حديث القدس
استهداف الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وقطعان المستوطنين باتت ظاهرة هذه الايام للقاصي والداني، وأمام مرأى ومسمع العالم أجمع، خاصة أمام نقابات الصحفيين في مختلف دول العالم وكذلك اتحاد الصحفيين الدولي وأمام الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، وهي أبعد ما تكون عن ذلك عندما يتعلق الامر بالصحفيين الفلسطينيين خاصة والصحفيين العرب عامة.
فلا يكاد يمر يوم دون أن تعتدي قوات الاحتلال ومعها قطعان من المستوطنين على الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها وفي مقدمتها القدس الشرقية، الى جانب اعتقال الصحفيين وإطلاق الرصاص عليهم وتحطيم كاميراتهم ما أدى الى استشهاد عدد من الصحفيين آخرهم صحفي من قطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع الشهر الماضي، ووجود عدد آخر في السجون الأمر الذي استنكره الاتحاد العالمي للصحفيين وكذلك نقابات واتحادات الصحفيين في العديد من دول العالم.
فدولة الاحتلال لا تقيم وزناً لا للقوانين ولا للأعراف الدولية التي تحرم التعرض للصحفيين، بل على العكس من ذلك فإنه خلال الحروب على الدول المتحاربة تأمين حماية كاملة للصحفيين، ليتسنى لهم نقل ما يدور في هذه الحروب وإمكانية ان تكون هناك جرائم في هذه الحروب ضد الانسانية مما يستدعي تقديم مقترفيها ومرتكبيها لمحكمة جرائم الحرب.
وإسرائيل، بصفتها الدولة القائمة بالاحتلال في فلسطين، فقد ارتكبت وترتكب جرائم حرب شبه يومية، سواء بالنسبة للصحفيين أو بقية أبناء شعبنا القابعين تحت الاحتلال وفي مقدمتهم أسرى الحرية الذين يتعرضون لأبشع أنواع القمع.
وهدف دولة الاحتلال من استهداف الصحفيين الفلسطينيين هو منعهم من نقل الحقيقة للعالم حول اعتداءات وجرائم قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين. فأمس اعتدت قوات الاحتلال في مدينة القدس على مراسلة قناة الجزيرة نجوان السمري بقنبلة صوت أصابتها في قدمها، وجاء استهدافها بشكل مقصود أثناء تغطيتها للأحداث التي جرت أمام مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين، وأمس الاول استهدفت هذه القوات الصحفية جيفارا البديري مراسلة قناة الجزيرة وقامت بالاعتداء عليها واعتقالها لعدة ساعات، كما اعتدت على طاقم الجزيرة المرافق لها وحطمت معدات الطاقم، الامر الذي أثار ردود فعل منددة باستهداف الصحفيين في مختلف ارجاء الضفة الغربية المحتلة.
وهذه الهجمة الشرسة والاستهداف المقصود سببه قيام الصحفيين بواجبهم في إظهار الوجه البشع لدولة الاحتلال وانتهاكاتها وجرائمها التي ترتقي لمستوى جرائم الحرب التي تحاكم عليها محكمة جرائم الحرب.
ورغم هذا الاستهداف المقصود، الا ان الصحفيين الفلسطينيين سيبقون يدافعون عن شعبهم ونقل حقيقة ما يقترفه الاحتلال بحقهم الى العالم ليقوم بدوره المطلوب في وضع حد لهذا الاحتلال الذي يهدد بجرائمه الأمن والسلم العالميين، لأن شعبنا لن يبقى واقفاً مكتوف الايدي أمام هذه الانتهاكات، وسيرفع كما هو الآن صوته عالياً حتى يستجيب العالم لمطالبه وردع الاحتلال الغاشم ورحيله عن أرضه.
شارك برأيك
استهداف الاحتلال للصحفيين لن يثنيهم عن واجبهم الوطني