أنقرة - (شينخوا)-  قال خبراء إن خطط تركيا بشأن القيام بعملية عسكرية أخرى في شمال سوريا وإنشاء محتمل لممر للحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود تتصدر جدول أعمال الاجتماع المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في إيران.

ستجمع القمة الثلاثية المقرر عقدها في 19 يوليو في العاصمة الإيرانية طهران أردوغان وبوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باعتبارهم قادة الدول الضامنة لعملية أستانا التي بدأت في عام 2017 من أجل إحلال السلام في سوريا.

وبدوره قال سركان دميرتاش، محلل السياسة الخارجية التركي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العملية العسكرية التركية الجديدة المحتملة في شمال شرق سوريا، وخاصة منطقتي تل رفعت ومنبج، ضد وحدات حماية الشعب الكردية قد تثير انتقادات من موسكو التي تعارض أي عملية عسكرية للجيش التركي في سوريا.

ولكن يبدو أن الصراع مع أوكرانيا قد حوّل اهتمام روسيا بعيدا عن سوريا، ما مهد الطريق لإيران وتركيا لتوسيع نفوذهما في المنطقة، حسبما ذكر دميرتاش.

فقد أطلق الجيش التركي عملية درع الفرات عام 2016، وعملية غصن الزيتون عام 2018، وعملية نبع السلام عام 2019، وعملية درع الربيع عام 2020 في شمال سوريا من أجل إنشاء منطقة خالية من وحدات حماية الشعب على امتداد الحدود داخل الدولة المجاورة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور.

يذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي أدرجته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، يقود تمردا ضد الحكومة التركية منذ أكثر من 30 عاما، ما أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

وأشار دميرتاش إلى أن قمة طهران الحيوية ستشهد أيضا أول اجتماع حضوري بين أردوغان وبوتين منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في أواخر فبراير.

ووفقا للمحلل التركي، فإن أردوغان لديه هدفان مرتبطان بأوكرانيا من عقد الاجتماع: أولا وقبل كل شيء، إنشاء ممر للحبوب من الموانئ الأوكرانية لمنع حدوث أزمة غذائية عالمية، ثم إقناع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاجتماع في تركيا لإنهاء الصراع.

وقال دميرتاش إن "أردوغان سيكون أيضا أول زعيم دولة بحلف الناتو يلتقي بوتين" منذ الأزمة الأوكرانية.

وفي اجتماع للوفود العسكرية في إسطنبول يوم الأربعاء، توصلت روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة إلى توافق بشأن بعض القضايا المتعلقة بصادرات الحبوب من أوكرانيا، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.

ومن جانبه ذكر كريم هاس، محلل العلاقات الروسية التركية المقيم في موسكو، أنه يتوقع المزيد من التطورات بشأن مسألة صادرات الحبوب عقب الاجتماع المرتقب بين أردوغان وبوتين في طهران.

ولدى إشارته إلى زيادة التعاون التجاري بين موسكو وأنقرة منذ حدوث الأزمة، قال هاس إن تركيا لم تفرض عقوبات على روسيا على الرغم من الضغوط الدولية.
وأوضح أن "حاجة روسيا إلى تركيا في المجال الاقتصادي والتجاري قد ازدادت كثيرا. ومع خروج الشركات الغربية من السوق الروسية، يتم إحلالها بشركات تركية. وازدادت الأهمية الاستراتيجية لتركيا في العلاقات الاقتصادية الخارجية لروسيا".