Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 29 أكتوبر 2022 10:45 صباحًا - بتوقيت القدس

"مش خايفة منك" .. كلمات هزمت بها الحلبي سرطان الثدي

نابلس - "القدس" دوت كوم -  رانيا الحلبي بدأت قصتها عندما تم تشخيصها بالسرطان وعمرها لم يتجاوز السادسة والعشرين، ورغم صعوبة التجربة وقسوة الاختبار، فإنها تعلمت كيف تقدّر الحياة وتستغل كل لحظة تعيشها مع أسرتها وعائلتها، مشددة على أن الإنسان الإيجابي والمتفائل لا يتغلب على المحن فحسب، بل بإمكانه العيش بسعادة وبدء مشوار جديد.


في أكتوبر الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي وأهمية الفحص المبكر، التقت"ے" الحلبي لتحاورها حول مشوارها مع المرض وما تعرضت له من ألم وسعادة، وكيف هزمت هذا الوحش وانتصرت على المرض.


الشابه رانيا الحلبي، 28 عاما من قرية روجيب جنوب نابلس، لم تستسلم ولم تلقِ بالا للانتقادات السلبية، ورسمت حياتها ليكون نهاية طريقها النجاح. كان للكلمات الايجابية وقعا خاصا وكأنها درع يحميها لتقاوم وتصمد. ورغم القوة التي هي عليها الآن، فإن أصعب اللحظات تكون في البداية لحظة إدراك الانسان كونه مصابا بمرض السرطان.

أصعب اللحظات دائما في البداية ..

تقول رانيا: المرض كما أي شيء آخر وكأي طريق نسلكه، البداية هي الأصعب وما بعدها بالعزيمة والإصرار يكون هينا وبسيطا، وكأي مشكلة قد نتعرض لها اذا ما أعطيناها حجما كبيرا ستكبر وتتعقد وإن صغرناها تصغر وتتلاشى كما نقول بالحياة (كبرها بتكبر وصغرها بتصغر). لم أكن في بدايته أعرف مابي، لكني شعرت بكتلة غريبة في الثدي وتوجهت مباشرة للطبيب، كان لدي حدس داخلي انه سرطان، لكن كنت أكذبه ولم أحاول تصديق هذه الهواجس، رغم أنني كنت أشعر بآلام وتغيرات، وتوجهت للعديد من المختصين وأجريت العديد من الفحوصات والخزعة، بداخلي كنت مدركة تماما انني مريضة سرطان، وكان عقلي يرفض التصديق ويكذب ذلك، إلى أن قال لي الطبيب أنني مريضة سرطان.


وتتابع: لحظة البداية كنت متوترة وخائفة كنت أمشي وأبكي وانا متوجهة للطبيب ليخبرني عن البروتوكول العلاجي الذي يتوجب علي اتباعه للشفاء، شعرت أن الدنيا تدور بي وأنني بحلم سأستيقظ منه ولكني في وقتها استفقت على نفسي وأنا اتحدث للطبيب لأحمد الله، وهنا أخذت نفسا عميقا، كمن كان في غيبوبة فاقدا لوعية ثم استفاق منها، رغم انهياري داخليا تقبلت الأمر وبدأت مرحلة التحدي، أخبرت عائلتي وكان الأمر بمنتهى الصعوبة، فوالدتي مصابة بالسكري والضغط وكنت خائفة عليها، وكان والدي متوفى منذ سنة ونصف وهذا ربما مازاد وضعي النفسي سوءا، وسط صدمة إخوتي وأخواتي كنت متماسكة وقوية ظاهريا لأجلهم وعندما كنت أختلي بنفسي كنت أبكي.

التقبل هو المرحلة الأصعب ..

وأردفت: 14 يوما من العذاب النفسي والألم والانهيار والمرارة ولا أعرف كيف لا يخونني التعبير وانا اصف تلك الفترة التي لم استطع فيها مواجهة الناس ولا حتى المقربين ولم اذق طعم النوم وبالكاد اتناول الطعام كنت منهكة نفسيا وجسديا، توجهت إلى الانترنت وبدأت أشاهد قصص الناجين من السرطان وكيف تغلبوا على المرض وانتصروا عليه وحاربوه وهزموه وبدأت أقرأ عن المرض ومراحل العلاج منه، وبدأت العزيمة تعود لي لأخرج بروح وردية وقررت تحدي المرض وهزيمته، ربما التقبل واستيعاب المرض أصعب وأقسى اللحظات التي نمر بها قبل العلاج.


استطعت من خلال قصص النجاة أن أحفز نفسي لأكون قوية وخوفي على والدتي كذلك كان له دور كبير في انتصاري أولا على الافكار السلبية والاستسلام، كما ان المحيطين كذلك لهم دور كبير في النفسية، فالكلمة قد ترفعنا للسماء وقد تسقطنا لتحطم كل ما فينا. ومن خلال الموسيقى استطعت أن اكون ايجابية ولا أنسى كلمات اغنية لناصيف زيتون كنت استمع لها مرارا كان لها تأثير قوي في نفسيتي لما فيها من كلمات محفزة تمنحك الرغبة بهزيمة المرض.


وتقول كلمات أغنية "مش خايف منك": "مش خايف منّك أنا أقوى منّك ومنّا فرقانة معي مش خايف منّك ولو عارف إنّك إنت سبب وجعي عندي أمل إشفى وإرجع لحياتي عندي أمل إرجع إلعب مع رفقاتي يلّي صاروا عنّي بعاد من وقت الصرت مريض ما عادوا لعبوا معي بدّي إرجع لمدرستي الصرلي فترة عنّا بعيد بدّي قلّا لمعلّمتي رح إنجح صفّي أكيد بدّي فرّح أهلي فيّي يلّي زعلوا كتير عليّي عندي إرادة قويّة لأنّو الله معي".

رحلة العلاج والسند ..

الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، قد يعاني مرضى السرطان من الآثار الجسدية والعاطفية والاجتماعية بسبب المرض، وقد تبين أن المرضى القادرين على استخدام استراتيجيات التكيف الفعالة للتعامل مع الاجهاد مثل الاسترخاء وتقنيات إدارة الاجهاد لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والقلق من الأعراض المتعلقة بالسرطان وعلاجه، لما لهذا الدعم من دور كبير في مواجهة المرض للتحديات.


وتسرد الحلبي: كنت أتوجه للعلاج ولجلسات الكيماوي المقررة لي بنفسية جميلة وسعيدة، أضحك وأمزح مرتدية أجمل ماعندي وكأنني خارجة لمقابلة مهمة، وكنت آخذ معي (التابلت) جهاز لوحي الكتروني، استمع أثناء الجلسة للموسيقى وألعب الألعاب لدرجة أن الأطباء كانوا يسألوني هل أنا هي المريضة، كان عادة ما يرافقني عمي وبعدها أصبحت أذهب وحدي للجلسة فأنا شابة قوية ستنتصر، اعتبرت المرض كأنه انفلونزا قوية وأجريت العملية ورغم التعب ما بعد جلسات الكيماوي، إلا أنني كنت سعيدة فقد تم تشخيص الورم ببدايته وكان لازال صغيرا محصورا، والحمد لله أنهيت مرحلة العلاج وشفيت تماما منه وتغلبت على ذاك الوحش المخيف الذي يصغر كلما زادت قوة الانسان وعزيمته وكلما زاد إيمانه بانه سيتغلب عليه، ولم أعد أخاف من كلمة كيماوي التي تسبب الرعب لكل من يستمعها.


واسترسلت: بداية، على الإنسان أن يقوي نفسه بنفسه ثم يأتي دور الأهل والمحيط الذي يسانده ويشكل حوله سورا منيعا ودرعا واقيا لتخطي الصدمات والصعوبات. وهنا أشكر إخوتي وأخواتي وأمي لوقفتهم الداعمه لي ولكل من كان سندا لي، وأخص بالشكر عمي محمود لوقع كلماته على نفسي والحافز الذي كان يعطيني اياه لأصبر وأكون بهذه القوة التي أنا عليها الآن ولم يتركني أبدا طيلة فترة العلاج، ورغم وجود الناس السلبيين والمحبطين إلا أنني تمكنت من فلترتهم وإلغائهم من حياتي وعدم الاستماع لهم وأحطت نفسي فقط بمن يمنحني طاقة ايجابية ويدعمني، وهذا ايضا كان له أثر كبير.

رسالة من القلب ..

رغم مرارة تجربتها وفقدانها لشعرها أثناء العلاج، استطاعت رانيا أن ترى الجمال بداخلها وتحول مسار حياتها لتولد بعد المرض من جديد بعزيمة فولاذية وتحقق كل أحلامها وطموحاتها وتبدأ من جديد إنسانة جديدة تختلف كليا عما كانت عليه.


تقول: عندما يوضع الإنسان بموقف معين ويصل لنقطة محددة حيث لا عودة، يفكر بالتفاصيل المختلفه في حياته، فإما أن يتعلم ويبدأ من جديد وإما أن يستسلم ويرجع للوراء، لذا قررت أن أكون مختلفة وأن لا أخاف بل على العكس صرت فعالة في المجتمع أكثر وبدأت أحقق أحلامي قبل المرض، وهنا أشكر الدكتور شادي حمد الذي ساعدني بتخطي المحنة وساعدني في أخذ دورات متعددة، منها السكرتاريا والمحاسبة والإكسل والفوتوشوب لأطور من نفسي، ودعمني ودفعني لأحقق أحلامي، ومازال عندي الكثير من الأحلام التي سأحققها لأصير ما أريد وأصل لمركز مرموق بالمجتمع، فقد ولدت من جديد، لذلك أقول شكرا للمرض لأنه خلق مني إنسانة مميزة وقوية لتحقق ذاتها وكيانها.


واختتمت حديثها برسالة وجهتها لكل من يصاب بالسرطان ويعتقد أن الحياة انتهت: الحياة تبدأ بعد المرض، حيث نولد من جديد مختلفين وأقوياء، هي صفحة جديدة من العمر بعد الانتصار على المرض، فالإنسان طبيب نفسه، وهنا أطلب من كل السيدات في أكتوبر الوردي أن يتوجهن للفحص الدوري والمبكر، لأن الصحة هي أكبر نعمة علينا المحافظة عليها، وأن حياتنا هي ملكنا وحدنا يجب أن نحرص عليها، وتذكري دائما أن فحصك هو حياتك.

دلالات

شارك برأيك

"مش خايفة منك" .. كلمات هزمت بها الحلبي سرطان الثدي

-

محمد قبل حوالي 2 سنة

الارادة والثقة بالنفس والرساءل الايجابية الذاتية وعدم الاهتمام لاقوال الناس هي الت تجعل الانسان يتغلب على مرضه ومشاكله مهما كانت

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)