أقلام وأراء
الثّلاثاء 12 أبريل 2022 7:40 مساءً - بتوقيت القدس
كأس القدس طفحت ففاضت..!

بقلم: حمدي فراج
هبة القدس تعطي أكلها على الصعيد الفلسطيني والعربي والعالمي ، كأنها تقول : نحن قدس اليوم لسنا ما كنا عليه بالامس، نحن اليوم قدس الفرز بين ضدين متناقضين ؛ أمس السلام الاستسلامي الانهزامي الملفّع بالتفاوض والتهادن والتساوم، المفعم بالاكاذيب والاحابيل والاستهبال، وبين الصحو والنهوض والمجابهة المستندة على الارادة والعقيدة والحق.
لقد تماثل الضدان في منهجين لكل منهما منطقه ورجالاته ورموزه واسلحته وأثقاله وأمواله وشعاراته وإعلامه ، ولكن الكأس حين تطفح ، فإنها بالضرورة ان تفيض، فقد عاشت القدس حقبة “السلام” حتى آخر الرمق، قبلت به وانتظرت تنفيذ ما تم التوافق عليه، و كظمت غيظها من التأجيل والتسويف والمماطلة، في انتظار ان تعاد لها هيبتها وحقيقتها وصورتها و تاريخها ومعالمها المقدسة مسيحية واسلامية، وحتى اليهودية، ولكن كل هذا قوبل بالانكار والاستهتار والاستهوان، بل بفتح شهية التوحش والاجرام من اعلان ضمها كلها عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل الصهيونية التي صدقت كذبتها من انها لم تحتلها عام 67 بل قامت بتحريرها، وتمعن في الانتظار، علّ ادارة جديدة في البيت الابيض تطيح بالادارة الهتلرية، فتعيد الامور الى نصابها، لم تعد الادارة الجديدة “الحكيمة” شيئا الى نصابه، ليتم الاعلان عن تحديد يوم لمهاويس الهيكل المزعوم باقتحام مسجدها، مسرى نبيها ومعراجه الى السماء، مترافقا ذلك بالاعلان الرسمي الحكومي والقضائي والحزبي والشعبي عن تطهير حي الشيخ جراح من سكانه الاصليين الصابرين والمثابرين ، المسكونين بخوف انقضاض الوحش الكاسر عليهم فيرميهم الى الشوارع .
في مشهد محمد الضيف ، الذي خرج فيه عن المألوف الدارج ، كرجل عسكري يتجاوز السياسي، بالرد على اسرائيل في حالة الاعتداء على الشيخ جراح ، بدا واضحا ان نهجا جديدا يترسخ ، ألمح اليه قائد ايران الاول علي خامنئي عندما قال ان الشعب الفلسطيني تجاوز القتال بالحجر الى الصاروخ الدقيق ، ما أكد عليه بوضوح أشد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، حين شدد اكثر من مرة على اهمية تثبيت قواعد الاشتباك مع العدو، بمعنى ان يتم الرد من غزة على ما يرتكبه العدو في الضفة، وهي القواعد التي تتبعها اسرائيل مع حزب الله ليس فقط في جنوب لبنان ، بل في كل ارجائه وانحائه وسمائه ومياهه .
وإذا كان الضيف الذي همس بيل كلينتون في أذن ياسر عرفات عندما حضر الى غزة عام 1996: نريد ديف ديف ، كمطلوب لاسرائيل ، فهو اليوم بعد ربع قرن يعد المسؤول العسكري الاول في كتائب القسام عمدت اسرائيل لاستهدافه خمس مرات ، فقد عينه في إحداها، واستشهدت زوجته وابنه في آخرها، لكن حسن نصر الله يعد مسؤول محور المقاومة كلها بما فيها غرفة عمليات غزة، وبالمعنى غير الدبلوماسي وغير المجازي، فإن تثبيت قواعد الاشتباك مع اسرائيل هو بمثابة الأمر العسكري الذي ينتظر استحقاق التنفيذ، فيغلق الطريق امام أصحاب المنهج القديم في رحاب القدس كعاصمة للمقاومة .
المزيد في أقلام وأراء
تغييب وترهيب
حديث القدس
الرئيس ترمب والتهجير والاستيلاء على غزة
فراس ياغي
أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي
عيسى قراقع
زيارة 1987.. عن مخيم الفارعة وصوت الشيخ إمام ويويا وإرهاصات الانتفاضة
توفيق العيسى
أوهام ترمب.. إعلان حرب
حديث القدس
هجوم "الصدمة والرعب".. هل يحقق أهدافه؟
جيمس زغبي
لقاء نتنياهو مع ترامب
حمادة فراعنة
من يأخذ قلم ترامب من يده؟
بهاء رحال
مشروع ترامب للتطهير العرقي.. استهداف لفلسطين قضية وهوية
راسم عبيدات
اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة
نبهان خريشة
المجنون!
ابراهيم ملحم
حرب ترامب الاقتصادية
حمادة فراعنة
العالم على كف "رئيس"
منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!
محمد جودة
عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل
حديث القدس
المشهد الراهن والمصير الوطني
جمال زقوت
الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
راسم عبيدات
ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!
د. إبراهيم نعيرات
ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟
هاني المصري
زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له

العالم على كف "رئيس"

أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي

الرئيس ترمب والتهجير والاستيلاء على غزة

الرئيس عباس يصدر قراراً بإعادة تشكيل مجلس إدارة مجلس تنظيم قطاع المياه

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

"حماس" تطالب بعقد قمة عربية طارئة لمواجهة مشروع التهجير

الأكثر قراءة
ترامب: الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتصبح مالكة له

"الأونروا": الوضع في مخيم جنين كارثي وجميع سكانه نزحوا

الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية يعربان عن رفضهما لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة

ترامب: لا ضمانات لدي أن الهدنة بين إسرائيل وحماس ستصمد

"العفو الدولية": ترمب يضاعف ترحيبه بنتنياهو بعدم اعتقاله أو إخضاعه للتحقيق
نتنياهو يهدي جهاز بيجر لترامب والأخير يعلق
العالم على كف "رئيس"


أسعار العملات
الخميس 06 فبراير 2025 8:54 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
يورو / شيكل
بيع 3.67
شراء 3.68
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 574)
شارك برأيك
كأس القدس طفحت ففاضت..!