أكثر من 70 ألف مواطن ، زاروا مهرجان جنين للتسوق في أيامه الأربعة الاولى ، وغالبيتهم من خارج المحافظة والداخل الفلسطيني ، كما يوضح مدير عام الغرفة التجارية محمد كميل منسق المشروع ، الأمر الذي إعتبره نجاحاً ودعما كبيراً للحركة التجارية والاقتصاد المحلي في ظل الظروف الصعبة والخطيرة التي تسود في الوطن والتي انعكست على مجمل أوجه الحياة .

بعد شهور من التحضير والتنسيق والعمل المشترك ، نجحت الغرفة التجارية في محافظة جنين ، في الترتيب والتجهيز للمعرض والمهرجان الذي اصبح تقليداً سنويا ً ، كبوابة لدعم الاقتصاد المحلي ، كما يوضح رئيس الغرفة عمار أبو بكر ، وأضاف "المهرجان جاء نتيجة جهود جبارة من الغرفة التجارية وشركائها من الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية للمحافظة التي تتعرض لاستهداف وعدوان اسرائيلي مستمر "، وتابع " كرسنا جهودنا لتكون الفعاليات الاقتصادية مساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزز الحركة التجارية لمحافظة جنين، بمشاركة شركات ومصانع محلية من كل فلسطيني ".

وذكر أبو بكر ، أن المهرجان الذي تحول لتقليد سنوي لمحافظة جنين، سيكون أضخم مهرجان تسوق يقام في الضفة من خلال تلبية احتياجات المواطنين من السلع والمنتجات الوطنية وتوفيرها بسعر منافس تحت سقف واحد، وبهدف دعم منتجنا الوطني، والسعي إلى تنشيط حركة التسوق.

بفرحة واعتزاز ، يتحدث محمد كميل ، خلال جولته في المعرض ، عن اقبال الشركات والمواطنين ، وتفاعلهم اليومي مع المعرض ، الذي يشارك به كما يفيد 80 شركة ومؤسسى ومركز ومصنع من كافة محافظة الوطن والداخل لتعزيز الوحدة الميدانية على الارض .

وحول هدف ورسالة المعرض ، قال كميل " تعزيز النشاط الاقتصادي في جنين في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها وسط حصار وهجمة اسرائيلية مستمرة ، فتوجهنا لتعزيز حضور المنتج الوطني ، وتوفير السلع الاساسية للمستهلكين باسعار منخفضة "، لكن الأهم كما يرى ، توفير فرص العمل للشبان من خلال عملهم كمروجي مبيعات بشكل مباشر مع 80 شركة فلسطينية .

حتى منتصف الليل ، يستمر الزوار في التوافد على المهرجان ، للتسوق والمشاركة في فعالياته الفنية الخاصة بالاطفال ، وتلمس النكهات الفلسطينية ، لذلك ، يعتقد كميل ، أن المهرجان حقق رسالته ، وبرزت صماته الواضحة على الحركة الاقصادية بشكل ايجابي ، وقال " كل المؤشرات ، تؤكد ان النجاح كان مميزاً وحاضراً ، فقد حقق المهرجان ، نشاط تجاري على مدار 6 أيام ، وبلغ عدد الزوار 70 ألف مواطن دخلوا مدينة جنين ، لزيارة المعرض والتسوق منه، غالبيتهم من خارج المدينة من الداخل الفلسطيني ومن محافظات نابلس وطولكرم وقلقيلية والقدس"، واضاف " حقق مبيعات حتى تاريخ اليوم بنسبة 150% عن مبيعات وتسوق عام 2022 مقارنة مع العام الماضي ".

حرصت الغرفة التجارية ، على توفير مساحة أكبر ومضاعفة لتنفيذ الفعاليات مقارنة بالعام الماضي ، بالرغم من التحديات خاصة السياسية ، ويقول كميل " كان هناك تحديات في ظل الظروف السياسية والامنية وجرائم الاحتلال على غزة وشهداء قباطية ، وتم تأجيل الافتتاح ، لكن قررنا الاستمرار ، لان ما يجري جزء من معركة شعبنا والثبات والصمود والتحدي "، واضاف " المهرجان الداعم لاقتصادنا وشركاتنا التي تواجه الاحتلال ولمواطننا ، افتتح كتحدي رغماً عن انف الاحتلال وممارساته".

في اروقة المهرجان ، تفننت المؤسسات والشركات في العرض وتقديم منتوجاتها لاستقطاب المواطنين ، وتحدثت "القدس"، لرجل الاعمال محمود هلال أبو بكر صاحب شركة "إيفل " الراعي الذهبي ، والتي قدمت معطرات من انتاج تركي ، وقال " المهرجان مهم جداً للاقتصاد المحلي ، للتعريف بالشركة ومنتوجاتنا ، ولنتميز في تقديم عروض خاصة داخل اروقته لتشجيع التسوق وفتح المجال أمام الجمهور للشراء "، واضاف " تمكنا ونجحنا في استقطاب زبائن جدد ، فهناك العديد من المواطنين الذين قاموا بزيارة شركتنا من خلال المعرض للمرة الاولى وتعرفوا على منتوجاتنا ومميزاتها ، وهذه نقطة هامة ومشجعة لنا ".

ورأى أبو بكر ، أن المهرجان له علاقة ودور هام في دعم الوضع الاقتصادي في جنين على الرغم من الوضع السياسي والاقتصادي ، سواء الشركات الصغيرة والكبيرة ، لدخول السوق واظهار منتوجاتها وتقديم عروضها للمواطن الفلسطيني الجنينين ، وذهب للقول " المعرض وفر لنا قفزة نوعية في ظل الظروف التي يعانيها الشعب الفلسطيني ، الذي سيبقى صامداً ويتحدى كل الصعاب باظها ر كل ما يميزه في كافة المجالات للتطوير والنهوض والتنمية ".

وقالت المواطنة براء خالد " المهرجان ممتاز ، وتمكنت من خلاله من التعرف على منتوجاتنا الوطنية المميزة ، والتسوق باسعار جيدة وتخفيضات كبيرة ، وهذا جهد كبير ورائع "، وأضافت المربية سهير فايز " لم نتوقع كل هذه الانجازات لشركاتنا الوطنية ، لاول مرة اروى واتعرف على اصناف واشياء مميزة ، توفرت لنا فرصة للنسوق والترفيه لاطفالنا والفرحة بوجود شركات وطنية رائدة ".

من جانبه ، شكر محافظ جنين أكرم الرجوب ، كل الذين شاركوا مع الغرفة التجارية في تحقيق وانجاز هذا الحدث الاقتصادي في محافظة جنين الصامدة، الذي يمثل صورة من صور الصمود أمام غطرسة الاحتلال وممارساته وقيوده المفروضة على أبناء شعبنا. وأكد أن هذه التظاهرة تسهم بدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني ودعم المنتج الوطني.

وقال الرجوب " رسالة المهرجان تندرج في إطار تعزيز صمود أبناء شعبنا، ودعما لفخامة للرئيس محمود عباس، للاستمرار في النضال والدفاع عن أرضنا وثوابتنا، ولنقول أن محافظة جنين آمنة تستمع بالأمن والنظام من خلال جهود المؤسسة الأمنية ، وأضاف " إن الاحتلال يسعى لسرقة التاريخ، تاريخ شعبنا وأن معركتنا مع الاحتلال على الرواية الفلسطينية وعلينا حماية تاريخنا و انتزاع الفرح من الاحتلال"، وأكمل " بالإرادة والعزيمة والقوة والتصميم نستطيع مواجهة الاحتلال، والعمل على تعزيز وحدتنا الوطنية ومحاربة الأبواق التي تسعى الى إثارة الفتن" ،داعياً الى العمل على التنمية الاقتصادية والتجارية، لأن هذا المهرجان يشكل انطلاقة نحو البناء والتنمية والتطوير، وزرع الأمن والأمان والاستقرار وخلق فرص عمل جديدة.