Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 16 أغسطس 2022 10:06 مساءً - بتوقيت القدس

رغم المؤبد.. والدة الأسير محمد سعيد ما زالت تقاوم لتفرح بزفافه

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي- رغم حكمه وأوجاعه، إلا أن الأسير محمد سعيد محمود، أصرَّ على استثمار سنوات أسره، فقد حقق النجاح في الثانوية العامة وانتسب لجامعة الأقصى تخصص تاريخ وحصل على شهادة البكالوريوس، وحالياً يحضر لدراسة الماجستير في جامعة القدس ابو ديس علوم سياسية، كما أعاد الفرح لقلب والدته الصابرة بعقد قرانه رغم القيد خاصة كونها وحيدها الذي تتمنى عناقه دوماً.


في منزلها الذي يتزين بصوره وهداياه وشهاداته العلمية التي حققها رغم القيد، تقول الستينية الصابرة نصرة "هذه الشهادات عنوان لصموده وثباته وإصراره على تحديه للسجن والسجان والتي نأمل أن تتوج بعودته لأحضاني قريباً"، قائلةً "من حقنا مطالبة الجميع بالاهتمام بقضية الأسرى".


وتضيف "قطار الزمن يسرع في تحدي حياتنا، ولا أريد من هذه الدينا سوى إدارج اسم ابني محمود ضمن قوائم الأسرى الذين سيتحررون في الصفقة القادمة.. حتى أفرح بزفافه وحريته".


بفخرٍ واعتزاز، تتحدث الوالدة أم محمود عن نجلها عن دوره في مقاومة الاحتلال وصموده، وعن حياته، فتقول "ابني بطل وشجاع ومخلص ومحب لوطنه وكان باراً بي وبشقيقته، نشأ وعاش في نابلس، وتعلم في مدارسها حتى أنهى الثانوية العامة، وبعد انتسابه للسلطة الوطنية الفلسطينية لمدة عامين، توجه للعمل كفني في مجال التمديدات الكهربائية حتى تم اعتقاله".


تنهمر دموع الوالدة الصابرة لشدة شوقها لعناق حبيبها، فقد تأثرت صحتها بسبب غيابه، وأصبحت تعاني من أمراض السكري والضغط وضعفاً في عضلة القلب، وتقول "عندما اندلعت انتفاضة الأقصى، لبى نداء القدس، وشارك في مقاومة الاحتلال الذي طارده على مدار عام، كان وفياً وفي مقدمة الصفوف".


وتضيف "اشتد به الألم والوجع، وتسلل لمنزلنا فجر تاريخ 8/10/ 2002 ، للعلاج والاستراحة، وخلال ثواني حاصرت المنزل الدوريات والعشرات من جنود الاحتلال الذي باغوتنا قبل الاطمئنان على صحته"، وتابعت "فجّروا الأبواب الرئيسية، وحولوا منزلنا لثكنة عسكرية كأنهم قادمين لساحة معركة، انقضوا عليه وانتزعوه من بيننا وهو في عمر الـ20 عاماً".


انهارت أم محمود لحظة اعتقال ابنها والتي ما زال المشهد يتكرر أمامها، وتقول "طوال حياتي لم تفارقني تلك اللحظات العصيبة، كنت قد تمنيت الموت عندما اعتقل الاحتلال ابني ووحيدي من أمامي، وكبّلوه بالسلاسل الحديدية من يديه وقدميه وسط عجزي عن انقاذه، مضيفة " تلك اللحظة  كانت بداية ألمي ووجعي لأنني كنت له أماً وأباً، ولفترة طويلة، لم أعرف طعم النوم والحياة لقلقي على حياته، فقد انقطعت أخباره طوال فترة التعذيب والتحقيق في زنازين سجن "بيتح تكفا"، التي قضى فيها معزولا ً لمدة 5 أشهر".


 وتضيف "بدأت رحلة المعاناة بين السجون، مما أثر على أوضاعه الصحية، فهو يعاني من مشاكل في العينين وغضروف في الركبة بسبب آثار التحقيق، كما أنه أصيب بمرض ووعكة صحية أثّر على حركته حتى فقدها، وبعد عدة علاجات ومتابعة من الأسرى فإن حالته اليوم متوسطة، لكن الإدارة لم تزوده بالعلاج المناسب حتى الآن".


حوكم محمود بالسجن المؤبد عدة مرات إضافة لـ30 عاماً، وشارك في معارك الأمعاء الخاوية وخاض 4 اضرابات مفتوحة عن الطعام، ولصموده وصلابته ودوره في الحركة الأسيرة،  توضح والدته أنه تعرض للعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والكنتين وإدخال احتياجاته الرئيسية عدة مرات.


 وتضيف " يؤلمني عدم قدرتي على زيارته بسبب وضعي الصحي، وعدم قدرتي على احتمال طول مسافة الطريق المتعبة والمعابر، حيث أنني أرى الذل والألم والحزن، وكنت في كل زيارة، استمد الصبر والقوة من صموده ومعنوياته العالية، وأتمنى أن امتلك القوة لكسر الزجاج العازل وضمه لأحضاني ولمسه وأن أشعر بوجوده معي، ولكن أملي بالله كبير".


رغم حكمه المؤبد، لم تفقد أم محمود الأمل، فقد جهزت له منزله الخاص، وفرحت قبل فترة بعقد قرانه.


تقول أم محمود "مهما مارس الاحتلال من ظلم بحقنا خاصة حرماننا أبنائنا الذين تسرق سجونه أعمارهم وحياتهم، سنبقى نتمسك بالأمل، فحريتهم قادمة"، مضيفة " منذ اعتقاله لم نشعر بالفرح، لكني أشعر بأنه سيعود قريباً، عندما قررالخطوبة التي ستكون بشرى بقريبه بعناقه وضمه لصدري وبدء مواسم الفرح رغماً عن الاحتلال ".

دلالات

شارك برأيك

رغم المؤبد.. والدة الأسير محمد سعيد ما زالت تقاوم لتفرح بزفافه

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 124)