Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 16 فبراير 2024 4:38 مساءً - بتوقيت القدس

نتنياهو يتحدى العالم ويصر على اقتحام رفح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة

واشنطن - "القدس"دوت كوم – سعيد عريقات

شهدت الأيام القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا من التحذيرات المتعددة المصادر من مغبة وخطر قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام مدينة رفح المحاصرة، المكتظة بحوالي  1.4 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين الذين توجهوا إلى المدينة استجابة لتعليمات سلطات الاحتلال الإسرائيلية نفسها بعد أن دمرت تلك القوات معظم قطاع غزة، حيث تحث المنظمات الدولية والمدافعون عن حقوق الإنسان وحتى عدد متزايد من الزعماء الغربيين إسرائيل على الامتناع عن شن هجوم بري واسع النطاق على المدينة المكتظة.


وقال البيت الأبيض في بيان الخميس، أن الرئيس  جو بايدن تحدث (الخميس) مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وناقش معه المفاوضات الجارية بشأن الرهائن.


وقال البيان الذي استلمت القدس نسخة عنه :" لقد أكد الرئيس من جديد التزامه بالعمل بلا كلل لدعم إطلاق سراح جميع الرهائن في أسرع وقت ممكن، معترفاً بوضعهم المروع بعد 132 يوماً في أسر حماس، كما ناقش الرئيس ورئيس الوزراء الوضع في غزة، والحاجة الملحة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".


وبحسب البيان "أثار الرئيس (بايدن) الوضع في رفح، وكرر وجهة نظره بأن العملية العسكرية لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين في رفح"، علما بأن مثل هذه الخطة الملموسة، في الوقت الحاضر، غير موجودة: لقد ثبت أن الحديث عن "مناطق آمنة" على طول الشاطئ في منطقة تعرف باسم المواصي، أمرا نظريا في الغالب، حيث يقبع المدنيون في ظروف مزرية دون إمكانية الوصول بشكل موثوق إلى المأوى أو الغذاء.


وفي مكالمة هاتفية يوم الأربعاء مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إسرائيل تخاطر بحدوث "كارثة إنسانية بحجم جديد". وقال بيان مشترك لزعماء أستراليا وكندا ونيوزيلندا إن "العملية العسكرية في رفح ستكون كارثية" ودعا إسرائيل إلى "الاستماع إلى أصدقائها". كتب رئيسا وزراء إسبانيا وإيرلندا إلى السلطات في بروكسل، يشيران إلى أن إسرائيل قد تنتهك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ويطالبان بـ"مراجعة عاجلة".


وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن احتمال حدوث انتهاكات صارخة للقانون الدولي وجرائم حرب محتملة يتصاعد في الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تسببت حتى الآن بمقتل ما لا يقل عن 28 ألف مواطن فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال،  وتدمير جزء كبير من البنية التحتية المدنية في غزة، حيث قالت أليس ويريمو نديريتو مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية في بيان إن "خطر ارتكاب جرائم وحشية في حالة حدوث توغل عسكري كامل في رفح خطير وحقيقي ومرتفع".


بدوره قال مارتن غريفيث، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن احتمال شن هجوم بري إسرائيلي يضع عمليات الإغاثة التي تقوم بها المنظمة الدولية على "باب الموت" ويمكن أن يؤدي إلى مذبحة للمدنيين. وأضاف أن "المجتمع الدولي يحذر من العواقب الخطيرة لأي غزو بري في رفح".، وأنه "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه الدعوات، فالتاريخ لن يكون رحيما".


وتفيد التقارير أن من جانبها، قامت مصر بتحصين حدودها مع غزة ولا تريد أن ترى مليون لاجئ فلسطيني يتدفقون عليها - بسبب مخاوفها الأمنية، ولكن أيضًا بسبب المخاوف العربية القديمة من أن يؤدي ذلك إلى تسهيل التهجير القسري، والتنظيف العرقي للفلسطينيين من غزة على يد إسرائيل. (وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الخميس، أن صور الأقمار الصناعية تظهر أن مصر قامت بتنظيف وإقامة جدار خرساني حول قطعة أرض كبيرة على طول الحدود، ما رفع التكهنات بأن هذا قد يكون  موقعًا لمخيم محتمل للاجئين).


وتنسب الصحيفة لمسؤول مصري سابق قوله : "إذا عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحدود نتيجة للهجمات [في رفح]، فهل تعتقد أن الجيش المصري سيطلق النار عليهم؟ الجواب هو لا" . وأضاف "يتعين على أي حكومة مسؤولة أن تفكر: حسنًا، إذا كان لدينا السيناريو الأسوأ، فكيف سنتعامل مع ذلك؟"


ولا يزال المتحاورون الأميركيون والعرب والإسرائيليون يتجادلون حول اتفاق محتمل مع حركة حماس يمكن أن يشهد على الأقل توقفًا مؤقتًا للقتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة، علما بأن نتنياهو بدد احتمال تحقيق انفراجة دبلوماسية قائلا إن مطالب حماس "وهمية" وتعهد بالقضاء على الحركة.


وقال نتنياهو الأربعاء: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهذا يشمل عملاً قوياً أيضاً في رفح بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال" .


ويعتقد بعض الخبراء أن هناك تكهنات بأن "تهديدات نتنياهو ضد رفح هي خدعة دبلوماسية تهدف إلى الضغط على حماس لقبول الصفقة". وقد أثارت مغادرة فريق التفاوض الإسرائيلي من المحادثات في القاهرة يوم الثلاثاء غضب عائلات الرهائن داخل إسرائيل؛ وجرت احتجاجات صغيرة ضد نتنياهو وحكومته الحربية طوال الأسبوع بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، التي قالت أيضا أن نتنياهو أحبط البيت الأبيض بسبب رفضه الدخول في مناقشات جادة حول سيناريو ما بعد الحرب.


يشار إلى أن عدة مصادر أميركي تحدثت هذا الأسبوع عن تصور إدارة بايدن، بدعم ضمني من عدد من الحكومات العربية المؤثرة، لصفقة كبرى من شأنها أن تنص على إعادة إعمار غزة، وإحياء المسار السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية، واندماج إسرائيل بشكل أعمق في المنطقة.


لكن هناك شكوكا بأن  تقبل إسرائيل بصفقة كهذه، وما إذا كانت حكومتها ستذعن للكثير مما تتم مناقشته، تفكيك العديد  من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إن لم يكن جميعها، ؛ قيام عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية؛ وإعادة إعمار غزة؛ وترتيبات الأمن والحكم للضفة الغربية وغزة مجتمعتين، علما بأن الأمل في حصول إسرائيل أيضًا على ضمانات أمنية محددة والتطبيع مع المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى قد يصعب رفضه.


يذكر أن مكتب نتنياهو رد الأربعاء رافضاً أي حديث عن مثل اتفاق كهذا ، حيث طالما وعارض نتنياهو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل.


ويعتقد محللون جادون، بما في ذلك عضو في حكومة نتنياهو الحربية، أن إسرائيل لن تكون قادرة أبداً على القضاء على حماس بشكل كامل. لكنه يلحق أضرارا لا توصف بالمدنيين ويثير أزمة إنسانية غير مسبوقة من حيث نطاقها وسرعتها. كما يلقي المنتقدون اللوم على إدارة بايدن التي لا ترغب في استخدام ما لديها من نفوذ لكبح جماح نتنياهو.

دلالات

شارك برأيك

نتنياهو يتحدى العالم ويصر على اقتحام رفح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)