فلسطين
الأحد 25 ديسمبر 2022 10:45 صباحًا - بتوقيت القدس
محمد أبو الحمص .. رمز المقاومة الشعبية الفلسطينية في القدس
القدس - "القدس" دوت كوم - تقرير: واصل الخطيب- رغم تلقيه خلال الأيام الأخيرة الماضية، تهديدًا مباشرًا من زعيم التطرف والعنصرية في اسرائيل ايتمار بن غفير، إلا أن الناشط المقدسي البارز محمد أبو الحمص مازال يواصل تواجده في كل ساحات النضال الشعبي الفلسطيني بمدينة القدس وفي مقدمة ذلك الشيخ جراح وسلوان والعيسوية حيث يسكن.
تهديد مباشر من بن غفير ،،
ويقول رمز المقاومة الشعبية في المدينة المقدسة في حديث لـ "القدس" دوت كوم، إن بن غفير طالب من على منصة الكنيست في وقت سابق، باعتقاله إداريًا لمنع نشاطاته التي تزعج دولة الاحتلال وقام أيضًا بافتتاح مكتب استفزازي له في قلب الشيخ جراح نكاية ب"أبو الحمص" الذي كان قد أقام مكتبًا متواضعًا في الحي لمساندة أهله المهددين بالتشريد والطرد والإخلاء.
علم فلسطين يرفرف بالقدس ،،
وعلى عكازيه، يتكئ أبو الحمص ويحمل علم فلسطين الخفاق ويتقدم الصفوف هاتفًا للقدس وللقضية الفلسطينية، معبرًا عن رفضه بإسم المقدسيين للتعايش مع الاحتلال والرضوخ لسياساته التهويدية والتهجيرية وضد عدوانه المتواصل على المواطنين وانتهاكاته للمقدسات الإسلامية والمسيحية، غير مكترث بالاعتداءات التي يتعرض لها على إثر هذه المواقف التي دفعت بن غفير وغيره من المتطرفين للمطالبة باعتقاله، والآن وبعد أن أصبح وزيرًا للأمن القومي في حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية المتطرفة، فلن يتردد في تنفيذ هذه التهديدات.
ومنذ أكثر من عشرين عامًا وأبو الحمص يقاوم الاحتلال سلميًا في قلب المدينة المقدسة وأحيائها المختلفة وفق ما صرح به لـ "القدس" دوت كوم، لكنهم يواجهون احتجاجه السلمي وتعبيراته ومواقفه السياسية بكل عنف وغطرسة وصلف، إذ يطلقون عليه الرصاص والغاز المدمع أو ينهالون عليه بالضرب بالعصي وأعقاب البنادق واللكمات، إلى درجة أن عدد المرات التي تم الاعتداء عليه فيها تفوق ال" 200" مرة.
تهتك في عظام الساق ،،
ويشير أبو الحمص في حديثه خلال زيارة قام بها للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ولقائه الأمين العام اللواء بلال النتشة، إلى أنه أصيب بالرصاص الحي في ساقه إضافة إلى تعرضه لحادث دهس ما أدى إلى تهتك في العظام، وهو يعاني من آثار هذه الإصابة إلى اليوم، حيث بات يتوكأ على عكازين، فيما أصيب نجله بكسر في يده إثر اعتداء جنود الاحتلال وقوات الشرطة عليه في منزله بقرية العيسوية التي يسكن فيها، إذ هدم الاحتلال منزله سابقًا وهو مهدد في منزله الحالي وكذلك عائلته التي تكابد معه المعاناة جراء مواصلته نضاله السلمي ورفع صوته عاليًا ضد الظلم والاضطهاد.
القدس عاصمة فلسطين الأبدية ،،
ويقول أبو الحمص الذي يعرفه الصغير والكبير في المدينة المقدسة على وجه التحديد، إن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين سواء قاد بن غفير ونتنياهو وكل اليمين المتطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية، أم قادها اليسار الإسرائيلي وهذا مستحيل،-كما يقول- فموقفنا ثابت ولا يتغير مع تغير الحكومات، لأنها كلها تتفق على هدف استراتيجي واحد وهو رفض الوجود الفلسطيني على هذه الأرض والتخلص منه، فيما الاختلاف فقط في "التكتيك".
تهديداتهم لا تخيفني ،،
ويؤكد أبو الحمص،أن التهديدات لا تخيفه ولا ترهبه فهو منذ الانتفاضة الكبرى عام 1987 وهو يقارع الاحتلال وسجونه ومعتقلاته ولم يحيد عن الخط النضالي الفلسطيني المشروع، مشددًا على أن الاحتلال هو الذي يجب أن يرحل وليس الشعب الفلسطيني وأبناء القدس.
ويضيف أبو الحمص الذي تبدو على وجهه معالم المعاناة والتعب، إن المسجد الاقصى هو ملك للمسلمين وحدهم ولا ينازعهم في ذلك أحد وهذا بقرار رباني وليس من نتنياهو أو بن غفير او سموترتش، مشيرًا إلى أن تشجيع المستوى السياسي في إسرائيل ل"زعران المستوطنين" على اقتحام المسجد من شأنه أن يشعل نارًا لاتنطفئ، في حين تسيء اسرائيل إلى نفسها كدولة تدعي الديمقراطية حينما تعتدي على اخواننا المسيحيين في اعياد الميلاد وتمنعهم من الوصول إلى القدس وكنيسة القيامة للصلاة والاحتفال بهذه المناسبة المجيدة، متسائلا: أي شرع وأي قانون يسمحان بذلك؟.
أول نشاط ميداني ،،
ويبلغ أبو الحمص من العمر"54 عامًا" وهو من مواليد وسكان بلدة العيساوية شمال شرقي القدس، وكان أول نشاط ميداني نفذه في المدينة المقدسة عام 1988، حيث أعلن عن وقفة تضامنية مع غزة بعد ارتقاء عدة شهداء فيها، وفق "الجزيرة نت".
ويطلق عليه أهل العيسوية لقب "هبوب الريح"، والسبب في ذلك كما يقول هو أن جيش الاحتلال "لم يتمكن يومًا من الإمساك بي، كنت أنتظر مرور الدوريات من المنطقة التي أختبئ بها وأقفز بين الحواكير وأحمل غطاء وسادة أضع بداخلها مئتي رغيف خبز و24 كيسًا من الحليب وأسلمها لمسنة في الحي لتوزع على الجيران، كانت هذه مهمتي اليومية في انتفاضة الحجارة".
واعتقل أبو الحمص عدة مرات في سجون الاحتلال، كما بات يعتقل في كل حملة للاحتلال في قريته وقبل أحداث معينة في القدس لنشاطه الميداني بها.
ولا يقتصر دور أبو الحمص على المشاركة في الفعاليات الميدانية المختلفة، وإنما يحرص على جلب الدبلوماسيين والمتضامنين الأجانب إلى العيسوية والشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة، لإطلاعهم على اعتداءات الاحتلال اليومية التي تستهدف البشر والحجر والشجر كما يقول.
الرسالة الأخيرة ،،
ويختتم أبو الحمص قائلاً: "الصوت الفلسطيني يجب أن يبقى مرتفعًا في القدس وكذلك العلم الوطني يجب أن يظل خفاقًا في كل الفعاليات والنشاطات المناهضة للاحتلال ،... هم يريدونها يهودية ونحن نؤكد لهم أنها فلسطينية الهوى والهوية ولن تكون غير ذلك وسنواصل مقاومتنا الشعبية رغم كل الأثمان والتضحيات" .
دلالات
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
اغتصاب حتى الموت.. هكذا عاملت إسرائيل طبيبًا فلسطينيًا أسَرته من غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
محمد أبو الحمص .. رمز المقاومة الشعبية الفلسطينية في القدس