فلسطين

الأحد 25 ديسمبر 2022 6:09 مساءً - بتوقيت القدس

والد الشهيد أحمد دراغمة: رفض البناء والزواج وطلب الشهادة ونالها

طوباس –"القدس" دوت كوم- تقرير علي سمودي - رحل رابع هدافي دوري المحترفين الفلسطيني اللاعب أحمد عاطف دراغمة 23 عاماً، ولن يكمل مرحلة الاياب بعدما حكم عليه رصاص الاحتلال بالإعدام، خلال مشاركته في التصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين أثناء اقتحام مدينة نابلس فجر الخميس الماضي، وتأدية المستوطنين الطقوس الدينية في قبر يوسف، وأثار نبأ استشهاده إثر اطلاق الرصاص عليه من طائرة "دورون" إسرائيلية، مشاعر السخط والحزن في أوساط الحركة الرياضية وأسرته في مدينة طوباس التي ودعته في مسيرة حاشدة.


في مدينة طوباس، ولأسرة مناضلة، ولد دراغمة الذي عشق كرة القدم منذ صغره، وقد التحق مع الفريق الثقافي في طولكرم، حيث تابع مسيرته الرياضية كلاعب كرة قدم بنجاح وتميز وإبداع، كما وصفه رفاقه الذين فجعوا بخبر إصابته برصاص الاحتلال ثم استشهاده.


وبحسب الأطباء، أصيب دراغمة برصاصة من النوع الحي المتفجر في بطنه، سبب له نزيف حاد وتهتكات بالغة أدت إلى استشهاده قبل وصوله المستشفى.


شكل اغتيال الشهيد أحمد، صدمة كبيرة لرفاقه في الحركة الرياضية ووسط الأصدقاء الذي تحدثوا عنه باحترام وتقدير وحزن شديد، كصديقه أحمد الرجوب، الذي عبر عن صدمته الكبيرة باستشهاد أحمد، لاعب خط وسط نادي ثقافي طولكرم وأحد هدافي الدوري الفلسطيني، بواقع 6 أهداف، وقال: "ما حدث جريمة كبيرة، إنها لحظات مؤلمة وصعبة وحزينة جدًا لكل الوسط الرياضي في فلسطين، فأحمد، يعتبر نجم من نجوم كرة القدم الفلسطينية، تمتع بإرادة وقوة وقدرات خلاقة ومميزة، والجميع توقع له مستقبل كبير".


 ويضيف: "حظي باحترام وتقدير الجميع، وترك بصمة وصورة مميزة ولا تنسى في قلب كل رياضي والجمهور الفلسطيني الذي هتف باسمه وشجعه، لكن الاحتلال سرق طموحه وأحلامه وقتله بدم بارد".


عندما اقتحم الاحتلال مدينة نابلس، لتأمين الحراسة للمستوطنين خاصة في ظل المواجهات العنيفة التي ترافق العمليات الاسرائيلية في كل مرة، دوى صوت مكبرات الصوت في المساجد، يحث الشبان على التصدي للاحتلال وقواته الغازية، وأظهرت أشرطة الفيديو التي نشرها نشطاء على مواقع التواصل، أحمد يؤدي واجبه ويشارك في مقاومة الاحتلال حتى إصابته رصاصة غادرة فارتقى شهيداً، محققاً أمنيته كما قالت والدته رغم صدمتها وحزن خلال وداعه الأخير.


فور انتشار الخبر، عمت أجواء الحزن في مدينة طوباس، وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي، الإضراب الشامل، حدادًا على استشهاد أحمد، الذي ولد ونشأ وعاش فيها، ويقول والده لـ"القدس" دوت كوم،: "تعلم في مدارس طوباس حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح عام 2018، ثم انتسب لكلية التربية الرياضية في جامعة القدس المفتوحة، فمنذ طفولته عشق كرة القدم، وسرعان من انتسب لنادي طوباس، وبعد إثبات هويته الرياضية وقدراته، انتقل لدوري المحترفين".


 ويضيف: "تميز بالعطاء والتفاني، وارتبط بعلاقة وطيدة مع كل فرد بأسرتنا، ورغم انتسابه للجامعة، كان يحرص على العمل معي في أحد مصانع التمور، ولم يكن يقصر معنا لحظة، يحب خدمة ورعاية أسرتنا كثيراً".


تابع أحمد، مسيرته الرياضية بشغف وتعلق واصرار، والتحق بصفوف نادي ثقافي طولكرم في الموسم الأخير، وتقدم كما يروي رفاقه بسرعة ونشاط وتفوق وإبداع تجلى من خلال تسجيله 6 أهداف خلال المباريات الأخيرة.


في سجل حياته، الكثير من الصور والمحطات الهامة والمؤثرة، كالكثير من العائلات الفلسطينية التي عانت من الاحتلال وسجونه، فعندما اعتقل الوالد المناضل عاطف دراغمة، كان أحمد بعمر عام ونصف، وقضى سنوات طويلة من عمره كما تروي أسرته، في زيارة والده خلف القضبان التي قضى فيها 15 عاماً، ولم يقتصر الأمر عند ذلك، فما زال شقيقه الأصغر أدهم 25 عاماً، رهينة سجون الاحتلال موقوفاً، علماً انه أمضى في اعتقال سابق ثلاثة سنوات خلف القضبان.


بتأثر ووجع، قال الوالد الأسير المحرر عاطف: "آخر مرة التقيت مع ابني الغالي أحمد وشاهدته فيها، يوم استشهاده الخميس، تناولنا طعام الغذاء معاً، ثم غادر المنزل ولم نتوقع ما سيحدث معه، فقد عاد شهيداً محمولاً على الأكتاف، محققاً أمنيته، فلطالما تمنى الشهادة، لقد طلبها ونالها".


ويضيف: "تركته عندما انتزعني الاحتلال وزجني في سجونه، بعمر عام ونصف، قضيت حياتي خلف القضبان، ولم أعيش معه ومع أبنائي سوى خمسة سنوات، وعندما خرجت كبر الأبناء، وكان أحمد المميز، حامل الأمانة والسند والرفيق والصاحب الوفي والمعطاء، لقد كنت أتعامل معه وباقي أولادي كأصدقاء لتعويضهم عن سنوات الفراق والحزن والألم".


يصف الوالد أحمد، ب"الابن المدلل والأقرب لقلبه وصاحب كل الخصال الحميدة"، ويقول: "تمتع بالأخلاق العالية والحميدة، بار بوالديه ومحب لأسرته ووطنه والرياضة، لم يكن يؤدي الصلاة بما فيها الفجر والعشاء إلا في المسجد".


 ويضيف: "تميز كرياضي وأداءه الجميل والمميز، إنه هداف من الطراز الرفيع ".


بصبر ورباطة جأش، ودع الوالد وأسرته شهيد العائلة الذي زفته طوباس في موكب مهيب ومسيرة حاشده.


 ويضيف: "كان طموحه الشهادة، والأمانة كان يطمح للشهادة، وعندما يجني مبالغ كبيرة حتى 20 ألف شيكل، كان يحضرها لي ويسلمني إياها بفرح وسعادة، ويقول لي: لا أريد من الدنيا شيء، وعندما عرضت عليه بناء منزل والزواج، يقول لي، لا أريد الدنيا نهائيًا، والحمد لله، حقق ما تمنى".


 ويكمل: "لا يوجد كلمات تعبر عن مشاعرنا في وداع أحمد، لقد كنت شهيداً مع وقف التنفيذ في سجون ومعتقلات الاحتلال، والله كنت أطلبها، وسبقوني رفاقي في الشهادة التي تمنيتها، وكرم رب العالمين ابني بها، فهنيئاً له الشهادة، والله نحن الأموات وهم الأحياء عند ربهم يرزقون".

دلالات

شارك برأيك

والد الشهيد أحمد دراغمة: رفض البناء والزواج وطلب الشهادة ونالها

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%20

%5

(مجموع المصوتين 202)

القدس حالة الطقس