Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 14 أبريل 2024 1:30 مساءً - بتوقيت القدس

العيد في غزة.. غابت الطقوس وحضر الوجع

تلخيص

غزة- "القدس" دوت كوم- أمل الوادية

يستقبل النازحين الغزيين عيد الفطر الأول في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، دون أن يستطيعوا إحياء طقوسه التي اعتادوا عليها، فالوجع حاضر في كل أيامهم وخاصة في العيد.


"أصعب عيد يمر علي، وأول شيء سأفعله صباح العيد زيارتي لهم في المقبرة"، جاءت هذه الكلمات على لسان الفلسطينية رانيا أبو عنزة والتي فقدت زوجها وتوأمها نعيم ووسام اللذان جاءا بعد 11 عام من الانتظار ومحاولات الإنجاب في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.


وبعد مرور نصف عام من الحرب، نزح قرابة 1.5 مليون غزي بعد أن أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على النزوح قسراً من بيوتهم إلى مخيمات النزوح ومراكز الإيواء التابعة للأونروا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة المعيشية.


وتضيف رانيا بصوت مختنق بالبكاء: "أريد أن أصطحب معي فستان العيد الخاص بابنتي وسام وأخبرها أنني أحضرته لها لكنها لم تعد موجودة، أما طفلي نعيم وعدته أن أشتري له ثلاث ملابس للعيد لكنه تركني ورحل ولا زال قلبي يعتصر ألما على فراقهما".


فرق كبير مملوء بالوجع تعيشه رانيا بين العيد العام الماضي وهذا العام، حيث كانت حاملاً بهما وتترقب بلهفة مجيئهما على الحياة، حتى تحقق حلمها وتشتري لهما ملابس العيد مع زوجها، تعقب: "كنت أحلم ألبسهم أحلى ملابس للعيد وأمشطهم، راحت كل أحلامي وضلت الحسرة في قلبي عليهم".


أما أم أيمن فالوجع يتجدد على قلبها في المناسبات خاصة كلما تذكرت زوجها الذي استشهد بعدما قصفه الاحتلال داخل بيته، حيث أجبرت على النزوح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه برفقة أطفالها داخل خيمة.


تقول أم أيمن: "لا يوجد عندي عيد، وملامح الحياة بهتت بعيني، حياتي كلها انقلبت رأساً على عقب بعد استشهاد زوجي، كل ذكرياتنا دمروها، ذهب حبنا ولمتنا في كل عيد ولن تعود".


غابت طقوس العيد هذا العام عن أم أيمن التي كانت تحييه بكل حذافيره بدءًا من عمل جميع الحلويات بمن فيها الكعك والمعمول، وعمل أكلة السماقية لتكون غذاءهم في اليوم الأول للعيد، وليس انتهاءًا في التسوق بعد الإفطار برفقة أطفالها وشراء الملابس التي تعجبهم.


تقول: "كان يجتمع في بيتي جميع أهلي وتملأ ضحكاتنا زوايا المكان، لكن الآن لن يستطيع أحد من زياتي في ظل بُعد أماكن تواجدهم وصعوبة التنقل لعدم تواجد سيارات الأجرة وإن توافرت فثمنها يفوق أضعاف مما كانت عليه قبل الحرب".


وجع ينخر في قلب السورية صفية المشهراوي حين تتذكر اقتراب العيد الأول في ظل غياب زوجها الذي لا تعرف مصيره منذ أكثر من شهرين، بعدما حاصر الجيش الإسرائيلي البيت الذي نزحت إليه برفقة عائلتها في حي الزيتون بمدينة غزة واعتقل زوجها وابنها.


تقول: "العيد من غير زوجي ليس له طعم، كان يصطحبنا جميعاً في نزهة ويسعد بناتي، لكننا الآن محرومين من حنانه ووجوده، ناهيك عن عدم قدرتي على عمل أي شيء من طقوس العيد في ظل مكوثي داخل بركس لا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة".


تضيف: "كنت أطبخ قبل العيد بيوم سماقية ونفطر فيها، والغذاء كان عبارة عن فسيخ وقلاية بندورة، لكن الآن في ظل شح الإمكانيات أصبح كل تفكيري شو أطبخ اليوم، ومعتمدة على طعامنا في المعلبات وفي حين انعدامها تذهب طلفتي الصغرى لتكيات أهل الخير وتأتي لنا بالطعام".


وعن مقارنة طقوس العيد في غزة عن سوريا، تعقب: "العيد في سوريا كان له رونق خاص، كنا نستيقظ صباحاً لعمل الكعك والمعمول، ونتبادل فيه الزيارات والعزائم التي أفتقدها حالياً لبعد أهلي عني".


ويعاني النازحين من ظروف معيشية قاهرة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً وازدياد المعاناة مع بدء الحرب، إذ لا يستطيع الكثير من الآباء الغزيين شراء ملابس العيد لأطفالهم لعدم توفر مصدر دخل يعيلهم في ظل الغلاء الفاحش في الأسواق.


"احنا يا دوب قادرين نوفر قوت يومنا عشان نقدر نعمل معك معمول ونشتري أواعي"، هكذا عبرت الفلسطينية تحرير عن استقبالها للعيد بلهجة غزاوية، في ظل صعوبة الظروف التي تعيشها داخل خيمة بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي بيتها ومصدر رزقها الوحيد.


تقول: "يرتدي ابني ملابس الشتاء في ظل حلول الصيف، فلا أستطيع شراء ملابس الصيف والعيد لهم، إذ كان زوجي يعمل قبل الحرب ويوفر جميع احتياجاتنا، لكن وضعنا حالياً صعب جداً ولا أعرف كيف سنقضي العيد داخل خيمة".


تتابع: "العيد له بهجته الخاصة، يزورني في اليوم الأول جميع أهلي، وطاولتي تتزين بأفخم أنواع الشوكلاتة والحلويات، وكل من يأتيني يتباهى بما أصنع، لا أستطيع فعل شيء مما كنت أفعله بسبب غلاء الأسعار في السوق، لقد فقدنا كل سعادتنا".


وفي ظل قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 13 ألف طفل منذ بدء حربه على غزة، وفق مصادر طبية بغزة، إلا أن أطفال غزة ينبشون بالصخر ويصنعون سعادتهم بأدوات بدائية بسيطة، إذ لجأ الكثير منهم لصنع ألعاب في فناء البيوت التي نزحوا إليها، بسبب تدمير الاحتلال معظم المرافق العامة التي تحتوي على ألعاب خاصة بهم.


حال الطفل محمد الرقب ذو الثمانية سنوات كحال كثيرين من الأطفال، حيث قام بصنع لعبة بسيطة على أعتاب المنزل، استطاع من خلالها إسعاد معظم أطفال الحارة.


يقول محمد: "أنا عملت المرجوحة عشان نفسي أعملها من زمان، ربطت الحبل بسقف الباب ووضعت وسادة عليه لا نستعملها، وأصبح جميع أطفال الحارة يلعبون عليها مجاناً، لأنه ما معهم في ظل الحرب".


يتجمع الكثير من الأطفال حول لعبة محمد منتظرين دورهم في اللعب، إحدى هؤلاء الأطفال بلال الذي ساعد صديقه محمد في صنع الخيمة، يقول: "نفسنا تخلص الحرب ونعيش العيد وننبسط، احنا فرحنا حالنا من لاشيء عشان ننسى الحرب ونسلي وقتنا".

دلالات

شارك برأيك

العيد في غزة.. غابت الطقوس وحضر الوجع

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)