تزينت زاوية الجمعية التعاونيةً للتنمية الريفية في مهرجان جنين للتسوق، بأصناف متعددة من المنتجات الغذائية التقليدية التي تزين المائدة الفلسطينية على مدار العام ، فمن اللبنة والمخللات و المكدوس حتى الزيتون و الفلفل الحار بأشكال وطرق تصنيع مبتكرة وحديثة، تشير الى ما حققته المرأة الفلسطينية من ابداع وتميز ومهارات عالية في الانتاج والتسويق والمنافسة، والتي شهد لها رواد المعرض من مسؤولين ومواطنين ورجال اعمال وتجار.

بشكل مستمر حرصت الناشطة سهام ابو الرب ممثلة الجمعية، على تقديم شرح لرواد المعرض حول المنتجات التي صنعت بأيدي النساء ومنها الفريكة والزعتر البلدي والعدس والقزحة والسمسم وغيرها، وتقول "هذا المعرض محطة مهمة لتعريف الناس بالإنتاجات الرائدة للنساء المكافحات واللواتي اصبحن قادرات على قيادة دفة الانتاج والحياة والمجتمع لمواجهة ظروف وتحديات الحياة ".

 وتضيف: "هناك اولوية لدى الجمعية في بناء قدرات المرأة وتأهيلها وتوعيتها وتسليحها بمهنة وخبرة، لان المرأة الريفية مهمشة وتواجه دوماً ظروف صعبة، فركزنا على بناء القدرات والاعتماد على الذات والتدريب على جميع المهارات وفي مقدمتها الانتاج و التصنيع الغذائي".

 وتكمل: "هذه البرامج التي تنفذها الجمعية بشكل مستمر، ساهمت في تعليم النساء على الانتاج وفق المعايير والمواصفات المطلوبة ، مما دعم المرأة وعزز دورها وقدراتها واصبحت شريكاً جنباً الى جنب مع الرجل في الاسرة والحياة والمجتمع والعمل".

من ثمار النجاح، كما ترى الناشطة ام حازم، مشروع الفريكة الذي عرض بسعر مناسب، وتضيف "مع بداية الموسم الجديد، بادرت الجمعية لزراعة مساحات من الفريكة التي تعتبر من الاصناف التي تعتبر شعبية وعليها طلب من قبل المواطنين، وبعد تجهيز الارض وزراعتها حبوب القمح و حراثتها، وصلنا لعملية القطف فكان الموسم ناجحاً والحمد لله".

وتكمل: "شاركنا بالمعرض بالفريكة والعديد من الاصناف والمأكولات التي صنعت بأيدي النساء بمهارة واتقان ووفق المعايير المطلوبة، ونأمل أن نحقق النجاح المطلوب من خلال المعرض والتعريف بمنتجاتنا للوصول لأكبر عدد من المستهلكين".

وتتابع: "المعارض مهمة للنساء، لإبراز قدراتهن ومجالات ابداعهن و إيصال فكرتنا و فتح قنوات اتصال و تواصل مع اصحاب الشركات".

على مدار أيام المهرجان الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة جنين، شهد اقبالاً كبيراً من المواطنين، وقالت المواطنة بشرى خالد "المهرجان وفر لنا الكثير من احتياجاتنا خاصة المواد التموينية وغيرها وبأسعار مناسبة، وكانت المنتجات التي تذوقانها رائعة وتؤكد مدى تطور المنتج الوطني".

واضاف المربي جمال عبد الرحمن "لأول مرة اشاهد مثل هذا الحدث واتعرف على اشكال المنتوجات الوطنية والتي لمست فيها تطور ومهارة كبيرة وتضاهي اصناف عالمية حتى اشتريت كافة احتياجات اسرتي لشهر رمضان المبارك".

واكمل المحامي سعيد فتحي "حضرت وعائلتي للمهرجان ولم نصدق ان لدينا كل هذه المهارات والحرفية في كافة منتجاتنا الوطنية، وقررنا ان نعود مجدداً لنتسوق بقائمة اغراض شهر رمضان المبارك وكلنا فخر واعتزاز بالأيدي والعقول الفلسطينية".

وحرص المهرجان على ايلاء الاطفال وعائلاتهم اهتماما كبيراً من خلال توفير العروض الفنية والترفيهية، وغصت الساحة المخصصة للفعاليات بالمئات من الاطفال واسرهم الذين عاشوا لحظات فرح وسعادة خلال العروض الفنية التي قدمها كوكبة من المهرجين.

وقال الطفل برهان سليم: "اشعر بفرحة كبيرة لأني حضرت للمهرجان، فقد فرحنا خلال فقرة المهر ، وسأحضر كل يوم مع عائلتي التي اشترت لنا العاب وهداياً ايضا".

واضافت الطفلة روان زيدان "لأول مرة نشاهد مثل هذه العروض الفنية ونشعر بطعم السعادة والفرح ، لقد كان يوما مميزاً وجميلا لن انساه".

واكملت المواطنة أم خيري: "شعرنا بفرحة عارمة لدى اطفالنا، وهذه فرصة للتغيير في نمط الحياة التقليدي ورسم البسمة لديهم وتحريرهم من الضغوط والظروف الصعبة التي يعاني منها اطفالنا خاصة".

وتابعت المواطنة اميرة عبد الباسط التي حضرت مع اطفالها الخمسة منذ سنوات لم اشاهد اطفالي يعيشون مثل هذه الفرحة، فنحن وهم محرومين منها واطفالنا بحاجة لفعاليات ترفيهية ، كما تمكنت من خلال المهرجان من شراء بعض احتياجات المنزل وكانت اسعارها جيدة ".

وشارك في المهرجان الذي استمرت فعالياته على مدار 6أيام، ما يزيد عن 80 مؤسسة من مختلف القطاعات وكافة المحافظات بما فيها الداخل الفلسطيني، اضافة لعدد من مزودي خدمات الاتصالات والمؤسسات المصرفية ، وبرز حضور القطاعات الغذائية بجميع اصنافها وفي مقدمتها المنتجات المحلية وخاصة النسوية، اضافة للمشاريع والمنتجات الزراعية، والمشاريع النسوية، وزاويا الملابس التراثية ومواد التجميل والعطور المحلية والعالمية ، الأجهزة الكهربائية، مواد التنظيف، الاكسسوارات، الالعاب الخاصة بالأطفال والمشروبات بكافة انواعها اضافة للحلويات وجميع احتياجات العائلات.

من جانبه، قال مدير عام الغرفة التجارية محمد كميل "سعينا بكل الطاقات ليكون مهرجان جنين للتسوق إحدى الفعاليات التي تساهم في تنمية الواقع الاقتصادي والنهوض بمنتجاتنا الوطنية ودعمها وفتح افاق تسويق كبيرة أمامها".

واضاف: "استقطب المهرجان أكثر من 80 ألف زائر ومتسوق من كافة محافظات الوطن والداخل ، مما يؤكد نجاح أهدافه ورسالته في تعزيز صمود شعبنا ودعم الاقتصاد المحلي وسط الأوضاع الصعبة والخطيرة التي تسود في الوطن وجنين خاصة والتي كان لها تأثير سلبي خطير على مجمل أوجه الحياة".

وأكد كميل، أن تكامل الجهود والتعاون المشترك بين الغرفة التجارية والرعاة وكافة الشركاء والداعمين، ساهم في تنفيذ المهرجان رغم التحديات الكبيرة أمام التصعيد الاسرائيلي والعدوان على غزة وجنين.

وقال: "لم يكن امامنا في ضوء الحرب والتصعيد الاسرائيلي سوى الاصرار على الاستمرار وتنفيذ المهرجان ، فشعبنا يواصل حياته في كل التحديات والاوضاع ، وعلينا ان نقاتل من اجل اقتصادنا وتعزيزه ودعمه ، فكان قرارنا الاستمرار ، لان ما يجري جزء من معركة شعبنا والثبات والصمود والتحدي".