Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 8:02 صباحًا - بتوقيت القدس

نتنياهو يُهدئ في الشمال ليواصل التصعيد في الجنوب

القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم

د. أحمد رفيق عوض: وقف إطلاق النار في لبنان بداية لتهدئة مؤقتة لكنه لا يمثل تحولاً استراتيجياً..

ساري عرابي: الاتفاق مع لبنان سوف يتيح لإسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أولوياتها..

طلال عوكل: نتنياهو قد يتجه بعد الاتفاق إلى تصعيد آخر في الضفة لتحقيق إعلان السيادة

مهند عبد الحميد: غزة ستعيش الخذلان بعد اتفاق في لبنان لتُترك وحيدة في مواجهة حرب الإبادة..

عدنان الصباح: أي مسارات جديدة دون حلول عادلة للقضية الفلسطينية ستكون مؤقتة وغير قابلة للاستمرار

فراس ياغي: نتنياهو قد يستغل الهدنة مع لبنان لتحقيق مكاسب سياسية أكبر كفرض السيادة على أجزاء من الضفة


تتجه الأنظار إلى لبنان حول إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاح إسرائيل بفصل ساحات المقاومة بين جبهتي لبنان وغزة، وإن كان ذلك يعني استفراداً إضافياً وتعميقاً لمعاناة عزة.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن لبنان كدولة يختلف تماماً عن غزة من حيث الواقع السياسي والظروف المختلفة، ويواجه حزب الله ضغوطاً كبيرة داخلياً، وهو ما من شأنه الدفع نحو إبرام الاتفاق دون غزة، لكن يُثار التساؤل حول مدى نجاح إسرائيل في تنفيذ استراتيجية فصل الساحات. 


ويشير بعض المحللين إلى أن الاتفاق مع لبنان لن يكون سوى وقف مؤقت لإطلاق النار، ولا يعني بالضرورة تحوّلاً استراتيجياً في الصراع. 


ويرى بعض المحللين أن الاتفاق مع لبنان قد يوفر لإسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أولوياتها العسكرية والسياسية، وقد يُستخدم هذا الاتفاق كفرصة للضغط على حزب الله واستغلال التوترات الداخلية في لبنان لتحقيق مكاسب أكبر، في حين، يرى آخرون أن إمكانية الفصل بين الساحات قد تؤدي إلى تصعيد الوضع في غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في القطاع وتوجيه الضغط نحو حركة حماس.


من المبكر الحديث عن نجاح إسرائيل في فصل الجبهات


يرى الكاتب والمحلل السياسي د.أحمد رفيق عوض أنه من المبكر الحديث عن نجاح إسرائيل في فصل الجبهات،  حيث لم يصدر الكثير من التصريحات من حزب الله أو من الجانب اللبناني، ما يجعل من غير الممكن الجزم بنجاح إسرائيل في الفصل بين الساحات.


ويوضح عوض أن هناك عدة أسباب دفعت إلى الحديث عن الاتفاق مع لبنان، بدءاً من الظروف الخاصة بحزب الله، الذي تكبد خسائر كبيرة، فضلاً عن الضغوط التي يتعرض لها من البيئة الحاضنة له وكذلك من الحكومة اللبنانية.


ويتطرق عوض إلى الضغوط الإيرانية أو على الأقل السكوت الضمني من إيران، التي أعربت عن تأييدها لتطبيق قرار 1701، إضافة إلى إمكانية أن يكون ذلك ضمن حساباتها مع الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة ترمب، وكل هذه العوامل دفعت حزب الله إلى التنسيق مع الحكومة اللبنانية، ومن خلال رئيس البرلمان نبيه بري، لإجراء المفاوضات باسمه.


ويلفت عوض إلى أن إسرائيل تواصل التأكيد على أن الاتفاق في جوهره مجرد وقف لإطلاق النار وليس اتفاقاً شاملاً، وهذا الاتفاق يمنح إسرائيل حرية الرد في أي وقت، وقد يستمر لفترة تتراوح بين يومين وسنتين.


ويشير عوض إلى أنه في الوقت ذاته، ترى إسرائيل أن هذا الاتفاق يسمح لها بإعادة ترتيب احتياطاتها العسكرية وتخزين الذخائر، كما يعتبر خطوة نحو فصل الساحة اللبنانية عن غزة.


ويعتقد عوض أن الضغوط الأمريكية، سواء من الإدارة الحالية أو القادمة، وكذلك الضغوط الداخلية من الجمهور الإسرائيلي، تعد من العوامل التي تدفع إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار. 


وبالرغم من أن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى وقف مؤقت للقتال، فإن عوض لا يعتقد أن هذا يمثل تغييراً استراتيجياً كبيراً، فالتغيير الاستراتيجي يتمثل في اتفاقات تشمل انسحابات وتوقيع اتفاقات شاملة أو ترتيبات أمنية وسياسية من شأنها تغيير ملامح المنطقة بشكل دائم.


وفي ما يتعلق بالمستقبل، يعتقد عوض أن وقف إطلاق النار في لبنان قد يكون بداية لتهدئة مؤقتة، لكنه لا يمثل تحولاً استراتيجياً.


ويلفت عوض إلى أنه قد يستمر هذا الاتفاق بضعة أيام أو ربما سنوات، لكن التوترات الكامنة تحت السطح لا تزال موجودة.


مزيد من الضغط على قطاع غزة


أما بالنسبة لقطاع غزة، فيرى عوض أن الاتفاق مع لبنان سيؤدي إلى مزيد من الضغط على قطاع غزة، إذ من المتوقع أن تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في غزة وضغطها على حركة حماس، وذلك بهدف دفعها نحو توقيع اتفاق أو إطلاق سراح الأسرى المحتجزين. 


وبالتالي، وفق عوض، فإن وقف إطلاق النار في لبنان قد يؤدي إلى فك الارتباط بين الساحتين اللبنانية والغزية، ما يعني أن إسرائيل ستتمكن من الضغط على غزة بشكل منفرد، وهو ما قد يفاقم الوضع في القطاع.


المشهد الإقليمي.. حالة من السيولة والتغيرات المستمرة


يرى الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن تحقيق إمكانية فصل جبهات المقاومة بين لبنان وقطاع غزة يحمل دلالات استراتيجية مهمة، مشيراً إلى أن هذا الفصل كان أحد الأهداف الإسرائيلية من توسيع عدوانها على لبنان، إذ سعت إسرائيل إلى نقل ثقل جهدها العسكري من قطاع غزة إلى جبهة الجنوب اللبناني لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية أوسع.


عرابي يشير إلى أن الوضع اللبناني يختلف جذرياً عن غزة من حيث الظروف الموضوعية والإقليمية، حيث إن لبنان دولة ذات سيادة معترف بها دولياً، مما يجعل الضغط الدولي على إسرائيل لوقف العدوان أكبر وأكثر تأثيراً، كما أن لبنان يتميز بتعدد طوائفه وقواه السياسية، التي تتخذ بعضها موقفاً معادياً لحزب الله، ويراهن الاحتلال الإسرائيلي على استغلال هذه الانقسامات الداخلية لمحاصرة الحزب سياسياً.


على الجانب الآخر، يوضح عرابي أن قطاع غزة يعاني من ظروف مختلفة تماماً، إذ إن الشعب الفلسطيني في غزة يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، والأطماع الإسرائيلية في القطاع عميقة وتاريخية، ومنذ احتلال غزة عام 1967، كانت هناك مشاريع إسرائيلية حتى من قوى اليسار لضم القطاع بشكل كامل، وهذه الأطماع، إلى جانب حكم حركة حماس للقطاع، وأحداث السابع من أكتوبر، تجعل من غزة هدفاً رئيسياً ومباشراً للعدوان الإسرائيلي المستمر.


ويوضح عرابي أن الخلافات الداخلية في لبنان والاستقطاب الحاد بين مكوناته السياسية، بالإضافة إلى غياب الحد الأدنى من الإجماع الوطني لدعم حزب الله، ينعكس على قدرات الحزب في مواجهة الاحتلال، كما أن الضربات العسكرية الإسرائيلية العميقة التي استهدفت قيادات الحزب من الصفين الأول والثاني، سواء على المستويين السياسي أو العسكري، تسببت في تقويض جزء من قدرات الحزب.


ويشير عرابي إلى أن حرية التحرك الجوي التي يتمتع بها الاحتلال فوق لبنان تتيح له تنفيذ غارات تؤثر على الحاضنة الاجتماعية والمدنية لحزب الله، حيث يزعم الإسرائيليون أنهم تمكنوا من تدمير مخزون الحزب الاستراتيجي من الصواريخ المهمة وقطع خطوط الإمداد القادمة من سوريا، وهو ما يوفر أرضية متبادلة لمناقشة اتفاق قد يهدف إلى وقف التصعيد.


وحول إمكانية أن يكون الاتفاق مع لبنان نقطة تحول استراتيجية، يؤكد عرابي أن المشهد الإقليمي لا يزال في حالة من السيولة والتغيرات المستمرة، حيث إن الإدارة الأمريكية المقبلة قد تعيد ترتيب الأولويات، في حين تبقى الحرب على غزة قائمة والأهداف الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية والمشروع النووي الإيراني مطروحة بقوة على أجندة حكومة نتنياهو.


عرابي يوضح أن الاتفاق مع لبنان سيتيح لإسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أولوياتها، في الوقت ذاته، قد يعيد هذا الاتفاق فتح النقاش حول قوة محور المقاومة ومستويات الدعم والإسناد بين مكوناته، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة.


وفي ما يتعلق بغزة، يرى عرابي أن الوضع هناك أكثر تعقيداً مقارنة بلبنان، حيث إن الحرب في القطاع ستستمر، ولكن بوتيرة أقل مما كانت عليه في الفترة الماضية، ومع ذلك، فإن تعقيدات الوضع في غزة، سواء من الناحية الإنسانية أو السياسية، تجعل من التوصل إلى حلول دائمة أكثر صعوبة.


ويشير عرابي إلى أن المشهد العام في المنطقة لا يزال غير مستقر، وأن التحولات القادمة تعتمد بشكل كبير على الظروف الميدانية والسياسية، سواء في لبنان أو غزة أو على المستوى الإقليمي والدولي.


حزب الله عمل منذ بداية الحرب على تقليل كلفة التدخل فيها


يوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن حزب الله، الذي اعتمد منذ البداية استراتيجية دعم المقاومة الفلسطينية دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة شاملة، عمل منذ بداية الحرب على تقليل كلفة التدخل اللبناني في الحرب، حفاظاً على تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية، بينما دفعت إسرائيل بلبنان إلى معادلة الصراع الإقليمي، محاولة مضاعفة الضغط على الحزب من خلال استهداف مباشر لمناطق حدودية وأهداف عسكرية، وهو ما يعكس تعقيد الحسابات التي تدور خلف الكواليس.


ويشير عوكل إلى أن الحديث عن تغييرات استراتيجية في المدى القريب يظل سابقاً لأوانه، حيث يمتلك نتنياهو على الأقل شهرين إضافيين للمناورة السياسية والعسكرية، وخلال هذه الفترة، لن يكون مضطراً لتقديم أي تنازلات جوهرية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة أن نتنياهو يضع في اعتباره احتمالات المستقبل القريب، ومنها عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.


ويلفت عوكل إلى أن نتنياهو ما زال يراهن على إمكانية ضرب المشروع النووي الإيراني، خصوصاً مع الفرص التي قد يتيحها له وصول ترامب إلى الحكم. 


ويشير عوكل إلى أن ترمب، المعروف بنهجه الشعبوي، قد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية كبرى عبر إشعال حروب جديدة ليقدم نفسه كصانع سلام لاحقاً، ما يعزز إنجازاته ويفتح الباب أمام أمريكا لفرض أثمان باهظة على الدول المتورطة في الصراعات الإقليمية.


ويرى عوكل أن الاتفاق يؤدي إلى وقف الحرب على جبهة الشمال، لكن نتنياهو سيواصل تصعيده في قطاع غزة، كما قد يتجه نتنياهو بعد الاتفاق إلى تصعيد آخر في الضفة الغربية، مستغلاً المناخ السياسي لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، ومن بين هذه الأهداف، إعلان السيادة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وتفعيل خطة التهجير القسري للفلسطينيين من مناطق استراتيجية، ضمن مشروع استيطاني استعماري كبير يهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي والسياسي في المنطقة.


ويؤكد عوكل أن المشهد الحالي يعكس تعقيداً كبيراً في الحسابات السياسية والعسكرية، حيث تسعى الأطراف المختلفة إلى تحقيق مكاسب طويلة الأمد على حساب الاستقرار الإقليمي، وفي ظل غياب أي مبادرات جادة، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة أمام تصعيد متواصل قد يغير معادلات المنطقة بأسرها.


بعد السابع من أكتوبر تراجعت فكرة وحدة الساحات عملياً


يوضح الكاتب الصحفي مهند عبد الحميد أنه قبل السابع من أكتوبر، كان محور المقاومة الذي تقوده إيران يروّج لوحدة الساحات، حيث عُقدت اجتماعات في بيروت وطهران، صدرت عنها بيانات وتصريحات أكدت على ضرورة التكاتف بين جميع الأطراف في مواجهة إسرائيل. 


ويشير عبد الحميد إلى أنه عقب الهجوم المفاجئ الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، تراجعت فكرة وحدة الساحات عملياً، ورغم تأييد الجميع للعملية، تُركت حرية المشاركة لكل طرف.


ويوضح عبد الحميد أن هذه المرحلة أثبتت أن المشاركات كانت محدودة، حيث اقتصرت أعمال الإسناد على عمليات رمزية من قبل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وهذه المشاركات، على أهميتها الرمزية، لم تكن كافية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية التي تمعن في تدمير غزة وقتل سكانها. 


اللافت، وفق عبد الحميد، أن حزب الله ربط وقف إطلاق النار في لبنان بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن إيران، قائدة المحور، لم تشارك عمليًا إلا من خلال عمليتين ردًا على اغتيالات استهدفت مواقع في دمشق وطهران وبيروت.


ويشير عبد الحميد إلى أن إيران نفسها كانت أول من وافق على فصل وقف إطلاق النار في لبنان عن غزة، واليوم، يبدو وكأنه يؤكد هذا الفصل، مما يتماشى مع الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على الاستفراد بكل طرف على حدة، سواء في الحرب أو المفاوضات، وحدة الساحات التي رُوّج لها لم تتجاوز الشكليات والشعارات، لأنها لم تعبّر عن توحيد حقيقي للبلدان وشعوبها في المحور.


ويشير عبد الحميد إلى أن هناك ارتباط وثيق بين صفقة وقف إطلاق النار في لبنان وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، وبين مفاوضات إيران مع إدارة بايدن الحالية وربما مع إدارة ترامب المقبلة حول برنامجها النووي. 


ويلفت عبد الحميد إلى أنه يبدو أن إيران تسعى للحصول على ثمن مقابل التزامها بعدم إنتاج سلاح نووي، لكنها لا تريد الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تدرك أن مثل هذه الحرب قد تدمر بنيتها ومشروعها الإقليمي.


ويعتقد عبد الحميد أن إيران لا ترغب في أن تكون شاهد زور على تدمير البنية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لحزب الله، بل تسعى للحفاظ على مكانته في لبنان لضمان استمرار نفوذه، في المقابل، ترى إيران أن خسارتها لغزة كقاعدة مقاومة تجعل الاستثمار في القطاع عديم الجدوى، خصوصًا في ظل استشراس العدوان الإسرائيلي.


ويرى عبد الحميد أن هذا الموقف الإيراني يعكس تناقضاً استراتيجياً، إذ تدعم إيران المقاومة الفلسطينية في خطابها، لكنها تخذلها في أوقات الحسم، ما يثير تساؤلات حول مصداقيتها.


على الجانب الآخر، يعتقد عبد الحميد أن الاتفاق مع لبنان قد يشكل بداية لتغييرات قد تكون إيجابية، فقد يتقلص النفوذ الإيراني في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا، مما يفسح المجال لشعوب هذه الدول لاستعادة سيادتها ووحدتها.


ويشير عبد الحميد إلى أنه في لبنان، يمكن أن يؤدي ذلك إلى استعادة الدولة لوظائفها الأساسية، وإنهاء سلطة الميليشيات التي عمّقت الانقسامات، وعلى نطاق أوسع، قد يفتح ذلك الباب أمام توحيد شعوب ودول المنطقة حول تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المتوحش الذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

ويلفت عبد الحميد إلى أن غزة، بعد الاتفاق مع لبنان، ستبقى تعيش شعور الخذلان، حيث تُترك وحيدة في مواجهة حرب الإبادة دون اهتمام دولي أو عربي كافٍ. 


ويؤكد عبد الحميد أن استمرار هذا الوضع قد يخلق أزمة خطيرة، حيث يبدو المجتمع الدولي عاجزاً عن وقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق شعب بأكمله.


ويشدد عبد الحميد أن هذا الوضع يستدعي تحركاً فلسطينياً عاجلاً عبر مبادرة واضحة ومسنودة عربياً ودولياً، تهدف إلى وقف المجازر، وحماية ما تبقى من المجتمع الغزّي الذي يواجه الإبادة.


 وحدة الساحات ليست في خوض القتال المشترك فقط


يرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن إسرائيل لم تنجح حتى الآن في كسر وحدة الساحات أو تحقيق فصل بينها، مشيراً إلى أن الاتفاق مع الساحة اللبنانية، يؤكد أنه يجب عدم نسيان أن لبنان، رغم ظروفه الاقتصادية والسياسية المعقدة، ظل على مدى 14 شهرًا ساحة إسناد للقضية الفلسطينية، حيث امتزج الدم اللبناني بالفلسطيني في تجسيد واضح للصمود الأسطوري إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله.


ويوضح الصباح أن الظروف الداخلية في لبنان، بما في ذلك الانقسامات السياسية والأزمات الاقتصادية، تجعل من غير الممكن أن يصبح طرفًا مباشرًا في حرب طويلة، ورغم ذلك، فإن حزب الله وبقية قوى المقاومة في لبنان ظلوا داعمين للقضية الفلسطينية ومساندين لأهل غزة، لكنهم تجنبوا الانخراط في حرب مباشرة من شأنها تعريض لبنان لمزيد من المخاطر. 


ويشير الصباح إلى أن الفراغ الدستوري، وأزمة النقد، وتدهور القطاعات الحيوية مثل الكهرباء، والغذاء، والدواء تجعل الوضع في لبنان شديد الصعوبة، ما يستوجب تفهّم أولويات المقاومة اللبنانية في الحفاظ على توازن الداخل.


ويؤكد الصباح أن وحدة الساحات ليست بالضرورة في خوض القتال المشترك فقط، بل هي معركة طويلة الأمد تستند إلى التعاون والدعم المتبادل بين الشعوب والقوى المقاومة. 


ويرى الصباح أن هذه الوحدة بين الساحات لم ولن تنكسر، لأن جذورها تستند إلى نضال مستمر يتجاوز اللحظة الآنية.


بالحديث عن الاتفاق مع لبنان، يشير الصباح إلى أنه قد يحمل تغييرًا استراتيجيًا، لكنه قد يسير في اتجاهين مختلفين، فمن جهة، قد يؤدي الاتفاق إلى حالة من الاسترخاء النسبي في المنطقة، ومن جهة أخرى، سيُذكر دائمًا بأن المقاومة الفلسطينية، ومعها القضية الفلسطينية، ستظل عاملاً أساسيًا لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات سياسية. 


ويؤكد الصباح أن أي مسارات جديدة دون حلول حقيقية وعادلة للقضية الفلسطينية ستكون مؤقتة وغير قابلة للاستمرار.


ويُذكّر الصباح بأن القضية الفلسطينية هي المفتاح الرئيسي للسلام في الشرق الأوسط، وهو أمر تدركه الولايات المتحدة وإسرائيل. 


ويشدد الصباح على أن أي محاولة لإنهاء الصراع الفلسطيني عبر تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لن يكتب لها النجاح، حيث أثبت التاريخ أن إرادة الشعوب لا يمكن سحقها.


على صعيد غزة، يرى الصباح أن استمرار الحرب ومجازر الاحتلال بات غير مبرر على الإطلاق، خاصة في ظل التكلفة الباهظة التي تتحملها إسرائيل. 


ويشير الصباح إلى أن المؤسسة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية القادمة ستسعيان، على الأرجح، إلى إيجاد حل يُخفف من خسائر الاحتلال. 


ويلفت الصباح إلى أن ضباط ومسؤولين إسرائيليين قد أقروا بتكاليف استمرار الحرب، ما يجعل من المرجح التوجه نحو حل ما في قطاع غزة.


ورغم احتمالية انتهاء العدوان على غزة، يشدد الصباح على أن الشعب الفلسطيني يواجه تحديات جسيمة تتطلب قيادة قادرة على الاستجابة لآثار الحرب وتبعاتها. 


ويؤكد الصباح أن ما جرى في غزة وما يجري حتى الآن ليس مجرد أزمة عابرة، بل محطة تاريخية تتطلب استنهاض الطاقات الفلسطينية على جميع المستويات، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى استراتيجيات جديدة تعزز صموده وتفتح آفاقًا لحل عادل ومستدام.


ويشير الصباح إلى أن معركة الفلسطينيين ليست مجرد مواجهة عسكرية مع الاحتلال، بل صراع مستمر من أجل الحقوق الوطنية، وهو صراع طويل قد يستغرق أجيالاً لتحقيقه، لكن الشعب الفلسطيني أثبت مراراً أنه قادر على الصمود مهما بلغت التحديات.


الهدنة مع لبنان ستؤدي في النهاية لإنهاء الحرب على غزة


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، أن الحديث عن الفصل بين الجبهات من خلال التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لا يزال سابقاً لأوانه. 


ويُشير ياغي إلى أن الحديث عنه الآن ليس وقفاً كاملاً لإطلاق النار، بل هو مجرد هدنة لمدة 60 يوماً، وهي فترة اختبارية يمكن خلالها التحقق من إمكانية استمرار هذا التوقف أو حدوث خروق له. 


وفي هذا السياق، يعبر ياغي عن قناعته بأن هذه الهدنة ستؤدي في النهاية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وهو ما يبدو أنه يتوافق مع التصور الأمني الإسرائيلي حول النتيجة المحتملة لهذا التطور.


من الناحية العسكرية، يوضح ياغي أن الجيش الإسرائيلي يعاني من إرهاق شديد ويُعتبر غير قادر على الاستمرار في العمليات العسكرية في لبنان أو قطاع غزة، ويعكس هذا الوضع حالة من التعب والضغط على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي لا ترغب في أن تكون مسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية في غزة أو استمرار الحرب. 


ووفقًا لياغي، فإن الجيش الإسرائيلي يفضل إيجاد حلول بديلة للسيطرة على الوضع في قطاع غزة وإيجاد طريقة لإنهاء الحرب دون أن تتحمل قواته المزيد من الخسائر. 


في هذا السياق، يشير ياغي إلى أن الجيش الإسرائيلي يضغط على المستوى السياسي من أجل إنهاء الصراع في لبنان وفي غزة.


لكن المسألة السياسية تبدو أكثر تعقيدًا، وفقًا لياغي، فالحكومة الإسرائيلية تحت قيادة بنيامين نتنياهو تواجه تحديات داخلية كبيرة، ومن أبرز هذه التحديات هو أن أي حل في غزة قد يؤدي إلى تفكك الحكومة الإسرائيلية نفسها، حيث قد لا تكون هناك توافقات داخلية بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة. 


ويعتقد ياغي أن الخطوة الأولى التي بدأها نتنياهو تتعلق بمحاولة وضع حد للحروب في المنطقة، ويُثير تساؤلاً مهماً حول ما إذا كان هذا التوجه يعكس تطبيقًا لشعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى إنهاء الحروب في المنطقة، أم أنه بداية لتصعيد آخر، ومن الواضح أن هذه الإجابة ستتضح في الأيام القادمة مع تطور الأحداث.


ويرى ياغي أن هناك عدة أسباب تدفع إسرائيل للذهاب نحو اتفاق مع لبنان، منها أن الجيش الإسرائيلي بات في وضع صعب للغاية، حيث يعاني من الإرهاق ولا يستطيع الاستمرار في حرب متعددة الجبهات، لا سيما في لبنان، ووفقاً لما أشار إليه يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطية في إسرائيل، والذي كان نائباً لرئيس هيئة الأركان، فإن الوضع العسكري في الجيش الإسرائيلي قد أصبح بالغ الصعوبة بسبب الخسائر الكبيرة في الأرواح والإصابات، لدرجة أن لواء جولاني أصبح في حاجة ماسة إلى إعادة ترتيب صفوفه. 


ويوضح ياغي أن الجيش الإسرائيلي طلب من المستوى السياسي الإسرائيلي بشكل مباشر أن ينهي الحرب في لبنان، لأن الاستمرار في هذه الحروب قد يترتب عليه نتائج كارثية للمؤسسة العسكرية.


سبب آخر للدفع بالذهاب نحو إبرام اتفاق مع لبنان، يعتقد ياغي أن هناك ضغوطاً دولية تدفع إسرائيل نحو التهدئة، حيث يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان له دور في دفع إسرائيل إلى اتخاذ هذه الخطوة، فقد أجرى ترامب اتصالات مع المبعوث الأمريكي هوكيشتاين من أجل الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. 


ومن جانب آخر، يُضاف إلى ذلك بحسب ياغي، الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو، بما في ذلك فضائح التسريبات الأمنية من مكتبه، وهو ما قد يعرضه لخطر التحقيقات وربما محاكمة أمام محكمة العدل العليا في حال تم إثبات تورطه في تسريب المعلومات الأمنية وهو ما يعني إنهاء حقبته.


أما بالنسبة للجانب الاستراتيجي، فيرى ياغي أن نتنياهو قد يتخذ من وقف إطلاق النار في لبنان خطوة لتقديم هدية إلى ترمب، حيث قد يسعى إلى المقايضة بين وقف إطلاق النار في لبنان وبين دعم أمريكي في ملف الضفة الغربية وإيران. 


ويعتقد ياغي أن نتنياهو قد يسعى إلى استغلال هذه الهدنة كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أكبر، مثل فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية أو التصعيد ضد إيران. 


وفي هذا الإطار، يرى ياغي أن ما يحدث في لبنان هو مجرد بداية للمرحلة المقبلة من التصعيد، إذ يتوقع أن يتجه نتنياهو إلى خرق الهدنة مع حزب الله في الأيام القادمة، موجهًا الاتهام للحزب بالمسؤولية عن ذلك.


وفي ما يتعلق بقطاع غزة، يؤكد ياغي أن الوضع في القطاع لا يزال معقداً، حيث لا توجد أي مؤشرات حقيقية على وقف المجازر أو التصعيد الإسرائيلي، على الرغم من الدعم الذي قدّمه حزب الله في جبهة الإسناد، إلا أن هذه الجبهة لم تمنع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. 


ويرى ياغي أن قطاع غزة سيظل بعيدًا عن التوازنات العسكرية في لبنان، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تهدف من حربها في غزة إلى تدمير حركة حماس والمقاومة بشكل شامل، بينما كانت أهدافها في لبنان تتعلق بإبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وهو ما يتشابه إلى حد كبير مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 2006.


ويعتقد ياغي أن غزة ستظل مكانًا معزولًا عن التفاعلات الإسرائيلية في لبنان، حيث أن إسرائيل ستحاول فرض واقع جديد في شمال القطاع مع استمرار المقاومة الفلسطينية، فيما يؤكد ياغي أنه لا صفقات ستحدث دون إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة.


دلالات

شارك برأيك

نتنياهو يُهدئ في الشمال ليواصل التصعيد في الجنوب

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 5 أيام

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 154)