حديث القدس
خلال لقائه مع الدكتور مجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس، قال المبعوث الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط، سفين كوبمانز، إن الاتحاد الأوروبي «يدعم مبدأ حل الدولتين»، وان مهمته كمبعوث أوروبي العمل مع اللجنة الرباعية الدولية، والاطراف المعنية من أجل تحقيق التهدئة الشاملة وخلق أفق سياسي لتحقيق السلام في المنطقة، وهو موقف طالما سمعناه من الاتحاد الاوروبي، ولم يسهم في ردع الاحتلال الاسرائيلي عن مواصلة تنفيذ مخططاته الاستعمارية وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.
الغريب العجيب ان يتطرق المبعوث الاوروبي الى التهدئة الشاملة ثم خلق أفق سياسي لتحقيق السلام متجاهلا ان تحقيق الاستقرار والسلام يتطلب أولا انهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وقد أحسن الدكتور الخالدي عندما اكد امام المبعوث الدولي ان من يريد الحرية لفلسطين فعليه الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما لم تفعله غالبية دول اوروبا حتى اليوم رغم مسؤولية بعضها عن المأساة الفلسطينية واستمرار بعضها بدعم الاحتلال الاسرائيلي، وعدم اتخاذ الاتحاد الاوروبي موقفا جادا من الاحتلال الاسرائيلي، حيث يدرك المبعوث الاوروبي وغيره من قادة أوروبا ان الدعم الذي تحدث عنه المبعوث الاوروبي لبناء مؤسسات فلسطين كثيرا ما ذهب هباء بعد ان دمرت اسرائيل الكثير من مشاريع البناء سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية، والمدعومة اوروبيا، دون ان تتخذ أوروبا موقفا جادا من الاحتلال بسبب ممارساته.
المطلوب من أوروبا ان تنحاز الى العدالة وحقوق الانسان والمواثيق والقرارات الدولية، وبالتالي ان تتخذ مواقف فعلية تجاه هذا الاحتلال الاسرائيلي، وعدم الاكتفاء بترديد عبارة تأييد حل الدولتين ودعم بناء المؤسسات الفلسطينية وفي نفس الوقت غض الطرف عن انتهاكات اسرائيل الجسيمة للقانون الدولي ومواثيق حقوق الانسان وتنكرها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.
المطلوب من أوروبا ايضا اذا كانت فعلا تريد السلام والاستقرار ان تعلن بصراحة اعترافها بدولة فلسطين بحدود العام 1967م وعاصمتها القدس وان تتعامل على هذا الأساس، وأن تتوقف اوروبا عن دعم اسرائيل طالما لا تستجيب لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
ان ما يجب أن يقال هنا ان شعبنا سئم من استمرار اوروبا في اتخاذ مواقف نظرية بعيدا عن التأثير الفاعل وعن ردع اسرائيل فيما تواصل أوروبامختلف العلاقات الكاملة مع الاحتلال ودعمه في الكثير من المجالات بما في ذلك السلاح، كما سئم شعبنا من لغة البيانات المكررة التي تبدو مثل ذر الرماد في العيون، ومع تقديرنا لكل الدعم الذي قدمته اوروبا لشعبنا الا ان ذلك لا يكفي لتحقيق السلام والاستقرار ولا يكفي كي يكون موقف أوروبا متوازنا على الاقل ونزيها ومطابقا للشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها.
شارك برأيك
المطلوب من أوروبا