كشفت صحيفة "بلومبرغ" الجمعة أن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يسعون إلى وضع خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في قطاع غزة بعد الحرب، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، مما يزيد الضغط على إسرائيل لإنهاء عمليتها العسكرية مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة مداولات خاصة، إن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يقرون بوجود أسئلة كبيرة حول ما إذا كانت مثل هذه العملية ستكون قابلة للتنفيذ في غزة، ويدركون أن إسرائيل لا تزال متشككة للغاية في مثل هذه الخطة. لكنهم قالوا إن مجرد مناقشة الفكرة قد يساعد في دفع إسرائيل إلى التفكير أكثر في إنهاء الحملة والتفكير في ما قد يحدث بعد ذلك.

ولا تزال المناقشات التي تتمحور حول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أولية. وتأتي هذه المساعي جزئياً استجابة للدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار في الهجوم الإسرائيلي على حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية.

وفي علامة على نفاد الصبر المتزايد من الهجوم الإسرائيلي، الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة ، وافق مجلس الأمن يوم الأربعاء على قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في القتال. ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع هذا الإجراء، في خرق نادر لدعمها الثابت لإسرائيل.

أحد الخيارات التي يدرسها المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون هو توسيع دور هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، التي تأسست لأول مرة في عام 1949 للمساعدة في تنفيذ اتفاقيات الهدنة بين العرب الفلسطينيين وإسرائيل في أعقاب الحرب التي اندلعت في عام 1948 بعد إنشاء دولة الاحتلال. الدولة اليهودية.

وقال الأشخاص إنه يمكن استخدام هياكل مماثلة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم كنموذج، مشيرين إلى نشر قوات تدعمها الأمم المتحدة في هايتي بقيادة جنود كينيين وقوة أخرى مفوضة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الصومال لمحاربة الجماعة الإسلامية المتشددة.

وتقول الصحيفة أنه "لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور على طلب للتعليق، ويصر هو ومساعدوه إن أي خطة لغزة يجب أن تتضمن تدمير حماس، وتجريد القطاع من السلاح، واستئصال التطرف في مدارسه ونظامه الاجتماعي. وقالوا أيضًا إنهم يتوقعون أن تتمتع قواتهم بحرية الحركة هناك في المستقبل المنظور".

بدورها، لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على الفور على طلب الصحيفة للتعليق. وفي شهادته أمام مجلس الشيوخ الشهر الماضي، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تريد مستقبلًا لغزة لا يشمل إدارة حماس أو إسرائيل للقطاع.

بدوره صرح رئيس إسرائيل، إسحق هرتسوغ، الخميس، لصحيفة "فاينانشال تايمز" بالقول أن إسرائيل سيتعين عليها الإبقاء على "قوة قوية" في غزة في المستقبل القريب لمنع حركة حماس من العودة للظهور في القطاع بعد الحرب، لكن الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر من أن احتلال القطاع سيكون "خطأ كبيرا".

وأضاف للصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تناقش العديد من الأفكار بشأن سبل إدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب، مشيرا إلى أنه يفترض أن الولايات المتحدة و"جيراننا في المنطقة" سيكون لهم بعض المشاركة في النظام الذي سيوضع بعد فترة الصراع.

من جانبه، قال بايدن، الأربعاء، إنه أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإن احتلال قطاع غزة سيكون "خطأ كبيرا".