عربي ودولي
الإثنين 08 مايو 2023 9:56 صباحًا - بتوقيت القدس
إيران تسعى للعب دور فاعل في التنمية الاقتصادية في سوريا بعد الحرب
دمشق - (شينخوا)
شكلت الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا مطلع الشهر الجاري انعطافة هامة في شكل العلاقة بين البلدين، مع استعداد طهران لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دمشق، كما جاءت بعد تغيير واضح في الأجواء الإقليمية تجاه سوريا ورغبة بعض الدول العربية بإعادة تطبيع علاقاتها مع دمشق.
ومنذ أواخر العام الماضي، بدأت رياح التغيير تهب على المنطقة وسط موجة من النشاط الدبلوماسي لإعادة سوريا إلى الحظيرة العربية، والتي ترجمت اليوم بعودة سوريا إلى الجامعة العربية لشغل مقعدها فيه.
وبعد سنوات من القطيعة في العلاقات مع دمشق، بدأت العديد من الدول العربية في تغيير خطابها تجاه سوريا.
وكانت الإمارات العربية المتحدة في طليعة الجهود التي عملت على كسر الجليد بين سوريا والسعودية، ونجحت هذا العام في تحقيق انفراج شهد عودة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين وتبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية.
إقليميا، وبالتوازي مع الجهود الإماراتية، تعمل إيران وروسيا على إصلاح العلاقات المتصدعة بين سوريا وتركيا، وتمكنت من دفع الجانبين لعقد اجتماعين على مستوى وزراء الدفاع ونواب وزراء الخارجية.
ويقول خبراء إن كل المؤشرات التي ظهرت على مدى الأشهر القليلة الماضية تشير إلى أن سوريا تسير قدما لإيجاد تسوية سياسية للأزمة المستعرة منذ أكثر من 12 عاما، مؤكدين أن كل ما يجري من تحركات سيترك انعكاسا إيجابيا على مسار الأزمة السورية التي بقيت مستعصية لتشابك الأطراف فيها.
والآن بعد انتهاء القتال في سوريا، تعمل إيران على تعزيز علاقاتها الجيدة مع سوريا من خلال كونها جزءا من التنمية الاقتصادية المستقبلية للبلد الذي مزقته الحرب.
وتجلى ذلك في قيام الرئيس الإيراني رئيسي الأربعاء الماضي بزيارة إلى سوريا استمرت يومين ليصبح بذلك أول رئيس إيراني يزور سوريا بعد اندلاع الحرب السورية في عام 2011.
وخلال الزيارة قال رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائهما إن "سوريا حكومة وشعبا قد اجتازت مصاعب كبيرة وتحملت هذه المصاعب، اليوم نستطيع القول ويجب أن نقول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل، واليوم قد حققتم هذا الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم"، وفقا لوكالة الأنباء السورية ((سانا)).
وخلال الاجتماع، وقع الرئيسان الأسد ورئيسي مذكرات تفاهم من أجل "تعاون طويل الأمد وشامل" في مختلف المجالات، لا سيما في مجالات النفط والاتصالات والطيران المدني والسكك الحديدية والزراعة وغيرها.
وبعد توقيع مذكرات التفاهم ، قال الأسد إن المحادثات مع رئيسي تركزت بشكل أساسي على القضايا الاقتصادية، مشيرا إلى أن المشاريع قيد المناقشة ستعطي العلاقات الثنائية "دفعة قوية".
كما عقد الجانبان اجتماعا في ختام زيارة رئيسي صباح الجمعة الماضية، بحثا فيه الخطوات الاقتصادية التي سيتم اتخاذها خلال المرحلة المقبلة في مجالات الطاقة، ومحطات الطاقة الكهربائية، والسياحة، والمشاريع الاستثمارية المشتركة، وكذلك تسريع الإجراءات المطلوبة لتأسيس بنك تعاوني لتسهيل التبادل التجاري، بحسب ((سانا)).
وشدد رئيسي في لقاء منفصل مع رئيس الوزراء حسين عرنوس، على استعداد الشركات الإيرانية للمشاركة الفعالة في عملية إعادة الإعمار في سوريا.
وأشاد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا بالزيارة ووصفوها بأنها "مهمة للغاية" لما لها من دلالات مختلفة.
وقال الخبير السياسي السوري أسامة دنوره لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه الزيارة تبعث برسالة مفادها أن العلاقات السورية الإيرانية مستقرة ومستمرة ولن تتغير في إطار أي تسوية في المستقبل".
ولفت دنوره إلى أن الجانب الاقتصادي عامل حاسم في الزيارة، قائلا إن سوريا تعمل على تطوير نهج اقتصادي تجاه الشرق في ظل العقوبات والسياسات الاقتصادية الغربية تجاه سوريا بشكل عام.
وأوضح دنوره أن سوريا بحاجة إلى تكامل اقتصادي مع دول مهمة مثل العراق وإيران لتحقيق التعاون الاقتصادي مع الشرق.
على سبيل المثال، أشار إلى أن إحدى صفقات التعاون الاقتصادي المهمة مع إيران كانت السكك الحديدية، قائلاً إن الخطة هي ربط الموانئ البحرية الإيرانية بالموانئ البحرية السورية عبر خط سكة حديد.
وقال إن ذلك جزء من خطة التكامل الاقتصادي، مشيرا إلى أن إيران وسوريا عازمتان على رفض الهيمنة الغربية من خلال تعميق تحالفهما وترسيخه.
وأضاف أن هذا "التشبيك الاقتصادي المصاحب للزيارة تطور طبيعي للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ويعبر عن توجه سوري يسعى لتحرير الروابط الاقتصادية من إمكانية استخدامها سياسياً نتيجة الضغوط الغربية المعروفة لإيجاد بدائل للأسواق الغربية".
من جانبه، قال محمد العمري، خبير وكاتب سياسي سوري آخر، إن زيارة رئيسي هذه المرة تشير إلى ارتقاء العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد، وهو الأهم لسوريا في هذا الوقت، وهو إعادة الإعمار الذي خلفه الإرهاب.
وأشار إلى أن العلاقات المتطورة التي كانت تحت الأضواء خلال زيارة رئيسي تأتي في الوقت الذي أصبح فيه الوضع على الأرض في سوريا آمنًا إلى حد كبير وسط أجواء عربية إيجابية تجاه سوريا والجهود الروسية لحل العلاقات المتعثرة بين سوريا وتركيا كمصالحة بوساطة صينية بين إيران والسعودية.
وقال العمري إن "التطورات الجديدة توحي بأن المنطقة تنتقل من مرحلة الصدام الإقليمي إلى مرحلة التفاعل الإقليمي".
بدوره، اعتبر الكاتب والصحفي السوري علي اليوسف أن الزيارة كانت تحمل شقين، الأول سياسي، والثاني اقتصادي، والذي بدا واضحا من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها تسريع عجلة الاقتصاد والتنمية في سوريا.
وقال اليوسف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "حجم الوفد الاقتصادي الذي يرافق الرئيس الإيراني يدل على أن الملفات الاقتصادية شغلت حيزا هاما من مباحثات الرئيسين خلال الزيارة"، مشيرا إلى أن السنوات الماضية أثبتت أن البلدين لاعبين مؤثرين في المنطقة.
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
5 إصابات وحرائق في تل أبيب جراء سقوط صاروخ من لبنان
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
إيران تسعى للعب دور فاعل في التنمية الاقتصادية في سوريا بعد الحرب