Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 08 أكتوبر 2022 9:09 مساءً - بتوقيت القدس

صور|| جنين اليوم.. طفل أيقظ "عش الدبابير" وحوله لساحة حرب من نقطة صفر

جنين – "القدس" دوت كوم - تقرير: علي سمودي – بعد عشرة أيام، من العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين والذي ارتقى فيه 4 شهداء الأربعاء المنصرم، والذي يعتبر محطة ومعركة هامة في جولات القتال والمواجهة بين الاحتلال والمقاومة التي أربكت صفوف جيش الاحتلال، ووحداته المختارة - كما تسمى - وقاتلته بشراسة على مدار 3 ساعات باعترافه، اختار مرةً أخرى، وضح النهار لتنفيذ المزيد من عملياته التي تستهدف من يسميهم بالمطلوبين، تلافيًا لجولة قتال جديدة وكمائن وهجمات المقاومة التي طورت من أدواتها القتالية وخاصة العبوات الناسفة المصنعة محليًا، والتي كانت حاضرة بقوة خلال المعركة الأخيرة، وظهرت مجددًا اليوم.


تؤكد خطوات وتحركات الاحتلال التي  توالت بسرعة، أنه خطط جيدًا، لتكون غارته وعمليته التي قادتها الوحدات الخاصة سريعة وخاطفة، خاصة أنها تقع في أحد أخطر الأحياء "الحواشين" وسط المخيم، لكن جرت الرياح بما لا يشتهي ويتمنى قادة الاحتلال وضباط مخابراته، فقد اكتشفت العملية، وتحولت المنطقة لمسرح لاشتباكات مسلحة عنيفة بين مع عناصر المقاومة، وكأن "عش الدبابير" كما سماه الاحتلال، انفتح من جديد، والمفارقة الكبرى، أن من فتحه طفل لاجيء  صغير ما زال اسمه مجهولاً.



 بحسب الفيلم الذي وثقه ونشره الاحتلال بعد عمليته، فإن الوحدات الخاصة التي استخدمت مركبة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، تسللت للمخيم بغطاء من الطائرات التي لا تكاد أن تفارق السماء، مستغلةً الوقت المبكر، حيث الناس تتوجه لأعمالها ومنشغلة بهمومها ولقمة عيشها، في وقت يبحث فيه عناصر المقاومة، عن لحظة من الراحة والأمان بعد ليلهم الطويل الذي يقضونه في الحراسة والمتابعة والرصد لإفشال مخططات عدوهم.


بعيدًا عن الكاميرات وبأشد درجات الاحتياط، وصلت الوحدات الاسرائيلية الخاصة بسرعة نحو منزل المواطن سمير أبو زينة - كما يظهر الفيديو الذي نشره الاحتلال - وتوقفت المركبة أمام المنزل مباشرة، وبسرعة انطلق الجنود نحو البوابة الرئيسية ودخلوا المنزل، وكأنهم على يقين كامل أنه لم يشاهدهم أحد، سوى الطائرات التي تتبع تحركاتهم، لكن في ذلك الوقت والتوقيت، كان  طفل صغير من أبناء المخيم  يمر قرب المنزل، شاهدهم وميزهم - وبحسب شهود عيان - تراجع بذكاء وسرعة للخلف حتى ابتعد عن مركبتهم، وبدأ يصرخ، مطلقًا نداء الاستغاثة.


يتميز حي الحواشين، بكثافته السكانية، ومنازله التي أعيد بناءها بعدما هدمها الاحتلال في مجزرة نيسان 2002، ورغم أنها تركت مساحات بين الشوارع، لكن المنازل بقيت متراصة ومتقاربة، وفي ظل الهدوء الذي خيم على أجواء المخيم، اقتحم صوت الطفل الملهوف والخائف، الجدران والمنازل والآذان، فالطفل الذي سمع الكثيرون صوته ولم يتمكن أحد من معرفته، نجح في توجيه رسالة التحذير التي أيقظت المخيم "يا ناس .. الجيش في المخيم .. الجيش في منزل أبو زينة".



بسرعة البرق، تناقل الجميع صرخة ورسالة طفل المخيم الصغير، فغصت وسائل التواصل التي باتت تستخدم لرصد ومتابعة تحركات الاحتلال، واصبحت كلمة السر "الجيش في منزل أبو زينة"، حيث توجهت الأنظار ثم الأقدام والرصاص نحو المنطقة، وبينما تلاشى واختفى صوت الطفل الصغير بين الأزقة، ذاعت رسالته وفجرت غضب المخيم وثورة المقاومة، في مشهد أعاد للذاكرة، صورة الملاحم التي سطرها المقاومون خلال حملة "السور الواقي " كما سميت إسرائيليًا، ومعركة نيسان البطولية حسب المقاومة، والتي كانت آخر فصولها في حي "الحواشين"، فلم يتمكن جنود شارون آنذاك والذي سمى المخيم حينها "عش الدبابير"، من اقتحام المخيم ووقف المعارك حتى دمر وهدم منازل الحي والأحياء المجاورة، وعادت مجموعات المقاومة لتواصل درب الشهداء والنضال.


في نظر خاطفة، تحول "عش الدبابير"، لحصار على المحتلين، ومجموعات المقاومة توزعت في الأزقة والشوارع حتى أصبحت منطقة العملية محاصرة، وتسابق المقاومون في إطلاق الرصاص وإلقاء العبوات، في مشهد، لم يمر به المخيم حتى خلال معركة نيسان وما تلاها من سنوات، كما صرح من عاصروا المشهد في تلك الحقبة لمراسل "القدس" دوت كوم.



رغم تحليق 4 طائرات في سماء المخيم على ارتفاع منخفض، وأرتال الدوريات العسكرية التي دفع بها الاحتلال للمخيم وجنين والتي أوقعت الشهداء والجرحى، لم تتوقف الاشتباكات المسلحة، ودوت أصوات الانفجارات من كل مكان بفعل العبوات الناسفة، في وقت كان يحاول الاحتلال شق طريقه للخلاص من "عش الدبابير"، إلا أن المقاومون ضيقوا عليه الخناق ولم يتراجعوا، وشوهدت مجموعات مسلحة تهاجم الدوريات وتطلق النار عليها من مسافة الصفر على مدخل المخيم.



من جنين حتى المخيم، استمرت المواجهات تحت مرمى الرصاص حتى انسحاب آخر دورية، ويعلق على ذلك المحرر علاء محمود في حديث لمراسلنا: طشاركت في معركة المخيم، لكن ما شاهدته اليوم، معجزة ومعركة كبيرة، لم يكن يفصل المقاومة عن الجيش سوى أمتار قليلة، ورغم ذلك، كانوا يتقدمون .. لقد كسروا حاجز الخوف ولم يعد هناك هيبة للاحتلال هنا".


فيما يقول المحرر محمود جلدة الذي اعتقل خلال معركة المخيم: "هذه اللغة الوحيدة التي يعرفها الاحتلال، وما دام هناك عدوان وقتل واجرام، سيبقى مخيم عش الدبابير العصي على الكسر والرافض للهزيمة".

  

وأكدت أجنحة فصائل المقاومة أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال كان يجب الرد عليها وردعه.

دلالات

شارك برأيك

صور|| جنين اليوم.. طفل أيقظ "عش الدبابير" وحوله لساحة حرب من نقطة صفر

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 136)