نابلس – "القدس" دوت كوم - عماد سعادة – بكلمات مؤثرة، أكدت زوجة الشهيد تامر كيلاني، إنها ستحفظ وصيته وستربي طفليهما (يامن ووتين) أفضل تربية، مشيرةً إلى أن آخر ما قاله لها قبل استشهاده "ديري بالك على حالك وعلى الأولاد".

وقالت الزوجة المكلومة باستشهاد زوجها عقب القائها نظرة الوداع الأخير على زوجها المضرج بدمائه: "لقد ودعته ووعدته أن أبناءك سيظلون في عيوني".

وترك تامر خلفه طفلاً وطفلة صغيرين (يامن البالغ من العمر سنة وثمانية شهور، ووتين التي لم تتجاوز الشهرين).

وفي روايتها لما حصل، قالت زوجة الشهيد أمام وسائل الاعلام، بأن تامر وبعد استشهاد إبراهيم النابلسي، ووصيته للشباب بعدم ترك البارودة، قد حفظ الوصية وعمل بها.

وكان النابلسي، والذي دأبت قوات الاحتلال على وصفه بأنه المطلوب الأول والأخطر لديها، قد استشهد مع رفيقه اسلام صبح، في التاسع من آب الماضي، بعد محاصرة المنزل الذي تحصنا داخله في بلدة نابلس القديمة، وكانت آخر وصاياه والتي كانت بمثابة الهام للعديد من الشبان "ما حدا يترك البارودة".

وأضافت زوجة تامر، الذي استشهد فجر الأحد بتفجير دراجة نارية مفخخة داخل بلدة نابلس القديمة، بأن زوجها أصبح يخرج ويغيب طويلاً عن البيت، ويعود أحيانًا ومعه سلاحه، وأنها كانت تحاول إقناعه بأن لا يقدم على شيء لأن لديه أطفالاً بحاجة لمن يربيهم، ولكنه كان يصر على أن ما يفعله هو من أجل ربه.

وتابعت (أم يامن) بأن صور تامر بدأت تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحمل السلاح، ويشارك في جنازات الشهداء، وكان أصحابه ينشرون صوره، وأصبح هو لا يبالي بالأمر، في حين انها بدأت تقلق عليه.

وأضافت: آخر اتصال تلقيته من تامر كان قبل استشهاده بنحو ساعتين، وقال لي حينها: "ديري بالك على حالك وعلى الأولاد، ولا تزعلي من أي شيء أعمله فأنا لا أعمل شيئًا خطأ وإنما وجهتي هي رب العالمين". فقلت له "أنت أكيد راح ترجع على البيت"، وأجابني "إن شاء الله سأرجع ومن ربه معه لا يخشى شيئًا".

وتابعت (أم يامن): "بعد ذلك سمعت صوت انفجار داخل البلدة القديمة، وأحسست بأن شيئًا مريبًا قد حصل، فحاولت الاتصال بتامر لكن هاتفه كان مغلقًا، فكتبت له رسالة عبر "الواتس" مطالبًا إياه ان يرد، وكتبت له ان الأولاد مشتاقين له، ولكن لم اتلق أي رد أبدًا".

وتابعت الزوجة في روايتها لتفاصيل ما حدث، بأن معلومات بدأت تتوارد حول الانفجار واستهداف تامر، فذهبت إلى المستشفى وهناك أخبرها شقيقها بأن تامر قد استشهد وهو الآن عند من هو أحسن منا جميعًا، إنه عند رب العالمين.

وأضافت (ام يامن) بثبات: "تامر ليس أول شهيد ولا آخر شهيد، وأنا أوعده بانني سأربي ولديه أفضل تربية وأدرسهما وأعلمهما وسأحفظهما القرآن كما أوصى وسوف أفني عمري معهما".

يشار إلى أن تامر كيلاني، هو من قادة مجموعة "عرين الأسود" ومقرها بلدة نابلس القديمة، وتضم مقاومين من مختلف الفصائل، وباتت تحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الفلسطينيين على امتداد الوطن، وهو أيضًا ناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان قد أمضى أكثر من 8 سنوات في سجون الاحتلال، وتتهمه سلطات الاحتلال بمقاومة الاحتلال والمسؤولية هجمات مسلحة استهدفت جنود الاحتلال ومستوطنيه.