أقلام وأراء
الثّلاثاء 12 أبريل 2022 10:59 مساءً - بتوقيت القدس
انتفاضة القدس 2021: عود على بدء
بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
في الوقت الذي تتجه فيه الأمور في الدولة الصهيونية إلى انتخابات خامسة، تظهر الحقيقة الكبرى التي تتمثل بسيطرة اليمين المتطرف على كل مناحي الحياة في إسرائيل، بدءا من السياسيين وانتهاء بالمجتمع. ذلك اليمين، الذي اعتبر في يوم من الأيام “أقلية دينية أو قومية متطرفة”، بات اليوم قوة تتعاظم ليس في الأحزاب ذات الأيديولوجيات المتطرفة بل في داخل أغلبية الأحزاب، سواء حسبت على الأحزاب الدينية المتطرفة أو الوسط أو يسار الوسط، وهي بالمجمل ذات صفات فاشية تؤمن، بعقلية اقصائية، أن من حق (الشعب اليهودي) فقط تقرير مصيره في “الأرض الموعودة” لهم من الله، حتى أضحت أحزاب اليمين وأصواته اليمينية المنتشرة في جل الأحزاب الجهة الأكثر تأثيراً في إسرائيل.
هذا اليمين، المسيطر، باتت إسرائيل رهينته ضمن المشروع الاستعماري/ “الاستيطاني”/ الإحلالي، مع رفضها الوفاء بالتزاماتها الدولية بالدفاع عن السكان المحتلين الخاضعين لسيطرتها. وها نحن، بعد 54 عاماً من الاحتلال و74 عاما على النكبة، نرى انتفاضة جديدة تشتعل في القدس جراء الجرائم الإسرائيلية التي سارعت جهات عربية ودولية لإدانتها، فيما طالبت دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بـ”ضبط النفس” مساوية بين الضحية والجلاد رغم أن القدس تشهد، منذ بداية شهر رمضان وقبله، اعتداءات تقوم بها شرطة الاحتلال و”المستوطنون”، في منطقة “باب العامود” ومحيط المسجد الأقصى. هذا، رغم موقف “ناقد” لإسرائيل في مقارفاتها الخاصة بحي “الشيخ جراح”.
المقدسيون، كما عهدناهم، يملكون قدرة خاصة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. فقد أفشلوا فرض البوابات الحديدية الإسرائيلية على مداخل الأقصى في 2017، ومنعوا التدخل الإسرائيلي في استقلالية كنائس القدس من خلال محاولة فرض الضرائب الإسرائيلية عليها عام 2018، وحينها أغلقت الكنائس أبوابها احتجاجاً، وهو ما اضطر الاحتلال إلى التراجع. كذلك، أعادوا عام 2019 فتح مصلى باب الرحمة الذي كان الاحتلال قد أغلقه وخطّط لتحويله إلى كنيس يهودي. وقبل هذا وذاك، سجل المقدسيون موقفهم النضالي في انتفاضة 2000، التي اندلعت حين قام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق (أرئيل شارون) باقتحام المسجد الأقصى وتجول في ساحاته ولتستمر حتى العام 2005.
بالمقابل، كانت الضريبة المدفوعة كبيرة، حيث بات “المستوطنون” يستبيحون الأقصى كل يوم. ذلك أن “إسرائيل” تعلم أن ردود الفعل الدولية والعربية لا تخرج عن نطاق الشعارات التي تتوافر فيها مفردات الشجب والاستنكار دون أثر على الأرض. بل إن التوصيات العديدة التي تقرها مثلا مؤتمرات القمم العربية من تشكيل صناديق للقدس ومحاسبة “إسرائيل” هي حبر على ورق ولا تتحول إلى دعم تنفيذي. ولذلك، فهي منذ احتلال القدس كاملة في العام 1967، تعاود الكرة دائما محاولة الحسم النهائي لتهويد أرض وهوية “زهرة المدائن” الدينية والثقافية والسكانية في ضوء إخطارات الهدم الفوري لعشرات المنازل ضمن مخططات التهويد. وبالذات، تواصل “إسرائيل” مقارفاتها في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف في إطار تعدد مسارات العدوان الفعلي على حقوق المسلمين التاريخية في الأقصى وصولا إلى التقسيم الزماني عبر تخصيص السبت كيوم مقدس يكون فيه الأقصى لليهود فقط، والتقسيم المكاني الذي يستهدف اقتطاع مصلى باب الرحمة والساحة الشرقية من الأقصى، ومحاولة تأسيس “الهيكل المزعوم” ولو معنوياً بأداء كامل الطقوس اليهودية في الأقصى وفي الحرم الشريف.
وعود على بدء، وفي استعادة لما عالجناه سابقا، فإنه من الناحية العملية، يترك العالم (بجل عربه ومسلميه) الأردن، وكذلك السلطة الفلسطينية، وحيدين في مواجهة الممارسات الإسرائيلية ضد الأقصى، دون أن ننسى أن الأجيال الفلسطينية في القدس، وفي عموم أراضي فلسطين التاريخية، لم تعد تحتمل سياسة التطهير العرقي والتمييز العنصري والقمع الوحشي الإسرائيلي، وباتت ترفض الخضوع للاحتلال العسكري والأمني والتمييز العنصري.
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
انتفاضة القدس 2021: عود على بدء