Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 12 أبريل 2022 10:17 مساءً - بتوقيت القدس

ثلاث صفعات.. ثلاث هزائم للمستعمرة

بقلم: حمادة فراعنة

ثلاث صفعات سياسية وُجهت للمستعمرة الإسرائيلية من قبل الشعب الفلسطيني خلال هذه الانتفاضة النوعية المتقدمة، انتفاضة القدس خلال شهر رمضان ولازالت، وكادت تكون شاملة على كامل خارطة فلسطين.
أول هذه الصفعات كانت في القدس، ومن المقدسيين بشكل خاص، شاركهم في ذلك من وصل إلى المسجد الأقصى قبل يوم 10 أيار قبل ليلة القدر، للاعتكاف والصلاة والاعتصام، عبر خيار مدروس وممنهج لحماية القدس وحرمها القدسي الشريف.
لقد خطط قادة المستعمرة للاحتفال بـ”توحيد القدس” و”تحرير القدس” وأن تكون القدس “عاصمة موحدة” لمستعمرتهم، وفق التاريخ العبري، عبر مسيرة الرايات الإسرائيلية القادمة من كافة أماكن سكناهم ومستوطناتهم ليتجمعوا ويحتفلوا في القدس القديمة وساحات الحرم القدسي- المسجد الأقصى، بهدف التأكيد أن القدس لهم وعاصمتهم الموحدة.
وخطط الفلسطينيون لإحباط برنامج المستعمرة وإفشاله، وإظهار القدس الشرقية كما هي، ويجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من خارطة دولة فلسطين، وأن سكانها جزء من الشعب العربي الفلسطيني، وهكذا أحبط الفلسطينيون برنامج حكومة المستعمرة وأفشلوه، وأظهروا رسالة للعالم أن القدس فلسطينية الإرادة والتاريخ والخيار والعزم والإيمان، فكانت ردة الفعل الإسرائيلية على هزيمتهم عنيفة شرسة همجية في اقتحام مصليات المسجد القبلي والمسجد المرواني ومسجد قبة الصخرة، بعنف لم يشهد مثله المسجد الأقصى.
وثاني الصفعات جاءتهم من غزة هاشم، غزة البطولة، غزة الصمود التي أعادت للشعب العربي الفلسطيني كرامته وهويته واستقلال قراره ومؤسسته التمثيلية منظمة التحرير الفلسطينية، حينما انطلقت الصواريخ متعددة الأوزان والأثقال التي هزمت معنويات الإسرائيليين، وقدمت لهم رسالة واضحة أن قوة ردع جيش الاحتلال وأجهزة المستعمرة الأمنية عجزت على توفير الأمن لهم في أغلب مساحات مناطق الاحتلال الأولى عام 1948.
هذه الصفعة الثانية دفعت لمزيد من الشراسة الإسرائيلية وأفقدت قدرات جيش المستعمرة المتفوق الذي عمل على تدمير غزة، وبناها التحتية من ماء وكهرباء وطرق وإسقاط الأبراج وهدم البيوت، وممارسة كل أنواع الجرائم بحق أهالي غزة للمرة الرابعة على التوالي 2008-2009، 2012، 2014، وهذه الرابعة 2021، ولكنه رغم الدمار فشل في اصطياد أي من قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية رغم وصوله إلى القيادات الميدانية لأنها كانت على رأس عملها في إدارة المعركة من قبل حماس والجهاد.
أما الصفعة الثالثة لمجمل المشروع الاستعماري العنصري الإسرائيلي من فلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة.
انتفضت المدن الفلسطينية الثمانية في مناطق 48: الناصرة، طمرة، سخنين، أم الفحم، كفر قاسم، راهط، دعماً وتأييداً لشعبهم في القدس، ورفضاً لسياسات المستعمرة الاحتلالية العنصرية، ولكن المفاجأة المذهلة أتت من فلسطينيي المدن المختلطة الخمسة: حيفا وعكا ويافا واللد والرملة ذات الأغلبية الإسرائيلية والأقلية الفلسطينية من سكانها، فقد سجلت مشاركتها الأولى في العمل الفلسطيني وفي النشاط المقاوم وفي الشراكة مع مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في انتفاضة القدس، ودللت على فشل المشروع الاستعماري برمته استراتيجياً، من خلال عجزه على ترويض الفلسطينيين في مناطق 48 وبالذات لدى المدن المختلطة والعمل على تكييفهم مع الهوية الإسرائيلية، وتبديل أولوياتهم، وكانت النتيجة على عكس ذلك، فقد استفز قانون يهودية الدولة، والممارسات العنصرية، والتمييز الفاقع ضدهم، دفعتهم نحو الهوية الفلسطينية والقومية العربية وأنهم جزء من شعبهم الفلسطيني مهما تقادم الزمن، ومهما تمادى مشروع المستعمرة في التفوق أو النفوذ أو التوسع.
ثلاث لطمات سياسية وجهها شعب فلسطين في منطقتي الاحتلال الأولى عام 1948 والثانية عام 1967، سيكون لها ما بعدها من تداعيات ومواقف وإنجازات فلسطينية تراكمية متعددة المحطات وصولاً نحو زوال الاحتلال وهزيمته واندحاره.

شارك برأيك

ثلاث صفعات.. ثلاث هزائم للمستعمرة

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)