أقلام وأراء
الأربعاء 29 يونيو 2022 10:43 صباحًا - بتوقيت القدس
في ظل تعقيدات المشهد الفلسطيني.. محاولة لاستقراء الغيب!!
بقلم: د. أحمد يوسف
المشهد السياسي الفلسطيني مليء بأغطية الغيب وأستاره، ولكن نظراً لحساسية استمرار حالة "المراوحة في المكان" والضجر العام، يتجرأ البعض منَّا على محاولة تفكيك لوغاريتمات الواقع، بأمل أن تأتي خريطة الألغاز برؤية تُخفف من حالة التيه وملامح ما ترسمه المشهدية لوضعيِّة "مُكبَّاً على وجهه"، التي يتخبط بمتاهاتها الجميع.
إنَّ من المؤسف القول: مضى على الانقسام أكثر من خمسة عشر عاماً، حيث أخذتنا محاولات رأب الصدع وفرص تحقيق المصالحة إلى الكثير من العواصم العربية والإسلامية وحتى إلى دول غربية، وتحركت العديد من الجماعات والأحزاب داخل البلاد وخارجها لإنجاز المصالحة الفلسطينية، ولكن – مع الأسف- ذهبت كل تلك الجهود والمساعي أدراج الرياح، ولحق الجميع القول: "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت"!!!
نعم؛ حدث الكثير من التقارب بين الفصائل الفلسطينية، وتعددت فرص اللقاء والتشاور والتفاهم، وأضحى التواصل يجد طريقةً لتبادل الرأي والمشورة، ولكنَّ الانقسام اللعين مازال قائماً، رغم وجود أكثر من رأس جسر قد تمَّت إقامته بين ضفتي النهر ومياهه الراكدة.
لست أدرى ما الذي يراهن عليه هذا الطرف أو ذلك من وراء اللعب على ورقه الانقسام وتجاهل إيجابيات المصالحة وجمع الشمل؟!
في الحقيقة، إن الذي شجّع البعض من دولنا العربية على الهرولة لتطبيع العلاقة مع إسرائيل (الدولة المارقة) هو حالة الوهن والانقسام، وعجزنا عن ترميم البيت الفلسطيني وإصلاح ذات البين بيننا.
وإذا نظرنا بعين فاحصة إلى ما آلت إليه الأمور بعد حزيران/ يونيو 2007، من حيث مكانتنا والمكان الذي حشرنا أنفسنا فيه بين الأمم، فسوف نجد أن قضيتنا تراجعت إلى حد القول إنه لم يعد هناك مكان ظاهر يمكن أن ترانا فيه الأمم!!
إسرائيل اليوم تشهد أعظم تجلياتها في السياسة والحضور، رغم كل جرائمها؛ سواء الخاصة بالحرب أو الانتهاكات التي تمارسها بحق الإنسانية، ومظاهر البلطجة على الساحة الدولية.
إنَّ إسرائيل تقدم نفسها -اليوم- على أنها صاحبة دور في حلِّ المشاكل العالمية!! وأيضاً في تقديم العروض لإغاثة أوروبا والعالم من نقص الطاقة والغاز بمسرحية إعلامية تخدع بها شعوب الدول الأوروبية.
إسرائيل اليوم -وعلى عينك يا تاجر- تسرق الغاز الفلسطيني وقريباً الغاز اللبناني، فيما الكلُّ يلتزم الصمت، وأن كلَّ ما يظهر فوق السطح أنها "الُمخلِّص" لنا من أكل خشاش الأرض!!
إن خيارنا لاستعادة مكانتنا تحت الشمس، ووقف هرولة العواصم العربية، والحفاظ على مشهد "سيف القدس" والكرامة الفلسطينية، هي التحرك نحو الوحدة بخطوة عنوانها "الشراكة السياسية والتوافق الوطني"، واثبات أنَّ الرؤية والخيار الاستراتيجي لسياساتنا تجاه الاحتلال، وأيضاً علاقاتنا مع العمق العربي والإسلامي، وكذلك توجهاتنا مع المجتمع الدولي لا تحكمها مواقف حزبية ولا إملاءات رأي الفرد مهما بلغت مكانته، بل هي توافقات التفاهم والشراكة السياسية.
إن الحالة الفلسطينية المتعثرة وانسداد الأفق لسنوات طويلة هي ما يجعل البعض يستدعي الغيب والرهان على مقولات أو نبوءات أو تفسيرات لا تتوافق مع القراءة العلمية للسُنن والنواميس الكونية. إن ما يعتاش عليه البعض في جدليات الحوار وأحاديث السياسة، ويتخذ منه متكئاً ترتاح على نواصيه تحليلاته هو نقاشات وعد الآخرة ونبوءة 2022، وكأن سُجف الغيب قد فتحت نوافذها لكلِّ من هبَّ ودبَّ لينهل من أسرارها ويبشرنا بالفتح المبين.
إن الانتصار والتمكين لا يأتي من فراغ بل تحكمه معادلات وقوانين لا تحابي أحداً، وهي في جملتها أرضية لتلك النواميس التي تسري قواعدها على الجميع.
أخيراً.. علينا ألا نخجل من الاعتذار لشعبنا والاعتراف بأننا ما زلنا متسربلين برسم الخطيئة، رغم مرور أكثر من خمسة عشر عاماً من القطيعة والترقب وانتظار الرجل الرشيد، الذي سيأخذ بأيدينا سويَّاً إلى صراط مستقيم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
الشرطة: مقتل مواطن بإطلاق نار جنوب الخليل
غزة والانتخابات الأمريكية
الأكثر قراءة
وزارة العمل وجمعية قدسنا توقعان اتفاقيتي تعاون لتعزيز فرص العمل في القدس
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
في ظل تعقيدات المشهد الفلسطيني.. محاولة لاستقراء الغيب!!