وفي مقال رأي له نشرته، صحيفة "واشنطن بوست" يوم السبت قال الرئيس الأميركي إن العالم "يواجه اليوم نقطة انعطاف، حيث تحدد الاختيارات التي نتخذها، بما في ذلك اختياراتنا في الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، تجاه مستقبلنا لأجيال قادمة".

وقال الرئيس الأميركي، إنه ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت هيكل حكم واحد، رافضا فكرة تهجير المدنيين من القطاع قسرا.

وتساءل بايدن "كيف سيبدو عالمنا بعد هذه الصراعات؟" وتابع "هل سنحرم حماس من القدرة على ارتكاب الشر؟ هل يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون ذات يوم جنبا إلى جنب في سلام، مع وجود دولتين لشعبين؟".

ثم أضاف في إشارة تساوي بين حماس والرئيس الروسي فلادمير بوتين "هل نُحمّل فلاديمير بوتين المسؤولية عن عدوانه، حتى يتمكن شعب أوكرانيا من العيش حراً وتظل أوروبا مرساة للسلام والأمن العالميين؟". وقال بايدن "يقاتل كل من بوتين وحماس من أجل محو ديمقراطية مجاورة من على الخريطة" في إشارة إلى إسرائيل وأوكرانيا. 

و"السؤال الشامل"، وفق بايدن، هو "هل سنواصل رؤية المستقبل بإيجابية، أم سنسمح لأولئك الذين لا يشاركوننا قيمنا بجر العالم إلى مكان أكثر خطورة وانقساما؟".

وينتقل بايدن في مقاله للإشارة إلى أن الكثير من الأميركيين المسلمين والعرب والفلسطينيين يشعرون بالغضب والألم خوفا من عودة الإسلاموفوبيا وانعدام الثقة التي شهدناها بعد أحداث الـ 11 أيلول (2001).

وأشار إلى أنه : "لقد دعت إدارتي منذ البداية إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتقليل الخسائر في الأرواح البريئة وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين" ولكن "ما دامت حماس متمسكة بإيديولوجية التدمير فإن وقف إطلاق النار ليس سلاما، حيث أن أعضاء حماس يرون أن كل وقف لإطلاق النار يمثل وقتا يستغلونه لإعادة بناء مخزونهم من الصواريخ وإعادة تمركز المقاتلين"، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستضاعف جهودها خلال الأشهر المقبلة لإقامة شرق أوسط أكثر سلما وتكاملا وازدهارا حيث لا يمكن تصور وقوع مثل السابع من تشرين الأول، كما أنه "من الضروري  ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية ".

عبر بايدن عن رفضه بداية، تهجير الفلسطينيين وقال إنه "لا ينبغي تهجير المدنيين قسرا من غزة" مؤكدا في السياق على ضرورة أن يتم توحيد غزة والضفة الغربية تحت هيكل حكم واحد "وفي نهاية المطاف تحت قيادة السلطة الفلسطينية"  .

وبخصوص الانتهاكات التي يرتكبها مستوطنون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين قال بايدن إن واشنطن "مستعدة لفرض حظر للتأشيرات على المستوطنين المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين. مؤكدا  أنه : "سنواصل العمل لمنع هذا الصراع من الانتشار والتصعيد وسنفعل ما هو ضروري للدفاع عن القوات والأفراد الأمريكيين المتمركزين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات ضد المستوطنين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية بما في ذلك حرمانهم من التأشيرة الأميركية".

وأضاف الرئيس الأميركي في مقاله: "يجب على المجتمع الدولي تخصيص الموارد لدعم سكان غزة مباشرة في أعقاب هذه الأزمة بما في ذلك إنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية الاحتياجات بشكل مستدام ، ولقد أكدت لقادة إسرائيل أن العنف المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف وأن  مرتكبي أعمال العنف يجب أن تتم محاسبتهم".

"وبعد انتهاء هذه الحرب في غزة يجب أن تكون أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في محور اهتمام الحكم، وأن حل الدولتين ووجود شعبين يعيشان جنبا إلى جنب سيتطلب التزامات من الإسرائيليين والفلسطينيين ومن الولايات المتحدة وحلفانا وشركائنا ويجب أن يبدأ هذا العمل الآن".

وأكد بايدن أن كل حياة فلسطينية بريئة تفقد هي مأساة تمزق العائلات والمجتمعات، ولا ينبغي أن يكون هدفنا مجرد وقف الحرب حاليا بل ينبغي أن يكون الهدف إنهاء الحرب إلى الأبد؛ ينبغي أن يكون هدفنا كسر دائرة العنف المتواصل وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه".