Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 04 أغسطس 2024 10:14 صباحًا - بتوقيت القدس

إننا ننفصل عن واقعنا

تلخيص

أُتابع بوستات مهند خفيفة الظل، وهذه المرة وسط خفة الظل حقيقة محيرة، لأنها تجمع التناقض ما بين القول والفعل، يقول بوست مهند "ناس طالعة على قبرص وناس نازلة على شرم الشيخ وهو طالع نازل على السطح يراقب برميل الماء إذا تعبى".


فعلاً هناك معاناة تصل إلى نقطة الفارق بين الحياة والموت للحصول على الماء في غزة ، وأزمة احتلال تتسبب في أزمة مياه في الضفة، والأمور أسوأ من أي وقت مضى، والجميع يتذمر من عدم وجود أشغال ومن يعمل في الوظائف الحكومية لا يأخذ راتبه، وفي ظل هذه الأمور الصعبة في كل المجالات نجد عائلات تذهب في رحلات استجمامية خارج البلاد، تكلفتها بضعة الآلآف من الدولارات، وأغلبها على قبرص وشرم الشيخ كما قال صديقنا مهند، وهناك من أخذ قرضا لهذه الرحلة، على أمل أن تتحسن الظروف عندما يعود ويعمل على سداد القرض، دون أخذ الاحتمال الأقرب للواقع وهو تدهور الأوضاع للأسوأ. إنه جنون بحد ذاته أن ننفصل عن واقعنا.


وماذا عن الخلافات، أو ما تسمى "الطوش" التي نسمع عنها ونراها بصورة شبه يومية. إننا لا نرتقي إلى حجم قضيتنا ومصابنا وآلامنا ، فالسؤال لمصلحة من هذه الخلافات التي تؤدي إلى معارك محلية سواء بالأيدي وتتطور لنسمع صوت الرصاص دون تدخل المحتل لأنه يريد ذلك، وهو يخدم مصلحته بأن ننشغل بأمور سطحية ونتنازع لنستكمل مسلسل الضياع والتفرقة. إنها أمور بسيطة وبالإمكان حلها دون عراك.


وأهلنا في غزة يقتلون يومياً ونحن عاجزون عن تقديم شيء لهم، على الأقل نحترم دماءهم بصمتنا. إننا ننفصل عن واقعنا، وفرحة ما يسمى التوجيهي لا أعلم كيف انحرفت فكرة الفرحة في "الزمامير" والمفرقعات، وأزمة السير هذا العام، احتراماً لأهلنا في غزة. لم يتم هذا الاحتفال، رغم محاولة البعض التجوال بسياراتهم في الشوارع، وإذ بالأجهزة الأمنية تمنعهم، والسؤال لماذا لا تمنع الأجهزة الأمنية كل عام هذا الاحتفال المزعج؟
وماذا عن التوجيهي كنظام وكابوس يلاحق الطلبة والأهل؟ المطالبات بإلغاء التوجيهي والاكتفاء بعلامات المرحلة الثانوية وامتحان القبول للجامعة، وحتى الآن لم تتحرك وزارة التربية بوقفة جادّة تجاه هذا الأمر.


وماذا عن التوجه للعمل المهني بإنشاء كليات وجامعات للتدريب المهني يتلائم وسوق العمل. إننا ننفصل عن واقعنا.


وماذا عن الأعراس؟ لا يقاس الزواج الناجح بنفقاته، بل العكس هو الصحيح ربما، فالنفقات المبالغ فيها للمظاهر تؤدي لتراكم الديوان، وهي سبب من أسباب كثيرة تؤدي بعد الزواج بوقت قصير عما نسمعه من حالات طلاق وانفصال.


ولنتحدث عن ظروف الحرب، فنحن مع الزواج حتى في الحرب، وهذا تأكيد على حب الحياة ومتابعتها والصمود، لكن أن يتم مع اختصارات كثيرة في المعازيم، وحصرها فقط بالمقربين جداً، ولكن وللأسف نسمع أثناء الحرب عن إعداد بالمئات (تصل إلى 600 شخص في القاعة)، والعديد من المعازيم لم يعملوا طيلة أشهر الحرب، فلماذا نزيد الاعباء عليهم لمجاملة العريس، كما ونسمع عن أرقام كبيرة من المبالغ تأتي للعريس من المعازيم. لا تحرجوا الناس واختصروا المعازيم على المقربين والناس شاكرة لكم.


وماذا عن مظاهر البهجة الخارجية، احتراماً لإهلنا في غزة، وأن يتم الابتعاد عنها، لكن وللأسف فقد أصبحنا نسمع عن ظهور بعض هذه المظاهر في بعض الأعراس، مثل الزمامير والفرق الفنية للزفة عند البيت، وهي في الواقع ليست فرحة حقيقية ونستطيع إلغاءها تضامنا مع أهلنا في غزة، فهناك، داخل القاعة المغلقة بإمكاننا أن نفرح دون إيذاء مشاعر من فقد عزيزاً عليه. إننا ننفصل عن واقعنا.


وماذا عن جنون أسعار الخضار والفواكه واللحوم؟ أنا متأكد من أن هناك عائلات لا تستطيع أن تشتري الفواكه واللحوم بسبب أسعارها الجنونية، وهي لا تملك، وإذا اضطرت للخضار فتكون ديونا عليها. فلماذا كل هذا الصمت تجاه الغلاء غير المسبوق، ولماذا هذا الغلاء؟ لربما توجه منتوجاتنا الفلسطينية للمحتل لسد العجز لديه بسبب الحرب وتعطل العمال الفلسطينين عن العمل في مزارع المحتل، والنتيجة يدفعها المواطن الفلسطيني. إننا ننفصل عن واقعنا.


وماذا عن حرب غزة ؟ هناك الكثير الذي قيل ويقال، وعجزنا عن فعل ما يقال، ومتى ستنتهي الحرب؟ لا أعلم ، لكن ما أعلمه أن الله قادر على كل شيء، فدعونا لا ننفصل عن واقعنا المؤلم.

دلالات

شارك برأيك

إننا ننفصل عن واقعنا

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 88)