Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 03 أغسطس 2024 9:35 صباحًا - بتوقيت القدس

في اليوم العالمي للتضامن مع غزة والأسرى

تلخيص

مُنذ بدأت حرب الإبادة الجماعية في غزة، أصبحت السجون والمعتقلات مقابر جماعية، وتوحَّش الجنود والحراس، وفي كل يوم نشهد العجب العجاب في كلام بعض من يُفرج عنهم، ونحن نرى هياكل عظمية تخرج من السجون، تكاد أقدامها لا تحملها، فأثر المعاناة تراه العين منذ اللحظة الأولى، وأثر التعذيب والجوع واضح للعيان، ولوهلة من الوقت لا يعرف الأب ابنه، ولا تستدل الأم على ابنها المفرج عنه، فصورته غيرها، وملامحه غابت في جسده المنهك جوعًا وتعذيبًا وبطشًا.
الكثير من أساليب ووسائل التعذيب التي لا يصدقها عقل، تستخدم بحق الأسرى، وظروف اعتقال لا يحتملها بشر، ومن يخرج يروي لنا الجزء اليسير، فحقيقة الواقع أصعب من أن تقوله الكلمات، وسط غياب تام للمؤسسات الحقوقية الدولية ومنع الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين، الأمر الذي جعل من السجون مقابر جماعية. وفي حقيقة الأمر ربما لا ينجو من يتم الإفراج عنه، لأنه يخرج مصابًا بأمراض عديدة، نتيجة لظروف الاعتقال وسياسات التحقيق والتعذيب الممنهج، بكل أدوات التعذيب التي لا تخطر ببال أحد، وسياسات الإهمال الطبي المتعمد، وغيرها.
كما يواجه الأسرى تحديات نفسية صعبة، وتعذيب ممنهج فبعض من أفرج عنه كان فاقدًا للذاكرة، وهذا ما رأيناه عندما أفرج عن الأسير معزز عبيات، والذي اعتقل شابًا يافعًا قوي الذاكرة وجسده رياضي وحيوي، والكل رآه حين أفرج عنه كيف صار بجسد لا يقوى على المشي، وذاكرة لا تتذكر شيئًا من حولها.
الآلاف من أسرى غزة يخضعون لتعذيب لم يخطر ببال إنس ولا جان، ولا يعلم مصيرهم أحد، بالأمس سمعت والدة أسير تسأل مجموعة أفرج عنها من سجن "سديه تيمان"، وفي صوتها رجاء وبكاء، هل رأيتم ابني؟ هل سمعتم أحدهم ينادي عليه؟ هل سمعتم اسمه في السجن؟ كان ابنها في العشرين من العمر يوم اعتقله الاحتلال قبل أربعة أشهر، وهي حتى اليوم لا تعرف عنه شيئًا، ولا تدري إن كان حيًا أم ميتًا.
منذ السابع من أكتوبر زج بعشرات آلاف من الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتضاعفت الأعداد على نحو غير مسبوق، ومورس بحق الأسرى ما لا يمكن وصفه، خارج كل ما هو معروف ومعهود، وتعرض الأسرى للاغتيال المنظم، وعمد الاحتلال على اتباع سياسات تعذيب وحرمان وتجويع وقتل منظم في سجون لا تراها الشمس، ولا يزورها الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية، تحرسها كلابهم المدربة والتي تشارك في وجبات تعذيب الأسرى.
يعاني المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية ما هو أكثر بشاعة من كل السجون عبر التاريخ، حتى تلك التي أقامتها أمريكا في غوانتانامو أو أبو غريب، فقد تعدت فصول العذاب هذه الأيام في معتقلات الاحتلال كل ما هو معروف من وسائل تعذيب، ومن عمليات انتقام نابعة من حقدهم المسكون بالكراهية، ومن أدوات التعذيب التي لا حصر لها.
إن النداء الذي خرج به اليوم كل الفلسطينيون نصرة لغزة وللأسرى، هو نداء استغاثة عاجل، لكل دعاة الإنسانية في العالم، ليشكل هذا الاصطفاف الإنساني قوة في وجه هذا الاحتلال، ورفعًا للظلم والإبادة، ودفعًا للمعاناة والقهر اليومي المتواصل، ودعوة لصحو الضمير العالمي، ففي هذه الأثناء يعيش عشرات الآلاف من المعتقلين ظروفًا قاسية، ويتعرضون لأبشع أنواع التحقيق والتعذيب والقتل الممنهج، وذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون، كما يعيش الناس في غزة تحت شرّ الإبادة الجماعية التي لم تتوقف وقد دخلت يومها الأول بعد الثلاثمائة يوم.

دلالات

شارك برأيك

في اليوم العالمي للتضامن مع غزة والأسرى

المزيد في أقلام وأراء

الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا

نعمان توفيق العابد

ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع

مروان إميل طوباسي

مسلسل إرهاب الاحتلال في الضفة لا يتوقف.. فكيف يكون الرد؟

محمد علوش

النظام الدولي الجديد.. والدولة الفلسطينية

محمد المصري

الأكراد ضحايا الجغرافيا

رمزي الغزوي

هل يقلب ترامب الطاولة على نتنياهو؟

رشاد أبو داود

إلغاء اتفاق أوسلو

حمادة فراعنة

التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟

عريب الرنتاوي

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

بقلم : محمد غازي الجمل

سوريا أمام المخاطر

عمرو الشوبكي

بالونات اختبار أمريكية

بهاء رحال

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

غزة بين التهجير والصمود

رام الله - "القدس" دوت كوم

ماذا يجري في الضفة !

ابراهيم ملحم

اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا

كريستين حنا نصر

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

الأمريكان ملهمش أمان !

إبراهيم ملحم

حرق المساجد في فلسطين

الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

أسعار العملات

الخميس 13 مارس 2025 1:56 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.96

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 820)