Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 04 فبراير 2023 10:41 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا تريد اسرائيل من السودان ؟؟

بقلم: عصري فياض


أسابيع على تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة حكومته اليمينية المتطرفة الجديدة،ارسل وزير خارجيته "إيلي كوهن" على رأس وفد إلى العاصمة السودانية الخرطوم،وفي تاريخ يتطابق مع تاريخ لقائه بالفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان في اوغندا قبل ثلاث سنوات،أرسله لبحث التاريخ الانسب لتوقيع إتفاقية ما يسمى بالسلام بين الجانبين كحلقة جديدة من حلقات اتفاقيات "ابراهام"، والتي سبق ووقعت بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب.
وقد اتفق الجانبان خلال الزيارة على التوقيع على الاتفاقية المرتقبة بعد تشكيل الحكومة المدنية بالسودان والتي قطع البرهان فيها شوطا كبيرا مع قوى الحرية والتغيير، حيث عبر قادة هذه القوى عن عدم رفضهم للتطبيع من حيث المبدأ. لكن السؤال الكبير ماذا تريد "إسرائيل " من السودان ؟؟ ففي اتفاقها مع البحرين والإمارات فائدة الاستثمار الكبير والتبادل التجاري ،وإيجاد موطئ قدم قريب من عدوها اللدود إيران، الاتفاق مع المغرب فيه ايضا كسر للرفض العربي لهذا الكيان والاستفادة من التعاون العسكري مع المغرب،اضافة لتسهيل تنقل الجالية اليهودية المغربية الكبيرة بين "إسرائيل " والمغرب، وتأكيد التحالف مع المغرب في وجه الجزائر التي لا زالت تتمسك بعدائها لإسرائيل،لكن ما هي الفائدة المرجوة من العلاقة مع السودان ؟؟
الجواب هنا أمنيّ بالدرجة ألأولى فإسرائيل التي اقض مضجعها كثيرا تسريب السلاح الى قطاع غزة من ايران عبر الخليج الى بحر العرب ومن ثم لباب المندب والبحر الاحمر حتى شمال السودان ومن ثم ينقل بالشاحنات إلى سيناء سرا ثم يدخل الى غزة، وهذا ليس سرا تعرفه وتتابعه الاجهزة الامنية الاسرائيلية وأجهزة المخابرات الاميركية وكثير من الاجهزة الاخرى، وقد قامت اسرائيل في الاعوام 2009 و2011 بثلاث غارات على تلك الشاحنات التي كانت تستعد لنقل هذه أسحله بعد تفريغها في شمال شرق السودان وأسفرت إحداها عن ارتقاء نحو ثمانين سائقا سودانيا،من هنا تتطلع "إسرائيل" لإيجاد موطئ قدم متقدم على الساحل الشرقي للسودان من أجل مراقبة السفن الايرانية والسفن المعادية في محاولة احباط ذلك التهرب او ايقافه، بالإضافة للاقتراب أكثر من باب المندب واليمن الذي يسيطر على معظمها الحوثيون الذين يعتبرون أحد أركان المحور الاكثر عداء "لاسرائيل" وهو محور المقاومة.
الامر الاخر، السودان بالرغم من انها دولة تقع وسط شرق القارة الافريقية،إلا انها تعتبر ممتدة إلى وسطها، ولها جوار مع سبع دول من دول افريقيا وهي مصر وليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى وجنوب افريقيا واثيوبيا وارتيريا،وقريبة من تلك الدول التي تنتشر فيها الجالية اللبنانية التي تعمل في الكثير من الدول الافريقية،والتي يتعاطف أبناء تلك الجالية مع المقاومة اللبنانية،وحتى ان بعضهم كانوا اعضاء في تلك المقاومة،لذلك ستوفر السودان مكانا لتنقل أجهزة الموساد والاستخبارات الاسرائيلية لتتبع هذه الجالية، ومحاولة تجنيد أفراد منها لغاية الحصول على معلومات عن المقاومة اللبنانية، وهذا الامر كشفته الاشهر الماضية حينما القى فرع المعلومات في الامن اللبناني القبض على أربعة اشخاص على الاقل خلال عدة اشهر تم تجنيدهم في دول افريقية من قبل الموساد الاسرائيلي .
بالإضافة إلى قرب السودان من الجزر اليمنية التي سيطرت عليها الامارات مثل جزيرة سوقطرة الاستراتيجية،والتي سيكون من السهل الوصل اليها من قبل الطرف الاسرائيلي وسيكون السودان المعبر السهل والطبيعي بعد توقيع الاتفاقية التطبيعية المرتبقة.
هذه الامور الامنية الابرز التي تتوخاها اسرائيل من التطبيع مع السودان،بالمقابل السودان الرسمي حصل على رفع اسمه اميركيا من قائمة "الارهاب" ابان حكم ترامب، ويسعى كما يبرر للحصول قبول دولي أوسع، ومساعدات مالية أكثر من الولايات المتحدة وحلفائها والحصول على الخبرة الزراعية واستصلاح الاراضي، وهذا لا يتاح له الا من خلال البوابة الاسرائيلية .
خلاصة القول أن الغول الاسرائيلي سيجعل من السودان خط الدفاع الاول للأخطار القادمة من الجنوب، وسيجعلها على إتساعها مكانا للتحرك في كل الاتجاهات والغايات، وإستغلال ثرواتها العذراء، وإذا كان قد فشل في جعل مصر بوابته اتجاه افريقيا، فقد يحقق ذلك مع السودان.


دلالات

شارك برأيك

ماذا تريد اسرائيل من السودان ؟؟

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)