أقلام وأراء
الثّلاثاء 02 أبريل 2024 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس
الحمدالله أنني فلسطيني
تلخيص
لقد وقع علينا نحن الشعب الفلسطيني ظلم تاريخي منذ أكثر من 100 عام خلت، وما زلنا نقبع تحت هذا الظلم. أراضينا سلبت، واستشهد وجرح مئات الآلاف من أبنائنا ونسائنا وأطفالنا، سرقت أموالنا، ودمرت بيوتنا، وأسر مئات الألاف من شبابنا، وشرد الملايين منا وعاشوا في الشتات، وغيرها الكثير الكثير من الجرائم المستمرة بحقنا كفلسطينيين، وخير مثال على هذه الجرائم ما يقع علينا في هذه اللحظات من ظلم وقهر وجوع في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ومع كل هذا الظلم الكبير الذي نستشعره ونعيشه يومياً، فما زلنا شعب حي عظيم، نبني ونتزوج، وندرس بالجامعات، ونكتب الكتب والمقالات، ونرسم ونعزف الموسيقى، وكأننا نقول للعالم أجمع: نحن الشعب الذي يستحق الحياة ويعيش الأمل ويسعى للوصول الى أحلامه التي لا تموت. نحن الشعب الذي يحمد الله ألف مرة يومياً على انه فلسطيني ومتمدن ومتسامح.
بالمقابل، تصوروا لو كنت إسرائيلياً، كيف يمكنني أن أربي أطفالي على القيم والأخلاق بينما أعود من خدمتي في جيش قتل طفلاً أو أغتصب سيدةً أو أسر شاباً أو دمر بيتاً وربما أكون أحد الذين قاموا بهذه الجرائم؟ . كيف يمكنني أن أعلم طلبتي في الجامعة جمهورية أفلاطون الفاضلة ونظرية هيجل عن المثل واشتراكية ماركس عن العدالة، بينما أنا جزء من دولة تسرق وتقتل وتأسر بعيداً كل البعد عن كل هذه القيم والأخلاق. كيف يمكن أن أعيش قصص الحب والشعر والموسيقى بينما تملؤ حياتي يومياً قصص الكراهية والدم؟ كيف يمكنني أن أعاقب طالباً غش في الامتحان بينما دولتي التي أفتخر أني مواطن فيها زورت التاريخ وسرقت تراث وتاريخ وأراضي شعب آخر؟ كيف يمكن لي أن أعلم أولادي الصلاة بينما دولتي تعتدي على أماكن العبادة للأخرين وكأن إلاههم غير إلاهنا؟ كيف يمكنني أن أغني للسلام والتسامح بينما دولتي تعتاش على الحروب وتقتات من دماء الأطفال؟
كيف يمكنني أن أحترم مجتمعي وأنتمي اليه، بينما يشارك هذا المجتمع يومياً بحصار المدن والقرى ووضع الحواجز العسكرية على مداخلها ؟ كيف يمكنني أن أدعو الى العدالة والمساواة بينما اشارك شخصياً في فرض نظام فصل عنصري على شعب آخر؟ كيف يمكنني أن أهدي طفلي في عيد ميلاده صورتي وانا افجر منزلاً للآخرين؟
الحمد الله أنني لم أكن إسرائيلياً، والا لفقدت إحترامي وحبي لذاتي ولمجتمعي ولكتبي ولأبحاثي ولزوجتي وأطفالي وطلبتي. الحمد الله أنني لم أكن إسرائيلياً، والا لما استطعت النوم ومناظر الأطفال الذين قتلتهم تلاحقني في منامي. الحمد الله اني لم أكن إسرائيلياً، والا لما استطعت أن اعشق وطني وأن أنتمي اليه بينما سرقت أرض الآخرين وطردتهم من بيوتهم وأنا ادرك جيداً أن موطني الحقيقي ليس هنا. الحمد الله أنني لست اسرائيلياً، والا لن اسامح نفسي على المشاركة في الابادة الجماعية التي تحدث في غزة الآن. في الحقيقة، الحمد الله أنني ولدت فلسطينياً، فحتي مع الظلم الذي يقع علي فأنا ما زلت إنساناً، وما زلت عاشقا، وما زلت كاتباً وأباً ومعلماً وباحثاً.
دلالات
د. سالم ساري..استاذ علم الاجتماع قبل 6 شهر
ابدعت دكتورنا. احمد الله معك.حمدا دائما..للاسباب والمزايا التي ذكرتها ..واكثر. دمت فلسطينيا حرا
المزيد في أقلام وأراء
يُقتلون وهم يَلعبون!
المياه حق للجميع ….معاً وسوياً حتى نحصل على حقنا في المياه
في التأصيل للفلسطينية Palestinism
إياد البرغوثي
زيتون فلسطين يعانق أرز لبنان
حديث القدس
فلسطين في مواجهة المستعمرة
إسرائيل تدق مسماراً قاتلاً فى نعش "الأونروا"
سامي مشعشع
طوفان الأقصى" وما أعقبه من تداعيات على المنطقة العربية
كريستين حنا نصر
النيكروبوليتيكس والأهداف الجيوسياسية.. أداة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية
مروان أميل طوباسي
المقاطع الوحشية المصورة لعمليات التعذيب بحق المعتقلين
سري القدوة
الصين والشرق الأوسط الجديد.. من طريق الحرير لطريق الحزام والأمان
دلال صائب عريقات
الإصلاح الوطني وهندسة النظام السياسي
فهمي الزعارير
"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"
في عصر الذكاء الاصطناعي: هل كلنا سواء؟
أُبيدت عائلات ومُحيت أجيال!
عدوان في كل مكان
حديث القدس
إسرائيل.. نهج "النحر الجماعي" مؤداه "الانتحار الذاتي"!
أسعد عبد الرحمن
شمال غزة.. جوع ومجازر وحصار
بهاء رحال
ما يجري في قطاع غزة جزء من خطة إبادة جماعية
سري القدوة
سبعُ نقاط في فهم الغُلوّ الصهيوني
بكر أبو بكر
هل اقترب وقف إطلاق النار؟
جواد العناني
الأكثر تعليقاً
الأردن: جرائم إسرائيل لن تتوقف ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين
رئيس وزراء إسبانيا يدعو المجتمع الدولي لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
مقتل مواطن في جريمة إطلاق نار شمال الخليل
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
رويترز: دول خليجية تحث أميركا على منع إسرائيل من قصف حقول نفط إيرانية
تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة
خبراء الأمم المتحدة: "النظام الدولي ينهار في غزة"
الأكثر قراءة
خبراء الأمم المتحدة: "النظام الدولي ينهار في غزة"
طائرات الاحتلال تشن عدة غارات على مركبة شرق طولكرم
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.. هل تعيد تحذيرات "أبو عبيدة" الملف من الظل إلى الواجهة؟
قتلى وجرحى في جيش الاحتلال بهجوم مسيرة على قاعدة عسكرية قرب حيفا
سلطات الاحتلال تصادر مقر الأونروا في القدس
دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة
أسعار العملات
الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.82
شراء 3.8
دينار / شيكل
بيع 5.39
شراء 5.37
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.17
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%17
%83
(مجموع المصوتين 371)
شارك برأيك
الحمدالله أنني فلسطيني