عربي ودولي

الثّلاثاء 14 مايو 2024 2:08 مساءً - بتوقيت القدس

استقالة ضابط أميركي من وكالة استخبارات الدفاع بسبب سياسة أمريكا في غزة

تلخيص

واشنطن – "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات

أعلن ضابط في الخدمة الفعلية بالجيش الأميركي استقالته، يوم الإثنين، من وكالة استخبارات الدفاع والخدمة بسبب سياسة الحكومة الأميركية بشأن غزة، وهو أحدث مسؤول يترك منصبه احتجاجًا على دعم إدارة بايدن المستمر للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.


وقام الرائد بالجيش الأميركي هاريسون مان، الذي تخصص في الشرق الأوسط وإفريقيا لنحو نصف حياته العسكرية التي استمرت أكثرمن 13 عامًا، بتوزيع خطاب استقالته داخليًا في 16 نيسان الماضي قبل أن يقرر نشر نسخة "معدلة بشكل طفيف" علنًا على موقع التواصل الاجتماعي "لينكدن LinkedIn  " هذا الأسبوع في ضوء استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل على الرغم من اجتياحها الأخير لرفح.


وقال مان، وهو يهودي أميركي، في رسالته : "هذا المكتب لا يقوم بإبلاغ السياسة فقط، بل يسهل، وفي بعض الأحيان، تنفذ السياسة بشكل مباشر، والسياسة التي لم تغب عن ذهني قط خلال الأشهر الستة الماضية هي الدعم غير المشروط تقريبًا لحكومة إسرائيل، التي تسببت بقتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".


ومنذ أن شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة المحاصر بعد أن باغت مقاتلو حماس جيش الاحتلال الإسرائيلي في هجوم السابع من تشرين الأول الماضي، الذي أودى بحياة قرابة 1200 إسرائيلي، منهم 311 جندي (وفق التقارير الرسمية الإسرائيلية) واحتجاز 250 إسرائيليا، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 35 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.


 كما هجر معظم السكان الفلسطينيين في القطاع؛ وخلق أزمة مجاعة من خلال منع وصول المساعدات، وقصف المستشفيات؛ واحتجاز وتعذيب الرجال والفتيان؛ واستهدفت الصحفيين وعمال الإغاثة ومسؤولي الرعاية الصحية، ولا تشمل هذه الخسائر أعمال العنف التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية على يد المستوطنين والجنود الإسرائيليين.


في رسالته، تحدث مان عن منصبه في وكالة استخبارات الدفاع، وكيف "ساهم بلا شك" في الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل من خلال دوره في الجيش.


وكتب: "لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور رعبًا وحزنًا التي يمكن تخيلها - والتي يتم عرضها أحيانًا في الأخبار في مساحاتنا الخاصة - ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا (في موقعي)؛ لقد سبب لي هذا عارًا وشعورًا بالذنب لا يصدقان".


ويمكن للمتخصصين الإقليميين في البنتاغون، مثل مان، العمل كملحقين دفاعيين يمثلون الجيش دبلوماسيًا في سفارات الولايات المتحدة حول العالم، ويمكن للملحقين أيضًا تقييم طلبات القوى الأجنبية للحصول على الأسلحة والتدريب، وتقديم توصيات إلى وزارة الخارجية بشأن ما إذا كان تقديم المساعدات العسكرية ضروريًا ويلتزم بقانون حقوق الإنسان الأميركي.


وقال مان في رسالته إنه على الرغم من صراعه الداخلي بشأن غزة، فإنه واصل القيام بعمله دون التعبير عن مخاوفه - على أمل أن تنتهي الحملة العسكرية الإسرائيلية قريبًا، أو أن تؤدي موجة من الغضب الشعبي إلى تغيير الموقف الأميركي من إسرائيل أخيرًا، أو أن مساهمته الفردية كانت ضئيلة وأنه ليس من حقه التشكيك في القرارات السياسية.


لكن الرائد قرر نشر خطاب استقالته بعد أن أرسلت وزارة الخارجية تقريرها المرتقب إلى الكونجرس حول ما إذا كانت إسرائيل تستخدم المساعدات العسكرية الأميركية لانتهاك قوانين حقوق الإنسان الدولية والأميركية في غزة، في حين يقول تقرير"مذكرة الأمن القومي-20 NSM-20 " الصادرة يوم الجمعة (10/5/2024) أنه من "المعقول" تقييم أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، فإنه يؤكد أن البلاد يمكن أن تستمر في تلقي الدعم العسكري الأميركي - مما دفع المشرعين وجماعات حقوق الإنسان والناشطين إلى انتقاد إدارة بايدن لجهودها العسكرية، بسبب تواطئها في جرائم حرب محتملة.


"باعتباري أنني أنحدر من سلالة يهودية أوروبية ، فقد نشأت في بيئة أخلاقية متشددة، بشكل خاص، عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".


 وتابع: "ستطاردني معرفة أنني فشلت في تلك المبادئ لكنني آمل أيضًا أن يمنحني جدي المسامحة؛ وأنه سيظل فخوراً بي لابتعادي عن هذه الحرب، ولو متأخراً".


وتأتي استقالة مان بعد استقالة الأميركي الفلسطيني طارق حبش، المعين سابقًا من قبل بايدن، علنًا من وزارة التعليم في وقت سابق من هذا العام بسبب موقف الإدارة من غزة. 


ونشر موقع "HuffPost" أيضًا خبر استقالة المسؤول السابق بوزارة الخارجية جوش بول في تشرين الأول ، بسبب معارضته لسياسات إدارة بايدن المتمثلة في مواصلة تسليح إسرائيل خلال هجومها العسكري على غزة.


كما أن خروج مان ليس المعارضة البارزة الوحيدة من الجيش الأميركي.


 وفي شباط، توفي آرون بوشنل، وهو عضو في القوات الجوية، بعد أن أحرق نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقام الطيار البالغ من العمر 25 عامًا ببث نفسه على الهواء مباشرة قائلاً إنه "لن يكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية" قبل أن يحرق نفسه ويصرخ "فلسطين حرة!"


وكتب مان في رسالته: "لقد أصبح من الصعب الدفاع عن نتائج هذه السياسة بالذات وفي مرحلة ما ـأياً كان المبرر، فإنك إما أن تعارض سياسة تجويع الأطفال على نطاق واسع، أو لا تفعل ذلك".

دلالات

شارك برأيك

استقالة ضابط أميركي من وكالة استخبارات الدفاع بسبب سياسة أمريكا في غزة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%18

%82

(مجموع المصوتين 305)