Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 03 يوليو 2022 9:20 مساءً - بتوقيت القدس

صور|| في جنين كل شيء مختلف.. تولد مرتين وتنال الشهادة مرتين.. كامل علاونة يلحق بشقيقه بعد 18 عامًا

جنين-  "القدس" دوت كوم-علي سمودي- عصر السبت التقط "كامل عبدالله علاونة" أنفاسه واستراح قليلاً من أجواء الدراسة والتحضير للامتحان الأخير من اختبارات الثانوية العامة "توجيهي"، الذي كان من المقرر أن يؤديه يوم غد الإثنين .. قبل قدمي ورأس والدته وغادر، لكنه لم يكن يعرف أنه سيعود إلى منزل عائلته مجددًا محمولًا على الأكتاف كما شقيقه الآخر "كامل" الذي استشهد منذ 18 عامًا.


استشهد كامل علاونة ظهر الأحد، بعد صراع مع الرصاص الغادر الذي أصابه أمس السبت، وتسبب بتدمير أعضائه الحيوية، فعمت أجواء الحزن و الألم لدى الصغير قبل الكبير في بلدة جبع التي ارتدت ثوب الحداد على ابنها البار، و انتفضت سخطًا و غضبًا على الاحتلال الذي فتح جرحًا جديدًا في قلب الوالدة الخمسينية "فاطمة" التي لازالت تبكي و تتذكر شهيدها الأول، وفلذة كبدها الأكبر "كامل".


في جنين ومخيمها وريفها، كل شيء مختلف، حتى الشهادة، فيولد الإنسان مرتين و يرتقي شهيدًا مرتين .. حتى الصغار، شعروا بالحزن والفاجعة التي اقتحمت حياة عائلة علاونة التي لم تجف دموعها منذ ارتقاء "كامل" الشقيق الأكبر، وعندما كان موكب الشهيد "كامل" الأصغر يشق الطريق من جنين إلى جبع، توافدت جماهير غفيرة من أهالي ونساء البلدة لمشاطرتها مشاعر الحزن والألم.


مثل جدته، انهمرت دموع الطفل "كامل" في وداع عمه الذي شاركه حمل اسم عمه الأول "كامل" الذي استشهد في تنفيذ عملية فدائية بتاريخ 26/6/2003، في لحظة انتظاره مع والده إحضار جثمان عمه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على "كامل" الشهيد الجديد لعائلة علاونة التي فجعت بنبأ ارتقاء ابنها بعد ١٨ عامًا من استشهاد الأول.


وأمام صرخات الطفل "كامل"، "مع السلامة يا عمي"، لم يتمالك والده وكل من تجمهر في منزل العائلة المكلومة نفسه، فامتزجت المشاعر ما بين الدموع والحزن والغضب.


حاول الوالد إمام علاونة أن يسيطر على دموعه وغضبه،لكن صرخات والدته ودموع طفله أثرت عليه وفجرت حزنه، وسرعان ما استعاد قوته، وقال: "الحمد لله على كل شيء .. أتمنى أن يتقبل رب العالمين أشقائي شهداء فداء فلسطين والقدس .. استشهدا في نفس العمر، ولا توجد كلمات تعبر عن مشاعرنا، ولا نملك سوى الصبر والدعاء وأن يكرمنا رب العالمين بالصبر على هذا المصاب الجلل".


وأضاف: "منذ وعي كامل على الدنيا، امتلك محبة كبيرة لشقيقنا الشهيد كامل، وكان دومًا يسأل الوالدين عن حياته، وكيف عاش واستشهد .. لقد تأثر فيه كثيرًا، واعتاد يوميًا على الكتابة عنه ونشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي".


تعالت الصرخات وانهمرت الدموع في لحظة وداع كامل وخروجه الأخير من منزل عائلته، حتى زملاءه على مقاعد الدراسة اغرورقت عيونهم بالدموع، وقال رفيقه محمود: "كامل مميز وخلوق وطيب ومتسامح ومحب للجميع .. حظي باحترام وتقدير كل من عرفه، ولا يمكن تعويض خسارته وفقدانه .. هذا الاحتلال ظالم ومجرم ويجب محاكمته وعقابه على هذه الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها دون ذنب أو سبب".


فيما يقول صديقه أحمد: "عرفته و لازمته منذ صغره، ولم أر مثيلاً له في كل شيء .. كان ناشطًا ويكره الظلم، ويكره الاحتلال، ودائمًا يتمنى أن يشارك في مقاومته، وكان طموحه النجاح في التوجيهي، وإكمال دراسته ليكون مساعدًا لأسرته ولخدمة شعبه ووطنه".


ينحدر الشهيد كامل من عائلة مناضلة، قدمت كافة أشكال التضحيات ضد الاحتلال، فقد تعرض والده عبدالله علاونة للاعتقال مرات عديدة بسبب دوره ومواقفه الوطنية والنضالية، خاصة خلال انتفاضة الحجارة، وقد ربى أبنائه على الانتماء والعطاء في سبيل الوطن، فاستشهد ابنه الأول كامل من نشطاء كتائب القسام بعد أن نفذ عملية فدائية في باقة الغربية 26\6\2003، بعد أن أنهى امتحانات الثانوية العامة، في عملية مشتركة مع الشهيد خالد العيسة من سرايا القدس، وقد احتجزت قوات الاحتلال جثمانه على مدار 13 عامًا، حتى تم تسليمها لعائلته التي زفته عريسًا لفلسطين، كما تمنى في وصيته التي نشرت آنذاك وطلب فيها من والدته عدم البكاء واعتبار يوم شهادته بمثابة عرسه.


كحبه للدراسة.. انخرط كامل في صفوف الشبيبة الفتحاوية وعرف بفعاليته، ونشاطه الاجتماعي والوطني، والتصدي للاحتلال كلما اقتحم بلدته جبع التي روي بدمه الطاهر ثراها الذي عشقه حتى نال الشهادة.


كلما تردد اسم كامل، تتجدد دموع الوالدة الخمسينية فاطمة عيسى علاونة "أم المعتز"، والتي رفضت أن تصدق خبر رحيله عنها، فقد كانت على مدار الأيام الماضية تراه وتحفزه وتدعو له بالنجاح أثناء دراسة الثانوية العامة وتقديم الامتحانات، وتقول: "لم تفارقني لحظة صور ابني كامل و تأثرت كثيرًا بعد استشهاده، لكن رب العالمين أكرمني بالصبر، فرحت بعودة الحياة إلينا بعدما انجبت ابني الثاني الذي أسميته كامل، ليبقى حيًا ولا يغيب اسمه عن لساني".


وتضيف الأم المكلومة: "كان حنونًا، طيبًا، وفيًا، وبارًا، ولم أتوقع لحظة فراقه، واليوم حياتي أصبحت قاسية، فكيف سيحتمل قلبي فراقهما".


وفي الطريق إلى المقبرة، كان حديث الجميع عن عائلة علاونة وفقدانها للكاملين، ولعل من أصدق العبارات التي رددت: "فقط في جنين يتعلم الصبر من أمهات الشهداء، و فقط في جنين .. تولد مرتين .. وتنال الشهادة مرتين".

دلالات

شارك برأيك

صور|| في جنين كل شيء مختلف.. تولد مرتين وتنال الشهادة مرتين.. كامل علاونة يلحق بشقيقه بعد 18 عامًا

-

وفاء مسوده قبل أكثر من 2 سنة

الله ينتقم من الحكام الخون الذين تخاذلوا عن نصرة مسرى رسول الله وعن نصرة المسلمين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 113)