أقلام وأراء
السّبت 30 مارس 2024 11:40 صباحًا - بتوقيت القدس
ماذا تبقى لكم .. ؟!
تلخيص
سؤال كان قد طرحه الكاتب والأديب الفلسطيني غسان كنفاني ذات مرة لاستنهاض الشعب الفلسطيني ودفعه للالتفاف حول الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، يطرحه الأن النازحون في خيم الإيواء للطبقة السياسية الفلسطينية المنفصلة بخلافاتها الفئوية وانقساماتها الضيقة عن الواقع الكارثي الذي يمرون به، وهم يبحثون عن بصيص أمل للنجاة من المقتلة الإسرائيلية التي تستهدف كافة مقومات الحياة في قطاع غزة، وتمارس (اسرائيل) إبادتها بشكل ممنهج ومدروس بعناية فائقة لكافة تفاصيل الحياة في قطاع غزة.
سؤال ماذا تبقى لكم، الموجه للطبقة السياسية الفلسطينية بمختلف أطيافها، لا يأتي من باب الترف الفكري أو السجالات السياسية المترفة، ولا يأتي أيضا في إطار العتب السياسي من قبل المواطن للمسؤول بقدر ما هو سؤال الحاجة الفلسطينية الملحة الأن لضرورة أن تتجاوز تلك الطبقة مصالحها الفئوية الضيقة، وأن تتوحد في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية التي بات واضحاً أنها لا تستهدف قطاع غزة ومقاومته فقط، بل تستهدف الكل الفلسطيني باختلاف أماكن تواجده، وما يحدث في قطاع غزة، هو مجرد بداية ستعمل إسرائيل لاحقا على تطبيقها في الضفة الغربية، والقدس والأراضي المحتلة 48.
يتساءل النازحون حول غياب الخطاب الفلسطيني الموحد حتى اللحظة، وغياب المصير المشترك في ضوء استدامة حالة التنافر والتناحر الحزبي التي لم تنجح المقتلة الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة في وقفها، ولم تفرض على مدار ستة شهور تقريباً الحاجة لخطاب فلسطيني وحدوي يواجه إسرائيل اليمينة بكل تركيبتها السياسية. إسرائيل الموحدة حول رفض الدولة الفلسطينية، وحول إنهاء الوجود الفلسطيني على الأرض، وفرض التهجير كأمر واقع سواء كان قسريا أو طوعيا على المواطن الفلسطيني. إن لم يكن الآن، فمتى يمكن ذلك ؟!
تواصل الطبقة السياسية حتى اللحظة فشلها في تجاوز اختلافاتها الفكرية والسياسية، ويتمترس كل طرف حول خطابه الفئوي ورؤيته الأحادية، وغاب الخطاب الجمعي والوحدوي والرؤية الجامعة للكل الفلسطيني، وباتت المصالح الفئوية الضيقة هي المسيطرة على الأداء السياسي للطبقة السياسية المهيمنة، وترك المواطن يواجه وحيداً عاريا ًآلة التدمير الممنهج الإسرائيلي لحياته وقدرته على الصمود والاستمرار.
فما بين تفرد حركة حماس بقرار السلم والحرب، وتفرد السلطة في رام الله بتشكيل حكومة تكنوقراط دون إجماع وطني يؤسس لوحدة المصير الوطني ما بين قطاع غزة والضفة الغربية، تكمن أزمة الطبقة السياسية.
ماذا تبقى لكم من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والتوحد خلف رؤية وبرنامج وطني جامع يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية، ويتبنى أدوات وآليات قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تحاول التأسيس لواقع جديد في قطاع غزة يؤدي في نهاية المطاف إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، فإسرائيل لم تشن حرب الإبادة على قطاع غزة، ولا تغامر بسمعتها الدولية في استمرارها بعدوانها على القطاع من أجل توحيد الأراضي الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني، وهي تسعى بشكل واضح إلى فرض حالة من الانفصال ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال فرض نموذج جديد في القطاع، تحافظ من خلاله على استدامة الانقسام وتحويله إلى انفصال حقيقي. وهي تتحدى العالم في فرض رؤيتها التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي حين قال "لا حماستان ولا فتحستان في غزة".
أمام هذه الرؤية الإسرائيلية تقف الطبقة السياسية، بل الحقل السياسي الفلسطيني كله، عاجزاً عن المواجهة سواء على مستوى الخطاب أو الفعل الفلسطيني، فلا خطاب ولا رؤية ولا برنامج فلسطيني موحد للمواجهة، بل بالعكس باتت السياسة الانتظارية لما ستؤول إليه الأمور، وما ستفرضه الوقائع حول اليوم التالي هي السمة السائدة لهذا الحقل وتلك الطبقة.
ينظر المواطن الفلسطيني من باب خيمته للمستقبل المجهول دون ثقة بتلك الطبقة التي يشعر بانفصالها عنه، وتخليها عن دورها في حمايته وتخفيف معاناته اليومية الناجمة عن ويلات النزوح وتبعاته النفسية والاقتصادية والاجتماعية، ويطرح في كافة جلساته الخاصة والعامة ماذا تبقى لكم من أجل الوحدة وانهاء الانقسام والتفرد بالقرار؟، وهل يمكن أن تؤسس هذه المقتلة والإبادة الجماعية للحلم والمستقبل الفلسطيني فرصة لتصحيح مسار الفعل السياسي البائس الذي حكم الحالة الفلسطينية على مدار عقود مضت؟ وماذا تبقى لكم ولنا لنبكي عليه إن فصلت غزة وهُجِّر سكانها ؟ أسئلة مطروحة من داخل خيمة النزوح على الطبقة السياسة باختلاف تلاوينها بانتظار الإجابة...!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
بعد وقف اطلاق النار: المعركة النفسية لا تنتهي
السلطات المتجددة ، أدوات جديدة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .
مروان أميل طوباسي
الوطن العربي بين جحيم ترامب والنهوض؟
د. فوزي علي السمهوري
أهوال جحيم الإبادة
بهاء رحال
صوت الكفاح الفلسطيني العاقل
حمادة فراعنة
ظروف مثالية نحو صفقة التبادل.. وماذا عن الضمانات؟
حديث القدس
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
هاني المصري
المقاومة أمر ما حتمي .. ودمشق تعطي للعروبة شكلها
حمدي فراج
ترامب وسموتريتش.. تقاطع أيديولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي تلمودي توراتي
راسم عبيدات
سوريا إلى أين؟
حمادة فراعنة
المغطس مكان عماد السيد المسيح يتوج بتدشين كنيسة كاثوليكية جديدة
كريستين حنا نصر
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
جحيم ترمب!
مقتل 400 جندي إسرائيلي منذ بدء التوغل في قطاع غزة
الصفقة على الأبواب ما لم يخرّبها نتنياهو
أبو ردينة: القيادة سعت منذ اليوم الأول لبدء العدوان على قطاع غزة
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
الأكثر قراءة
حماس: قيادة الحركة بحثت مع وزير المخابرات التركي تطورات المفاوضات
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. اتفاق يلوح في الأفق وهذه تفاصيله!
أوسلو تستضيف اجتماعا دوليا لدعم حل الدولتين
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
أسر رهائن إسرائيليين في غزة يوجهون انتقادات حادة لوزير المالية
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
مصادر منخرطة في المفاوضات تكشف لـ"القدس" تفاصيل الاتفاق الذي سيعلن اليوم
أسعار العملات
الأربعاء 15 يناير 2025 8:59 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.63
شراء 3.6
دينار / شيكل
بيع 5.12
شراء 5.1
يورو / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 415)
شارك برأيك
ماذا تبقى لكم .. ؟!