جنين - لاهاي - خاص ب"القدس" دوت كوم - وجه الزميل الصحفي علي سمودي، رسالة إلى محكمة الجنايات الدولية في "لاهاي"، طالب فيها بالالتزام بكافة المعايير والقيم التي استندت إليها في تأسيسها وعدم الخضوع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، لمقاضاة مرتكبي جريمة إعدام زميلته الصحفية شيرين أبو عاقلة وإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهداف الزميلة شذى حنايشة، مع الحرص الشديد على أن تأخذ العدالة مجراها وعقد محاكمة نزيهة ومستقلة ومنع حكومة الاحتلال ومعها شريكتها الولايات المتحدة الأمريكية من إيقاف عجلة القانون والحق والعدالة التي كفلتها لهم كافة الأعراف والقوانين الدولية.

جاء ذلك، في الكلمة التي وجهها مراسل "القدس" دوت كوم، علي سمودي والمنتج في قناة "الجزيرة"، للمحكمة بمناسبة تسليمها شكوى رسمية حول اغتيال أبو عاقلة ومحاولة قتله التي نجا فيها من الموت بأعجوبة خلال تغطيتهم الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين في 11-5-2022، حيث كان من المقرر أن يشارك الزميل علي بالحضور لتسليم الشكوى مع محاميه الموكلين ووفد نقابة الصحفيين والنقابات الدولية وإلقاء كلمة في المؤتمر الصحفي الذي عقد في لاهاي ظهر أمس.

وقال الجريح السمودي مخاطباً المحكمة "منذ جريمة الاحتلال التي أدت لاستشهاد زميلتي الصحفية أبو عاقلة ومحاولة قتلي التي نجوت منها بأعجوبة، بعدما أصبت برصاص الجيش الإسرائيلي، وألمنا وحزننا الكبير الممزوج بمخاوفنا هو عدم محاكمة القاتل الإسرائيلي الذي أطلق النار علينا بشكل متعمد بهدف القتل دون سبب".

 وأضاف: "بعد هذه اللحظة الهامة وتحدي تهديدات الاحتلال وافشال مخططاته، نشعر حالياً بأمل كبير بالعدالة وإنصافنا وكشف الحقيقية التي ما زال الاحتلال يحاول قتلها، نتمنى من خلال تقديم قضيتنا ورفع شكاونا ومظلمتنا لمحكمة الجنايات الدولية أن تأخذ العدالة مجراها من خلال محكمة نزيهة ومستقلة ومنع إفلات القاتل من العقاب".

وبين السمودي للمحكمة، أنه تعرض للرصاص الإسرائيلي والإصابة أكثر من مرة ونجا من الموت بأعجوبة عدة مرات، ورصاص الاحتلال كان هدفه القتل، وقال "في كل المرات لم أكن مسلحاً أو أشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، وكنت كما كنت يوم إعدام شيرين ومحاولة قتلي نرتدي الزي الصحفي الكامل، وملتزمين بالأعراف والقوانين، ولم يكن مبررًا إطلاق النار علينا بشكل مباشر، لذلك نناشد المحكمة وكافة الأطراف الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف معنا في هذه المعركة وكشف الحقيقة".

ودحض السمودي في رسالته التي وزعت خلال المؤتمر الصحفي في "لاهاي"، مزاعم الاحتلال لإخفاء معالم الجريمة، وقال "كل ما نشره جيش الاحتلال محاولة لطمس الحقيقة وإخفاء جريمة القتل التي نفذها جنوده بشكل متعمد، لماذا لم ينشر الاحتلال الصور التي التقطها جنوده من موقع العملية من المكان الذي كنا نتواجد فيه؟، الجيش يوثق ويصور، وفي التحقيق الذي أصدره الاحتلال نشر صور من كاميرات جنوده، لكن في منطقة أخرى وبعيدة من مكان تواجدي وشيرين وباقي الصحفيين".

وتابع متساءلاً: "لماذا لا يفرض على الاحتلال بإبراز صور لحظات إطلاق النار علينا رغم أنه ينشر يوميًا توثيقا لعملياته ونشاطاته، السبب معروف أن صوره تشكل إدانة واضحة ودليل على أن الجيش من أراد قتلنا وأطلق النار علينا بشكلٍ متعمد ودون سبب، فلم يكن في منطقتنا أي مسلحين فلسطينيين، وما يجري محاولات للالتفاف والتحايل وتضليل وخداع العالم والجهات القانونية والقضائية لإفشال محاولة رفع الشكوى للمحكمة الجنايات الدولية ".

السمودي (54 عاماً) من جنين، والذي تعرض للإصابة عدة مرات خلال تغطيته للأحداث على مدار 32 عاماً، أوضح  أن عملية قتل شيرين أثبت أنه لا يوجد أي مواطن آمن من رصاص الاحتلال، فكل "فلسطيني قد يتعرض للموت في أي عملية للجيش الإسرائيلي، لذلك فإننا نطالب بمحاكمة القتلة من أجل أن يتوقف قتل الأبرياء، من أجل أن لا تتكرر مأساة قتل شيرين".

 وأضاف: "غطينا من خلال عملنا الصحفي قصص مئات الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في حالات مشابهة لمقتل شيرين، لكن العالم لم يتوقف أمامهم لأن الكاميرا لم توثق عملية قتلهم مثلما فعلت مع شيرين ولأنهم لم يكونوا معروفين للعالم مثلما كانت شيرين".

وختم السمودي رسالته، مخاطبًا المحكمة "نتطلع إلى إحقاق العدالة من أجل روح شيرين أولاً، ومن أجل أرواح الأبرياء الأخرين الذين نتطلع إلى حمايتهم من التعرض لذات المصير مستقبلاً، وتهديدات إسرائيل، لن تمنعنا عن مواصلة معركتنا للمطالبة بالعدالة وتقديم القتلة ومن يدعمهم للعدالة".