عربي ودولي

الأربعاء 07 ديسمبر 2022 8:21 مساءً - بتوقيت القدس

الرئيس الصيني يزور السعودية لتعزيز نفوذ بكين في الشرق الأوسط

الرياض- (أ ف ب) -بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء، زيارة للسعودية هي الأولى له منذ 2016 إلى أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، فيما حذّرت الولايات المتحدة من تبعات تصاعد نفوذ العملاق الاسيوي بين حلفائها التاريخيين في الشرق الاوسط.


وكان في استقبال الرئيس شي في مطار الملك خالد الدولي في العاصمة أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية.


وحلّقت في سماء المدينة طائرات تصاعد منها دخان بألوان العالم الصيني احتفاء بالرئيس الضيف في ثالث زيارة خارجية له فقط منذ تفشي فيروس كورونا، بينما رُفعت أعلام البلدين في شوارعها وتصّدرت صوره الصفحات الاولى للصحف المحلية.


وتأتي زيارته للمملكة بعد نحو خمسة أشهر من زيارة مماثلة للرئيس الأميركي جو بايدن طغت عليها مسألة حقوق الانسان، وفي وقت تشهد العلاقات السعودية الأميركية توترا إثر قرار المملكة خفض إنتاج النفط من خلال تحالف "أوبك بلاس" الأمر الذي اعتبره البيت الأبيض اصطفافا إلى جانب روسيا في حرب أوكرانيا.


وفي ردّه على سؤال بشأن زيارة شي، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين مع بداية زيارة الرئيس الصيني، إن السعودية لا تزال حليفا مهما للولايات المتحدة، لكنه أصدر تحذيرا بشأن الصين.


وقال "نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم. الشرق الأوسط هو بالتأكيد من بين هذه المناطق حيث يرغبون بتعميق مستوى نفوذهم"، مضيفا "نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد" محددة.


وتابع كيربي "لا نطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس مرّات عدّة، نعتقد أن الولايات المتحدة بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية".


سيعقد الرئيس الصيني خلال الزيارة التي تستمر حتى الجمعة، لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أن يشارك أيضا في قمتين خليجية-صينية وعربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة.


وقالت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء إن البرنامج يمثّل "أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية".


وذكرت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة استحوذت على أكثر من 20 في المئة من الاستثمارات الصينية في العالم العربي بين عامي 2005 و 2020، مما يجعلها أكبر دولة عربية تستقبل استثمارات صينية خلال تلك الفترة.


وقال المحلّل السعودي المقرّب من الحكومة علي الشهابي إن الزيارة تعكس "علاقات أعمق تطوّرت في السنوات الأخيرة" بين البلدين. ويتابع "الصين بصفتها أكبر مستورد للنفط السعودي، شريك مهم للغاية والعلاقات العسكرية تتطوّر بقوة"، مضيفا أنه يتوقع "توقيع عدد من الاتفاقات".


وبحسب وكالة الأنباء السعودية، تأتي الزيارة بدعوةٍ من الملك سلمان "وتعزيزاً للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية".


وخلال القمتين مع الزعماء العرب، ستُناقش "سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي"، وذلك "انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية" مع الصين، وفقا للوكالة.


وأعلنت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن القمة الخليجية-الصينية ستعقد الجمعة، فيما أكدّ الأمين العام للمجلس نايف الحجرف في بيان على "أهمية العلاقات الخليجية - الصينية، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون".


والسعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم والصين هي أكبر مستورد للخام، وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية.


في هذا السياق، أكّد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان ان العلاقات تشهد "نقلة نوعية"، مؤكدًا أن المملكة ستظل "شريك الصين الموثوق به والمعوّل عليه" في مجال الطاقة وغيره، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية.


وتحدّث عن "سعي البلدين إلى تعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة، عن طريق إنشاء مركز إقليمي في المملكة، للمصانع الصينية، للاستفادة من موقع المملكة المميز بين ثلاث قارات"، من دون تفاصيل إضافية.


في آذار/مارس الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرياض تدرس تسعير بعض عقودها النفطية باليوان بعد تداولها حصريًا بالدولار لعقود. لكن رئيس شركة "أرامكو" وصف التقرير بأنه عبارة عن "تكهنات".


وكان الرئيس الصيني الذي ثبّته الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في منصبه لفترة ثالثة كأمين عام له، زار المملكة عام 2016. وزار ولي العهد السعودي الصين والتقى الرئيس الصيني في جولة آسيوية في عام 2019، قبل عام من انتشار جائحة كورونا.


وبعيدًا عن الطاقة، يتوقّع محللون أن يناقش قادة البلدين الصفقات المحتملة التي يمكن أن تشهد انخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة التي تعتبر محورية في رؤية الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط.


وتشمل هذه المشاريع مدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار.

دلالات

شارك برأيك

الرئيس الصيني يزور السعودية لتعزيز نفوذ بكين في الشرق الأوسط

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 02 نوفمبر 2024 12:08 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 14)