ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن إسرائيل هاجمت أكبر مستشفى في غزة على أمل أن تؤدي الغارة إلى تراجع حماس وقبول صفقة الأسرى بشروط اقترحتها تل أبيب ، وقال مسؤول إسرائيلي إنه إذا قبلت حماس بالاتفاق فإن تل أبيب ستستأنف الحرب في غزة بعد تبادل الأسرى.

وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل تعتقد أن الغارة التي وقعت يوم الأربعاء على مستشفى الشفاء ستضغط على حماس لإتمام صفقة تبادل عشرات الأسرى الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين، وفقًا لاثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين". وتضيف: "تعتقد إسرائيل أنه من خلال الاستيلاء على الشفاء، التي تقول إن حماس تستخدمها كمركز قيادة عسكري ومرضاها كدروع بشرية، بما يحرم حماس من أحد أهم رموزها (مستشفى الشفاء) فإن الحركة ستميل أكثر إلى تبادل الرهائن، وفقًا للمسؤولين".

وفشلت تل أبيب في إثبات مزاعمها بأن مستشفى الشفاء كان يستخدم كمقر لحركة حماس أو منطقة لاحتجاز الرهائن. وكشفت الغارة الإسرائيلية على المستشفى عن عدد من البنادق والزي الرسمي.

إن حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن يشكل تغييراً في المسار بالنسبة لتل أبيب. وذكرت فايس-نيوز VICE News أنها تحدثت مع مسؤولين قالوا إن نتنياهو أرجأ المحادثات في البداية إلى ما بعد أن يتمكن من غزو غزة بالقوات البرية. وقال دبلوماسي إقليمي مشارك في المحادثات لـ VICE: "من الواضح أن الإسرائيليين أرادوا شن هجوم بري قبل النظر في هذا الاقتراح، الذي كان مطروحًا على الطاولة منذ الأيام الأولى للصراع". وأضاف أن الخطوط العريضة للاتفاق لم تتغير منذ بداية المحادثات لكن الإسرائيليين في الأيام القليلة الماضية يبدو أنهم أكثر تقبلا.

وبعد ذلك، تم تأجيل الصفقة مرة أخرى لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يعتقد أنه يستطيع تحقيق فوز سياسي من خلال إجبار حماس على عقد صفقة، وفقًا لمسؤول في الناتو. "كان هناك استعداد للنظر في الأمر [من قبل إسرائيل] بشكل لم نشهده من قبل. يستطيع نتنياهو الآن أن ينظر إلى الجمهور الإسرائيلي ويخبرهم أن تصرفاته الحازمة في الهجوم البري هي التي حررت بعض الرهائن. وتابع المسؤول: "يرى [نتنياهو] أن القول بأن الهجوم قد أجبر حماس على تقديم تنازلات هو مكسب سياسي قصير المدى، لكن لا يبدو أنه يخشى تفسير كيف يمكن أن يموت الرهائن في غارات جوية بينما كان نفس الاتفاق متاحا".

الاتفاق، الذي يجري حاليا بوساطة قطرية، سيشهد إطلاق حماس سراح الأسرى الذين تم أسرهم في 7 تشرين الأول ، وإطلاق إسرائيل سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون، وستكون الأولوية لإطلاق سراح الأطفال والنساء.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك توقف للقتال لمدة ثلاثة أو خمسة أيام للسماح بالاتفاق. خلال فترة وقف القتال، ستسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة. وأفاد موقع أكسيوس أن المفاوضين الإسرائيليين ضغطوا من أجل تقليل مدة أي توقف في الحرب.

وأوضح وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أنه حتى لو وافقت تل أبيب على وقف قصير للعمليات العسكرية في غزة، فإنها تخطط لتسوية الحرب بجيشها. وأضاف: "حتى لو طلب منا وقف القتال من أجل إعادة رهائننا، فلن يكون هناك وقف للقتال والحرب حتى نحقق أهدافنا".

وأدت العملية العسكرية التي شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة حتى الآن إلى مقتل ما لا 12,000 مواطن ، من بينهم أكثر من 4500 طفل. كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 1.5 مليون فلسطيني قد نزحوا الآن. وتركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن على النصف الشمالي من قطاع غزة. وأسقطت تل أبيب، الأربعاء، منشورات على مدينة في النصف الجنوبي من القطاع المحاصر، تطلب من المدنيين الفرار. ويشير أمر الإخلاء إلى أن إسرائيل تخطط لتوسيع عملياتها في جنوب غزة.