رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم - أطلقت وزارة الثقافة واللجنة المنظمة لمعرض فلسطين الدولي للكتاب وعائلة القيادي الراحل د. صائب عريقات، اليوم الأربعاء، كتابه "انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت"، بعد نحو عامين على وفاته.

وقالت كريمة الراحل عريقات، د. دلال لـ"القدس" دوت كوم ، على هامش حفل إطلاق الكتاب في داخل معرض فلسطين الدولي للكتاب في المكتبة الوطنية ببلدة سردا شمال رام الله، "إن هذا الكتاب يحاول فيه والدي أن ينقل تجربته المهنية والأكاديمية والسساسية، من خلال صائب الإنسان والمريض، ويحاول أن يترك أسس كيفية بناء مهارة الصبر ومواجهة مصاعب الحياة التي يقف الإنسان عاجزًا أمامها".

وأوضحت د. دلال، "أن القارئ يعرف صائب السياسي، لكن صائب ومن خلال هذا الكتاب يتيح للقارئ أن يتعرف على والدي كأب وزوج ومريض، وهو يريد أن يقول لنا: عليكم بالصبر الجميل".

ونوهت إلى أن والدها بدأ بكتابة كتابه هذا منذ العام 2017 بعد العملية التي أجراها لزراعة الرئتين، وانتهى من كتابة الكتاب قبل 3 شهور من وفاته، وأن الكتاب من الكلمة الأولى حتى الأخيرة منه هي بقلمه وهو من اختار العنوان.

وخلال حفل الإطلاق، قالت دلال عريقات: "طلب مني والدي مراجعة الكتاب، وهذه كانت عادة ليحثني دائماً على نشر المعرفة والتوثيق"، مشيرة إلى أن والدها ومن خلال الكتاب عكف على تعريف الصبر، بعدما أكد لها أن العلماء لم يعرفوا الصبر.

وتابعت، "ترك لنا والدي مسودة الكتاب، ووزارة الثقافة حينما علموا به تواصلوا معنا لإخراج الكتاب الذي يضاف لمجموعة مؤلفاته".

وأوضحت د.دلال أن "الغالبية تعرف صائب عريقات السياسي، لكن في هذا الكتاب أتاح عريقات فرصة التعرف على حياته، وتجربته الإنسانية على هذه الأرض وسيرة حياته، ويحث على التثقيف بأهمية زراعة الأعضاء"

وقالت كريمة الراحل عريقات: "إن والدي تجاوز كل قوانين السردية في كتابه هذا، ويتخيل معنا تجربته في الحياة والموت، حتى تفاصيل جنازته وبرقيات التعزية، ويكاد القارئ يتخيل شخصية ملائكية عاشت الحياة ورأت ما بعدها".

من جانبه، قال وزير الثقافة د.عاطف أبو سيف في كلمته، "إن صائب عريقات هو نموذج من الأكاديميين الذين عملوا بالسياسة وهم قلة، ومزج بين الأكاديمية والسياسية وهو أمر نادر، إن بعض السياسيين الفلسطينيين كتبوا كتابات لكن بعد أن تقاعدوا من السياسة".

وتابع أبو سيف، "كان صائب عريقات يعتقد أهمية الكتابة لتجربته، فهو يكتب كل ما يجري معه، حتى إنه حينما يموت يفكر بالآخرين".

وأكد أبو سيف على أن "مسيرة عريقات حافلة بالعطاء، وقدم تلك المسيرة من خلال معارك مختلفة، فلا يمكن لها أن تكلل إلا بحكاية عطاء مسكون بالآخرين، وأن المسيرة عليها أن تستمر بعد الممات".

بدوره، قال الإعلامي، د. ناصر اللحام في كلمته، "إن صائب عريقات صاحب مبادرة وشخصية قوية، وهو يتحدث عن واقع مر، وهو يمثلنا جمعيًا، إن صائب عريقات مواطن عادي برتبة وزير وقائد".

أما عضو الكنيست أحمد الطيبي، فقال في كلمته، "لقد تعرف على الراحل صائب عريقات كأكاديمي وانتهى به الأمر كسياسي، واستطاع المزج بين السياسة والأكاديمية، لكن صائب كان يفتخر أنه أكاديمي وباحث أكثر من كونه سياسي، وهو شغف بالكتابة إلى أبعد الحدود".

وتطرق الطيبي إلى الدور الذي كان يقوم به الراحل عريقات في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب العربية في الداخل، وقال: "لو كان صائب موجودًا الآن لتواصل معنا لتقريب وجهات النظر".

وشدد الطيبي على أن الراحل عريقات كان موسوعة معلومات، و"غاب عنا قبل أن نصل إلى المرحلة النهائية من هذه المسيرة".

من جانبه، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفريق جبريل الرجوب في كلمته، "لقد تعرفت على صائب في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ولقد ترك عندي انطباعًا قويًا بحيويته وفهمه إدراكه وتقديره، وهو اجتماعي وعنيد وصلب، ويحب وطنه، ويكره الجمود، وهو إنسان بسيط في إمكانياته وظروفه المعيشية، وفي كل شيء".

وتابع الرجوب، "إن صائب عريقات تفتحت عيونه على مأساة الشعب الفلسطيني، وبقي إلى آخر يوم متميزاً، وهو مرجعنا وتاريخنا، وأحد الضمانات الوطنية، وبحاجة للكثيرين حتى يعبئون الفراغ الذي تركه، لقد كان من العظماء، وسيسجل في سفرنا كفلسطينيين (رجلًا عظيمًا)، ولا أحد غير صائب له أن يتبوا هذه المكانة".

وأضاف الرجوب، "إن صائب عريقات كان لديه غرائز خمسة شكلت مكانته في وعينا وحاضرنا ومستقبلنا، فهو: إنسان طبيعي (عادي)، ورب أسرة من الدرجة الأولى، كان اجتماعيًا يساعد ويحب كل الناس، وكان محبًا للوطن ومن اختلفوا معه يحترمونه، وهو محب للتعلم والمعرفة".

وفي نهاية حفل إطلاق "انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت"، وقعت كريمة الراحل عريقات، د. دلال نسخًا من الكتاب، وقالت: "لو كان والدي موجودًا لكتب: (إلى الأخ أو الأخت.. أتمنى أن ينال إعجابكم)، لكنني سأوقع بعدها، "أتمنى لكم الصبر الجميل الذي علمني إياه صائب عريقات".