واشنطن –"القدس" دوت كوم- سعيد عريقات -نشرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الخميس، تقريرًا لمديرة مكتبها في إسرائيل، إيزابيل كيرشنر تحت عنوان "حكومة إسرائيل المتشددة الجديدة تثير المتاعب قبل تنصيبها"، ذكرت فيه أن "رئيس الوزراء القادم في إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أبرم اتفاقات ائتلافية يوم الأربعاء لتشكيل أكثر حكومة يمينية ومحافظة دينياً في تاريخ البلاد، قبل يوم من التصويت المتوقع في البرلمان لتنصيب القادة الجدد" و"تعهد الائتلاف بتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة في خطوة من شأنها تعميق الصراع مع الفلسطينيين".

ويضيف التقرير: "كما اتفق أعضاء الائتلاف على إعطاء الأولوية للتغييرات التي يحتمل أن تكون بعيدة المدى والتي ستحد من سلطة ونفوذ القضاء المستقل، وهو أحد التحركات التي حذر منتقدون من أنها تهدد بإلحاق الضرر بالنظام الديمقراطي في إسرائيل وتمهيد الطريق للعنصرية والتمييز ضد الأقليات، وحتى قبل مراسم أداء اليمين يوم الخميس، أدت ردود الفعل الجماهيرية الواسعة المناهضة للحكومة إلى تدخل غير عادي من قبل رئيس إسرائيل، إسحاق هرتسوغ، الذي أشار إلى القلق الذي يساور بعض الدوائر الانتخابية في الداخل والخارج بشأن البنود الأكثر إثارة للجدل في اتفاقيات الائتلاف".

وبحسب التقرير "استدعى هرتسوغ إيتامار بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية القومي المتطرف ووزير الأمن القومي القادم، لحضور اجتماع ونقل له "أصوات من قطاعات كبيرة من البلاد والعالم اليهودي قلقة بشأن الحكومة القادمة"، حسبما قال مكتب الرئيس، وحث بن غفير على "تهدئة الرياح العاصفة".

ويُعد الرئيس الإسرائيلي زعيماً صورياً احتفالياً إلى حد كبير وليس لديه سلطة قانونية للتأثير في الحكومة الجديدة، ولكن صوته يحمل ثقلاً أخلاقياً ويُفترض أن يوحد الإسرائيليين بحسب التقرير "وأخبر بن غفير الرئيس هرتسوغ إنه والحكومة الجديدة سيتبعان سياسة وطنية واسعة تخدم جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي"، بحسب البيان الصادر عن مكتب الرئيس.

وجاء الاجتماع في نفس صباح اليوم الذي عُرضت فيه الاتفاقات الائتلافية التي جرى التوصل إليها بين شركاء الحكومة المقبلة على البرلمان يوم الأربعاء، وهي خطوة أخيرة مطلوبة قبل يوم واحد من التصويت في البرلمان لإقرار الائتلاف الجديد بحسب نيويورك تايمز.

وتقول الصحيفة :"استهلت المبادئ التوجيهية للحكومة بإعلان عن حق حصري وغير قابل للتصرف للشعب اليهودي في جميع أنحاء أرض إسرائيل؛ وبتعهد بتعزيز الاستيطان اليهودي في جميع المناطق، بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة -وهو بيان يجسد تخلي هذه الحكومة عن الصيغة المعترف بها دولياً لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

ويقول التقرير "لقد أخبر نتنياهو نواب حزب الليكود الذي يتزعمه يوم الأربعاء، مع انتهاء مفاوضات الائتلاف المكثفة بعد ما يقرب من شهرين من انتخابات 1 تشرين الثاني (متباهيا) "لقد حققنا الهدف؛ فقد صوت جمهور ضخم في إسرائيل -أكثر من مليوني إسرائيلي- لصالح المعسكر الوطني الذي نقوده نحن، وسنقيم حكومة مستقرة تتم ولايتها بالكامل وتخدم جميع مواطني إسرائيل".

وتشير الصحيفة في نهاية تقريرها "ولكن الاتفاقات تسببت بالفعل في توترات مع اليهود في الخارج، وخاصة مع الجالية غير الأرثوذكسية إلى حد كبير في أمريكا الشمالية، وتثير مخاوف بشأن مكانة إسرائيل الدولية. ووقع أكثر من مائة سفير إسرائيلي متقاعد وكبار مسؤولي وزارة الخارجية على رسالة إلى نتنياهو في يوم الأربعاء، يعبرون فيها عن "قلقهم العميق" من الضرر المحتمل لعلاقات إسرائيل الإستراتيجية، أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة، الناشئ عن سياسات الحكومة القادمة".