هندسة الوعي (تدعى أيضًا التشكيل الثقافي أو الهيمنة الثقافية) هو مفهوم يستخدم لوصف عملية تأثير نظم الاستعمار والقوى الاستعمارية على ثقافة شعوب مستعمرة بغرض تغيير وتشكيل واستعباد العقليات والمعتقدات والقيم لديهم. تعتبر هندسة الوعي أحد الأساليب المستخدمة للسيطرة الذهنية والثقافية على الشعوب المستعمرة.

تشمل هندسة الوعي عدة ممارسات وأدوات تستخدم لهذا الهدف، بما في ذلك:

1. التحكم في التعليم: يتم التلاعب بالمناهج الدراسية لنشر مفاهيم وآراء محددة والتأكيد على التفوق الثقافي والفكري للثقافة الاستعمارية.

2. الإعلام ووسائل الاتصالات: يتم استخدام وسائل الإعلام ووسائل الاتصالات لنشر الثقافة الاستعمارية وتعزيزها.
3. التشريعات والسياسات: يتم تفعيل قوانين وسياسات لمراقبة وتنظيم حياة الشعوب المستعمرة، وتقويض هويتهم الثقافية وتقييدها.

4. الأدب والفن: يتم استخدام الأدب والفن لتعزيز صورة الثقافة الاستعمارية كونها أعلى وأكثر تقدمًا من الثقافات المحلية، ويتم تجاهل أو إهمال الثقافات المحلية.

5. التاريخ والذاكرة الجماعية: يتم تغيير سرد التاريخ وتضليل الحقائق التاريخية في سبيل تبرير الاستعمار وتعزيزه، ويتم تعزيز النسيان وإهمال الذاكرة الجماعية للشعوب المستعمرة.

من المهم أن نفهم أن هندسة الوعي ليست مجرد مظاهر تؤثر على المستوى الثقافي، بل هي أيضًا تأثير على الهوية الفردية والانتماء الاجتماعي للأفراد. يؤدي هذا التأثير إلى اندماج الشعوب المستعمرة بثقافة الاستعمار بشكل متنامٍ، مما يعزز السيطرة الثقافية ويهدد التنوع الثقافي والتراث الثقافي.

مع مرور الوقت، قامت الشعوب المستعمرة بمقاومة هندسة الوعي هو مفهوم فلسفي وعلمي مهم يتعلق بقدرة الإنسان على التفكير والإدراك والتوجه الذاتي. ويمكن أن يُصف الوعي بأنه الحالة التي يكون فيها الفرد مدركًا لنفسه وللعالم المحيط به. هذا يتضمن تفهم الأفكار والمشاعر والتجارب الشخصية، بالإضافة إلى قدرة التعامل معها والاستفادة منها.

 وهناك العديد من الجوانب المختلفة للوعي التي يمكن استكشافها ومناقشتها. على سبيل المثال، يمكننا التحدث عن الوعي الذاتي، وهو القدرة على التفكير في ذاتنا وفهم تفاعلاتنا وتأثيراتنا على الآخرين. ويمكن أن يكون الوعي الذاتي مفتاحًا لتحقيق النمو الشخصي والتطور المهني.بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أيضًا استكشاف أفكار الوعي الاجتماعي والثقافي، وكيفية تأثير العوامل الخارجية على وعينا وتصوراتنا عن العالم. ويتضمن ذلك فهم تفاعلاتنا مع المجتمع والثقافة والقيم المحيطة بنا.

من المهم أن نفهم أن الوعي ليس مجرد حالة ثابتة، بل إنه يمكن أن يتطور وينمو عبر الزمن. ويمكننا استخدام الوعي كأداة لتحسين حياتنا وتحقيق أهدافنا الشخصية والمهنية. الاحتلال يمكن أن يؤثر على الوعي الفردي والجماعي للأفراد والمجتمعات المحتلة بطرق متعددة. قد يتم تضييق الحريات الأساسية وتقييد حرية التعبير والتجمع والتنقل، مما يؤثر على تشكيل وتطوير الوعي الفردي والتفكير الحر.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى الاحتلال إلى تشويه صورة المحتلين أو المجتمعات المحتلة وترويج الأفكار والمعتقدات السلبية حولهم. هذا النوع من التأثير يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوعي والثقة في النفس والهوية الثقافية.

مع ذلك، يظهر العديد من الأمثلة على قوة وصمود الوعي في مواجهة الاحتلال. ويمكن للأفراد والمجتمعات المتضررة أن تطور استراتيجيات للمقاومة والتغلب على التأثيرات السلبية المرتبطة بالاحتلال.

بشكل عام، فإن استعادة وتعزيز الوعي والهوية الثقافية يمكن أن يساهم في استعادة الكرامة والسيادة الذاتية. قد يكون تحقيق التحرر العقلي والثقافي هدفًا مهمًا للأفراد والمجتمعات المتضررة من الاحتلال.

أمثلة على كيفية تأثر الوعي من قبل الاحتلال:

1. التضييق على حرية التعبير: يقوم الاحتلال في بعض الأحيان بتقييد حرية التعبير عبر قمع الرأي العام وتكميم الأصوات الناقدة للسياسات الاحتلالية. وقد يتم اعتقال الناشطين السلميين وحجب المواقع الإلكترونية أو الوسائط الاجتماعية التي تعبر عن الرأي المعارض.

2. تزييف التاريخ والهوية: يستخدم الاحتلال في بعض الأحيان التغييرات في المناهج الدراسية والتضليل الإعلامي لتزييف التاريخ والهوية الثقافية للمجتمعات المحتلة، ويهدف بذلك إلى تشويه صورة المحتلين ومحاولة إزالة الانتماء والترابط الثقافي بين الأفراد وتاريخهم وهويتهم.

3. الإقامة والتوسع الاستيطاني: يمارس الاحتلال بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي في المناطق المحتلة، ويؤدي ذلك إلى تشتيت المجتمعات المحلية وتغيير المظهر الديمغرافي والجغرافي للمنطقة، ويمكن أن يؤثر هذا على الوعي الجماعي للمجتمعات المحلية وتراثهم وروابطهم بالأرض.

4. العنف والقمع: يتبع الاحتلال سياسات قمعية بحق السكان المحتلين، تتضمن الاعتقالات التعسفية والاستجوابات القسرية والتعذيب وغيرها من أشكال العنف الجسدي والنفسي، ويهدف ذلك إلى إضعاف الإرادة وكسر الروح وترويض المجتمعات المحتلة.

5. العزلة والحصار: يضع الاحتلال المناطق المحتلة تحت حصار دائم، مما يؤثر على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية والصحية للمجتمعات المحتلة، مما يؤثر على وعيهم ورؤيتهم للمستقبل.
طوال الوقت اسرائيل مارست هندسة الوعي على الشعب الفلسطيني. حيث استخدمت أدوات هندسة الوعي للتشكيل والتأثير على الوعي الفلسطيني وتشويه صورتهم امام العالم. ويشمل ذلك سيطرة الإعلام الإسرائيلي على النقاش والتأثير في الرواية الإعلامية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ومن خلال رصد ملايين الدولارات لكي الوعي مثل الخطة الخمسية لمدينة القدس.

ويمكن مواجهة هندسة الوعي من خلال عدة طرق منها:
- التثقيف: قم بزيادة وعيك ومعرفتك بالقضايا المختلفة والروايات المتناقضة المتعلقة بالصراعات والأحداث المثيرة للجدل، واستخدم مصادر متعددة وموثوقة للحصول على معلومات دقيقة ومتوازنة.

-التواصل مع الآخرين: شارك وتفاعل مع الأشخاص الذين يملكون آراء وخلفيات مختلفة، وقم بالحوار المفتوح والاستماع إلى وجهات نظرهم وشرح وجهة نظرك بطريقة دبلوماسية ومحترمة.

-المشاركة السياسية: اشترك في العمل السياسي والمجتمعي من خلال المشاركة في الحركات الاجتماعية والنشاطات السياسية التي تدافع عن العدالة والمساواة. وقم بالتأثير على القرارات السياسية المحلية والدولية من خلال التصويت والمشاركة في النقاشات.

- استخدام وسائل الإعلام البديلة: مثل الصحف المستقلة والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي لنقل وجهات نظر مختلفة وإبراز قضايا مغمورة.
- التنظيم والتحالف: انضم إلى جماعات ومنظمات تعمل على نشر الوعي ومكافحة هندسة الوعي، وقم بالعمل مع الآخرين لتنظيم فعاليات وحملات توعية وتغيير في الأفكار والممارسات.
ومقاومة هندسة الوعي يتطلب صبرًا وتحملا لأنه لن يحدث تغيير فوري، ولكن التزامك وتحركك سيكون له تأثير بالتدريج.