أبدًا للإبادة الجماعية أو كامالا هاريس"، قال عبد السلام.

في هذه المرحلة، نريد من الناس "تلقي المعلومات والرسالة بأن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية وأننا أخلاقيًا لا يمكننا أبدًا دعمها، وأننا نحتاج استراتيجيًا إلى معاقبتها حتى نتمكن من شراء السلطة، لأننا تم تجاهلنا تمامًا".

وفي اليوم الأول من مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو، حذر زعماء حركة "غير ملتزمون" المؤيدة للفلسطينيين من أن نائبة الرئيس كامالا هاريس قد تخسر الأصوات - وربما الولايات المتأرجحة الرئيسية - إذا لم يكن هناك وقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة وحظر للأسلحة الأميركية عن إسرائيل، وهو الأمر الذي يعترفون بأنها لا تدعمه.

وقالت ليلى العبد، زعيمة حركة "غير ملتزمون" من ميشيغان، ردًا على سؤال في مؤتمر صحفي، الإثنين : "إنها معرضة لخطر خسارة الولايات المتأرجحة الرئيسية، وخاصة في ولايات مثل ميشيغان، حيث لدينا أكبر تركيز للعرب الأميركيين والأميركيين المسلمين - الأشخاص الذين يعرفون عن كثب آثار وتأثير القصف الممول من أمريكا".

حتى الآن، أسفرت جهودهم عن نتائج مختلطة: فقد حصل القادة غير الملتزمين على مناقشة جماعية في وقت لاحق من يوم الإثنين حول الحقوق الفلسطينية، لكن دعواتهم لمتحدث فلسطيني أميركي لمخاطبة المؤتمر من المسرح الرئيسي في مركز يونايتد لم يتم الالتفات إليها حتى الآن.

وتقول منصة (برنامج) الحزب الديمقراطي إن الإدارة "عازمة على التوسط في اتفاق وقف إطلاق نار فوري ودائم"، لكنها تقول أيضًا إن "التزام بايدن وهاريس بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري النوعي" و"حقها في الدفاع عن نفسها ... ثابت". وقد دعت هاريس إلى وقف إطلاق النار في غزة، لكنها لا تدعم حظر الأسلحة.

من جهته، قال عباس علوية، وهو زعيم "غير ملتزم" آخر ومندوب من ميشيغان: "إذا كنا سنعود إلى الناخبين غير الملتزمين ونحثهم على التصويت لصالح نائبة الرئيس هاريس - وننقل رسالة استباقية للتصويت لصالح نائبة الرئيس هاريس - نريد أن نكون مخولين للقيام بذلك، لكننا بحاجة إلى أن توضح نائبة الرئيس هاريس بوضوح ما ستكون خطتها لوقف تدفق الأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي التي تُستخدم لقتل المدنيين".

وأطلق العديد من القادة المسلمين الأميركيين ومنظمي المجتمع حملة التخلي عن بايدن في كانون الأول الماضي بعد أن انتهى الموعد النهائي الذي حددوه لبايدن للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة دون أي رد.

وجاء قرار إعادة تسمية حملة التخلي عن بايدن إلى التخلي عن هاريس بعد أسابيع من المداولات حول أفضل استراتيجية انتخابية من شأنها أن تُظهر لجميع السياسيين في البلاد أن الناخبين الأميركيين المسلمين لن يقفوا وراء أي مرشح يدعم الحرب المدمرة على غزة واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.