Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 02 أغسطس 2022 7:06 مساءً - بتوقيت القدس

فيديو|| "سلم ع الرسول .. سلمتك أمانة لرب العالمين".. أم الشهيد "ضرار" والوداع الأخير

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي - بلوعة وحسرة، احتضنت اللاجئة الثلاثينية ياسمين محمد عمر اغبارية، من مخيم جنين، نجلها ضرار رياض الحج صالح (الكفريني)، في غرفة ثلاجة الموتى، بمستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، وذلك بعد ساعة فقط من ارتقائه شهيدًا برصاص الاحتلال، وأصرت على أن تلقنه الشهادتين وهي تدعو له، فأجشهت بالبكاء، وبكى كل من حولها، وهم يحاولون رفع معنوياتها وتخفيف صدمتها بعدما حرمها الاحتلال وحيدها.


(سلم على الرسول المصطفى، ربنا يجمعنا فيه وفيك، في جنات الخلد، وأسال الله أن يتقبلك شهيدًا ياحبيب قلبي)، كانت تخاطب الوالدة ياسمين، نجلها الشهيد وهي تمسح بيديها وجهه، وماتبقى من أثار الدماء التي خلفها رصاص الاحتلال الذي أصابه في الوجه بشكل مباشر، وهي تردد: "الله يرضى عليك .. ربنا معك .. سلمتك أمانة لرب العالمين .. ربي يصبرني على فراقك .. ياروحي وحياتي وعمري، مين بدو يرعانا ويساعدني بعدك".



وتعالت التكبيرات، ومحاولات الأهل والأقارب، وأصدقاء الشهيد، وهم يحاولون تهدئة الوالدة "أم ضرار" والتخفيف من لوعتها وفاجعتها، خاصة بعدما غرقت في بحر من الدموع وهي تخاطب شهيدها "سامحني يا أمي.. سلم ع الرسول"، لكن الوالدة المكلومة، أصرت على أن تواصل عناق ابنها وتتلو عند رأسه الآيات القرآنية، وتطلب من شقيقتيه رفيف (13 عامًا)، ونور (5 سنوات)، عناقه وتقبيله ووداعه، وهي تستذكر مناقبه، وتردد: "كان حنون وطيب القلب، وبار وأقرب الناس إلي ولأخواته، واليوم روحنا وحياتنا راحت معه إلى القبر .. مين بدو يفرح نور ورفيف .. هذا احتلال مجرم وظالم .. يقتل أبنائنا ويسرق حياتنا ويدمر أحلامنا .. لم يبقى معنا لكل حياتي ووجودي بعدما حرمني ضرار".



في مخيم جنين، ولد ونشأ وتربى ضرار، قبل 16 عامًا وتسعة أشهر، وتقول والدته: "لم يزعلني يومًا ولم يغيب عن عيني لحظة، وأشعر بأن الرصاصة التي أصابته أصابتنا جميعًا .. ابني لم يكن مطلوبًا ومازال صغيرًا .. قتله الاحتلال بدم بادر .. أنا اشعر بفخر لأنه كان صاحب روح وطنية، ولديه شهامة ونخوة وحب لوطنه، ولم يكن يتأخر عن المشاركة في المسيرات والفعاليات وحمل الشهداء، ورغم ذلك، لايوجد سبب لإعدامه".


يروي رفاق ضرار، أنه كان يتمتع بروح وطنية كبيرة، ويحرص دومًا على المشاركة بالفعاليات الوطنية والمسيرات يشارك في التصدي للاحتلال في كل عملية اقتحام، ويتميز بالجرأة والشجاعة والإقدام.


وكعادته لم يتأخر ضرار عن تأدية واجبه عندما اقتحم الاحتلال والوحدات الخاصة مخيم جنين وحاصرت منزل الشيخ بسام السعدي، فهب كالعشرات من أبناء المخيم وشارك في المواجهات والتصدي للجيش الذي جوبه بمقاومة عنيفة، فأصيب بعيار ناري في الوجه، وحسب الأطباء، فإنه أدى إلى انفجار في وجهه ونزيف حاد واستشهاده، وقد وصفته كتيبة جنين، بأنه أحد أبطال الإرباك الليلي والذي ارتقى شهيدًا وهو يقوم بواجبه الجهادي المقدس والتصدي لقوات الاحتلال.


فور وصول ضرار لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، أعلن الأطباء استشهاده، في وقت كانت فيه والدته ياسمين في منزلها بمخيم جنين، فشعرت فجأة بانقباض واختناق قبل أن يصلها الخبر، وعندما علمت هرعت مسرعة إلى المستشفى ولم يتمكن أحد من معرفة كيف وصلت إلى المشفى، فكانت صدمتها كبيرة عندما لم تجد جثمانه الذي كان محمولاً على أكتاف رفاقه، وهم يجوبون شوارع المخيم سخطًا وغضبًا وتعهدًا بمواصلة مشواره، فجلست على بوابة المستشفى حتى اقترب منها، فلم تتمالك أعصابها، وبدأت بالصراخ الذي لم يتوقف حتى بعدما أحضر لمنزلها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر، فودعته بالدموع ولسانها يتضرع لرب العالمين أن يتقبله مع النبيين والشهداء في جنات النعيم.


في جنبات المستشفى، تعددت الصور والمشاهد المؤثرة، أصدقاء ضرار انهاروا من شدة البكاء، وإخوانه المقاومون عانقوه بصبر ووفاء، أما والده فلم يتمكن من السيطرة على نفسه، فبكى بشدة وودعه بالدموع، بينما وقف إلى جانبه والد الشهيد أمجد الفايد الذي ارتقى قبل حوالي شهرين، وهو  يشد أزره ويصبره، وبعد صمت طويل، قال الوالد: "الحمدلله الذي كرمه الشهادة وهذه المرتبة، وإن شاء الله إلى جنات الخلد"، ثم عانق نجله وقال: "نم قرير العين .. لن ننساك، وستبقى روحك حية ترافقنا إلى الأبد".

دلالات

شارك برأيك

فيديو|| "سلم ع الرسول .. سلمتك أمانة لرب العالمين".. أم الشهيد "ضرار" والوداع الأخير

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 118)