Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 24 ديسمبر 2024 8:45 صباحًا - بتوقيت القدس

يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة

القدس-خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم

د. مناويل حساسيان: إسرائيل تعتبر البابا فرانسيس معادياً للسامية وترى أن ترويجه لرسالة المسيح يتعارض مع سياستها

المطران عطا الله حنا: موقف البابا والفاتيكان من حرب الإبادة في غزة يعبر عن وضوح التضامن مع الشعب الفلسطيني

د. منذر إسحاق: إسرائيل بدأت تدرك انكشاف صورتها الحقيقية أمام العالم كنظام استبدادي وعنصري يقترف جرائم حرب

عيسى قسيسية: رسالة الميلاد رسالة أمل وحب وسلام تضامناً مع الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم في الأرض المقدسة

هند خوري: مغارة الميلاد في الفاتيكان جسدت هذا العام رمزية خاصة بظهور الطفل يسوع متلفعاً بالكوفية الفلسطينية

يوسف ضاهر: ردود الفعل الإسرائيلية على الكوفية في الفاتيكان تكشف ازدواجية المعايير واستغلال الدين لأهداف سياسية

تامر مليحة: البابا يمثل أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم ومواقفه ذات أهمية كبيرة خاصة في القضايا السياسية والدينية

جورج سحار: رد فعل الاحتلال الغاضب من موقف البابا يعكس عنجهية وتجاهلاً للقانون الدولي والشرائع السماوية

 

أثار مشهد الكوفية وقد تلحف به مجسم ليسوع الطفل في حاضرة الفاتيكان جنون إسرائيل التي لم تتأخر في توجيه تهمتها الجاهزة إلى قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس بأنه معادٍ للسامية، كما فعلت مع أمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووكالة الغوث الدولية "الأونروا وغيرهما، متناسية أن قداسة البابا يمثل ملياراً ونصف المليار مسيحي كاثوليكي في العالم.


وقد جاءت مشهدية الكوفية كرمز فلسطيني لا لبس فيه، وقد تدثر بها مجسم السيد المسيح الفلسطيني، الذي ولد في بيت لحم وعاش في الناصرة، في حاضرة الفاتيكان عشية بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد غداً الأربعاء، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، موقعةً في كل ساعة المزيد من الضحايا الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء.


وقد عكست رسالة الميلاد التي صدرت عن الفاتيكان والكنائس المسيحية الأخرى، سواء الكاثوليكية أو الأرثوذكسية وغيرها، اتساع رقعة التضامن الدولي مع الفلسطينيين، وازدياد عدد المطالبين بوقف المأساة والكوارث الإنسانية التي تسببها الحرب في غزة، والتي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.


 رجال دين وأكاديميون وناشطون ومؤثرون مسيحيون، تحدثوا لـ"القدس" والقدس دوت كوم، رأوا أن ردود الفعل المجنونة وغير المسبوقة لإسرائيل من ظهور الكوفية الفلسطينية في الفاتيكان ومواقف قداسة البابا من جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي تقترفها منذ أربعة عشر شهراً، تظهر أن دولة الاحتلال بدأت تدرك انكشاف صورتها الحقيقية أمام العالم كنظام استبدادي وعنصري يقترف جرائم حرب، متجاهلاً القانون الدولي والشرائع السماوية.

 

مذود المسيح في الفاتيكان يتّشح بالكوفية الفلسطينية 

 

وقال أ.د. مناويل حساسيان السفير الفلسطيني في الدنمارك أنه ليس من الغريب أن تتخذ إسرائيل موقفًا معاديًا تجاه الفاتيكان في الآونة الأخيرة، خصوصًا منذ اندلاع ما وصفه بحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة. 


وأشار إلى أن الفاتيكان أعربت مرارًا عن رفضها للعدوان الغاشم، الذي يدمر ويقتل بلا هوادة شعبًا أعزل يطمح فقط إلى حياة كريمة ومستقرة.


وشدد على أن قتل الأطفال والنساء والشيوخ يشكل إبادة جماعية ووصمة عار على المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزًا عن الضغط على دولة الاحتلال لوقف هذه المجازر المروعة بحق الإنسانية.


وأضاف: "إسرائيل، بحربها هذه، ضربت بعرض الحائط كل المفاهيم الإنسانية والأخلاقية، وبتصرفاتها كدولة فوق القانون، بدعم من الولايات المتحدة، تُظهر عارًا مشينًا على المجتمع الدولي."


وتعليقاً على احتفال بابا الفاتيكان بتغطية المذود بالكوفية الفلسطينية، أكد حساسيان أن الكوفية تعبّر رمزيًا عن التراث الثقافي الفلسطيني، ولا يمكن اعتبارها رمزًا للعنف كما تدّعي إسرائيل. 


وأوضح أن اتهام البابا فرانسيس بمعاداة السامية يعكس ردة فعل قوية من دولة الاحتلال، التي ترى في هذا الموقف تحديًا واضحًا لممارساتها المعادية للشعب الفلسطيني في كل مكان.


ولفت إلى أن مواقف إسرائيل تجاه الفاتيكان والمسيحية عمومًا باتت واضحة، حيث تنزعج من السياقات التاريخية والرمزية التي تربط فلسطين بالمسيحية والمسيح. 


وأضاف: " إن استخدام الرمزية المتعلقة بيسوع المسيح يمثل بشكل أو بآخر مناصرة الفلسطينيين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، في مواجهة الإبادة الجماعية."

 

الحقائق التاريخية والرموز لا تعجب دولة الاحتلال

 

وأكد حساسيان أن البابا فرانسيس، باعتباره قائدًا روحيًا لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، يمتلك تأثيرًا كبيرًا في القضايا الدولية، وبالأخص في ما يتعلق بمعاناة الشعب الفلسطيني. 


وأوضح أن اعتراض إسرائيل على الكوفية ينبع من ارتباطها الواضح بمناهضة سياسات الاحتلال، ما يعقد من رسائل الفاتيكان التي توظف الرموز الدينية لتوجيه مواقف سياسية تدعم الحق والعدل.


وأضاف: "إسرائيل تعتبر البابا فرانسيس معاديًا للسامية، وترى أن ترويجه لرسالة المسيح، التي تدعو للحب والسلام، يتعارض مع مواقفها وسياستها."


وأشار حساسيان إلى أن إسرائيل تُظهر انزعاجها من السياقات التاريخية التي تصف المسيح بأنه فلسطيني، ومعاناته على الصليب كرمزية تشبه معاناة الفلسطينيين اليوم. 


وقال: "هذه الحقائق التاريخية والرمزية لا تعجب دولة الاحتلال، لكنها تبقى شاهدة على الظلم ومعبرة عن رسالة أمل ".

 

 

رسالة الفاتيكان يجب أن تحرك ضمائر الأحرار بالعالم

 

من جانبه، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، إن موقف قداسة البابا والفاتيكان من حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة يعبر عن وضوح كبير في التضامن مع الشعب الفلسطيني.


وأشار المطران حنا إلى أن رسالة الميلاد التي صدرت عن الفاتيكان والكنائس المسيحية الأخرى، سواء الكاثوليكية أو الأرثوذكسية وغيرها، تعكس اتساع رقعة التضامن الدولي مع الفلسطينيين، وازدياد عدد المطالبين بوقف المأساة والكوارث الإنسانية التي تسببها الحرب في غزة، والتي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.


وأضاف "إن حضور الكوفية الفلسطينية في المشهد قرب شجرة الميلاد في الفاتيكان يحمل دلالات مهمة، خاصة وأن قداسة البابا استقبل وفدًا فلسطينيًا قبل أيام."


 وأكد حنا أن رسالة الفاتيكان يجب أن تصل إلى كل مكان في العالم لتحرك ضمائر الأحرار.

 

دعوة للصلاة من أجل وقف الحرب على غزة

 

وفي سياق حديثه عن عيد الميلاد المجيد، أوضح المطران حنا أن الاحتفال بالمناسبة، سواء حسب التقويم الغربي في 25 ديسمبر أو الشرقي في 7 يناير، يعكس وحدة الرسالة والمضمون رغم اختلاف التواريخ.


وقال: "نحن كمسيحيين فلسطينيين، ومن قلب فلسطين، وتحديدًا من القدس وبيت لحم، نطالب الكنائس المسيحية في العالم برفع الدعاء والصلاة خلال عيد الميلاد من أجل وقف الحرب على غزة، وتحقيق العدالة المفقودة في فلسطين، وإنهاء معاناة شعبنا".


واكد المطران حنا في نهاية تصريحه على تقدير موقف بابا الفاتيكان وكل المرجعيات الروحية المسيحية الأخرى، سواء الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية، التي أصدرت مواقف وبيانات واضحة تعبر عن دعمها للشعب الفلسطيني ومعاناته.

 

 

إسرائيل تخسر احتكارها للرواية

 

بدروه، قال القس الدكتور منذر إسحاق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، إن إسرائيل بدأت تدرك انكشاف صورتها الحقيقية أمام المجتمع الدولي كنظام استبدادي وعنصري يقترف جرائم حرب. 


وأوضح إسحاق أن أكثر ما تخشاه إسرائيل هو تأثير هذه الصورة السلبية على الشارع الغربي، مشيرًا إلى أن الكنائس تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل هذه الصورة أمام الرأي العام.


وأضاف إسحاق: "إن جزءًا من الصراع الحالي هو صراع الرواية، إذ أن خسارة إسرائيل لاحتكارها للرواية المنتشرة في الغرب بشأن ما يحدث في فلسطين قد ينعكس بشكل كبير على المواقف السياسية الدولية تجاهها".


وفيما يتعلق بموقف الفاتيكان تجاه الحرب على غزة، أكد القس إسحاق أن الكنيسة الكاثوليكية تدرك تمامًا ما يحدث في غزة، خاصة بعد استهداف كنيسة كاثوليكية هناك، ما أدى إلى استشهاد ثلاث سيدات، إحداهن خارج الكنيسة.

 

البابا فرنسيس: الحرب على غزة هزيمة للإنسانية

 

وأشاد بمواقف قداسة البابا فرنسيس، الذي وصف الحرب بأنها هزيمة للإنسانية، داعيًا إلى فتح تحقيق في جرائم الحرب.


وأكد إسحاق على ضرورة أن تطالب جميع دور العبادة والقيادات الدينية، بغض النظر عن انتماءاتها، بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.


وأشار إسحاق إلى أن مواقف الفاتيكان هي خطوة إيجابية، داعيًا الكنائس والقيادات الكنسية الأخرى إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة، واصفاً ما يحدث في غزة بأنه "حرب إبادة".


وتطرق القس إسحاق إلى الهجمة الأخيرة ضد الكوفية الفلسطينية، معتبرًا أنها تكشف عنصرية بغيضة موجهة ضد الفلسطينيين. 


وقال: "إن جميع شعوب العالم تنظر إلى المسيح على أنه قريب منها وتجسد شخصيته كجزء من ثقافتها، إلا أن الفلسطينيين يُحرمون من هذا الحق، رغم أن المسيح وُلد في بيت لحم، ونشأ في الناصرة، وهما من المدن الفلسطينية.


وأضاف: "إن هذه العنصرية من الغرب تطال أيضًا الكنيسة الفلسطينية، مشددًا على أن المسيح، بالنسبة للفلسطينيين، هو ابن بيت لحم الذي عاش تحت الاحتلال، ودعا إلى العدل، وتعرض للظلم والقتل على يد الاحتلال الروماني.


وختم إسحاق قائلاً: "نرى في المسيح صورة لمعاناة الإنسان الفلسطيني اليوم.

 

في الحرب يخرج الجميع مهزومين

 

من جهته، أكد السفير عيسى قسيسية أن موقف الكرسي الرسولي تجاه القضية الفلسطينية يعتمد على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.


وأوضح أن الفاتيكان اعترفت بدولة فلسطين على حدود عام 1967، من خلال الاتفاقية الشاملة التي وقعتها دولة فلسطين مع حاضرة الفاتيكان في العام 2015.


وأضاف قسيسية: "إن إسرائيل تعارض وترفض الاعتراف بالكيانية الفلسطينية المستندة إلى حق تقرير المصير والقانون الإنساني الدولي.


وأشار السفير إلى أن قداسة البابا فرانسيس، منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، يطالب في كل مناسبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي معيقات، إضافة إلى تحرير الأسرى. وأكد البابا أن الحرب تمثل هزيمة للإنسانية، قائلاً: "في الحرب، يخرج الجميع مهزومين، ولا يوجد منتصرون".


واستعرض السفير كتاب البابا فرنسيس الجديد بعنوان "الرجاء لا يخيب... حجاج نحو عالم أفضل"، الذي أصدره بمناسبة عام اليوبيل للكنيسة الكاثوليكية. 


وأوضح أن البابا شدد في كتابه على ضرورة التحقيق في إمكانية وقوع إبادة جماعية، مؤكداً على أهمية احترام الكرامة البشرية.

 

مواقف من أعلى قامة روحية دينية كاثوليكية

 

وشدد السفير قسيسية على أن مواقف البابا تنبع من أعلى قامة روحية دينية كاثوليكية، ومن منطلق أخلاقي وديني، مستذكراً رسالة الميلاد التي تحمل معاني الأمل، الحب، والسلام، وخاصة للمظلومين. 


وفي هذا السياق، أوضح أن رسالة الميلاد هذا العام رسالة أمل وحب وسلام تمثل تضامناً مع الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم في الأرض المقدسة، وتشكل إضاءة على ما تبقى من الضمير العالمي.


وأكد السفير أن مغارة الميلاد التي وصلت إلى حاضرة الفاتيكان بثوبها الوطني وتراثها ورمزيتها الدينية، جاءت من قلب مدينة بيت لحم لتذكّر العالم بأن مولد المسيحية كان في فلسطين، أرض القداسة.


كما أوضح أن رسالة الطفل يسوع، التي هي رسالة المحبة والسلام، تنطلق من بيت لحم الجريحة والحزينة، مشيراً إلى أن الحضور المسيحي الأصيل المتبقي في فلسطين يستصرخ ضمير العالم لرفع الظلم وتحقيق العدالة والسلام.


وفي ختام تصريحه، شكر السفير قسيسية حاضرة الفاتيكان على استقبالها الدافئ لمغارة الميلاد، من عائلات ومؤسسات، وعلى بركة قداسة البابا لهذه المغارة التي تحمل معاني الوطنية والإيمان.

 

البيان البابوي يطالب بإنهاء المعاناة الفلسطينية

 

من جانبها، قالت وزيرة القدس السابقة هند خوري: "في هذه الأوقات القاتمة والمؤلمة التي تمر بها فلسطين وشعبها، حيث تستمر الإبادة الجماعية في غزة بأبشع أشكالها، أصبحت فلسطين رمزًا عالميًا لفقدان البوصلة الإنسانية والأخلاقية، وشرعنة القتل والدمار.


وأضافت: "في هذا السياق، سعدنا، وسعدت معنا الضمائر الحية في العالم، بالبيان البابوي بمناسبة أعياد الميلاد الذي طالب بإنهاء المعاناة الفلسطينية." 


وتابعت: "لقد جسّدت مغارة الميلاد في الفاتيكان هذا العام رمزية خاصة، حيث ظهر الطفل يسوع ملتحفًا بالكوفية الفلسطينية، في إشارة إلى الأمل بحياة أفضل، وتأكيدًا على رسالة الميلاد التي تدعو إلى السلام والأمان لكل شعوب الأرض، بما فيهم الشعب الفلسطيني".


وقالت: إنه من المؤسف أن تستمر السياسات الإسرائيلية والصهيونية في سعيها لتدمير الشعب الفلسطيني وتشريده، مستغلةً سياسة القوة وكل أدوات التأثير الممكنة عالميًا، سواء كانت عسكرية، أو دبلوماسية، أو إعلامية، أو سياسية، أو قانونية، أو اقتصادية.

 

إسرائيل تحاول إسكات أي تضامن مع الشعب الفلسطيني

 

وأكدت خوري أن هذه الأدوات تهدف إلى محاربة حرية التعبير، خصوصًا في الدول الغربية، وإسكات أي تضامن مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والمساواة على أرضه، ووقف الإبادة المستمرة في غزة لأكثر من عام دون توقف أو رحمة. وليس من المستغرب أن تشمل هذه الحرب أيضًا الفاتيكان.


وأوضحت أن معركة بناء الأمل هي جهد شاق، لكن محاسبة بطش القوة تبدأ مع أصوات جريئة وحكيمة وصادقة من قبل صانعي القرار في العالم، بدلاً من سياسات المصالح العمياء. 


وقالت خوري "إنه ربما أراد البابا فرنسيس، من خلال صورته بجانب الطفل يسوع الملتحف بالكوفية الفلسطينية، أن يوجّه رسالة للعالم بأهمية العودة إلى صوت العدل وإلى القيم التي تدعو إليها الرسالات السماوية. كما يقول النبي ميخا في الكتاب المقدس: "افعل العدل وأحب الرحمة وامشِ بتواضع مع الرب."

 

الكوفية الفلسطينية في الفاتيكان تثير جنون إسرائيل

 

بدوره، أكد يوسف ضاهر، منسق مكتب مجلس الكنائس العالمي في القدس، أن ردود الفعل الإسرائيلية تجاه ظهور الكوفية الفلسطينية في الفاتيكان تكشف عن ازدواجية المعايير واستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية.


وقال ضاهر: "بمجرد رؤية الكوفية في الفاتيكان، جن جنونهم. وبدل أن ينتقدوا الأمر دبلوماسيًا، ذهبوا إلى التصريحات التي تؤكد أن المسيح من نسب يهودي وُلد لعائلة يهودية. الآن يعترفون بأن المسيح وُلد في بيت لحم وصُلب في القدس.


وأوضح أن الكوفية الفلسطينية ترمز إلى شباك الصيد التي لها جذور في الكتاب المقدس والأمثال وحياة المسيح، تمامًا كرمزية أوراق الزيتون.


وأشار ضاهر إلى أن الضغوط الدبلوماسية الإسرائيلية على الفاتيكان والكنائس الغربية ليست جديدة، بل تصاعدت في الآونة الأخيرة، مضيفا "إذا تمكنوا من تجريم الأونروا ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، فماذا ننتظر أكثر؟!".


وفي ختام حديثه، أكد ضاهر أن المغارة مشهد العائلة المقدسة في ليلة الميلاد، المنحوتة من خشب زيتون فلسطيني، والتي تزين إحدى أهم قاعات الفاتيكان، يظل شاهدًا وتذكر العالم المسيحي بمدن بيت لحم، والقدس، والناصرة، وجميع المدن الفلسطينية. 

 

 

مليار ونصف المليار مسيحي كاثوليكي في العالم

 

وقال المحامي تامر مليحة وهو ناشط سياسي واجتماعي "إن موقف البابا والفاتيكان ذو أهمية كبيرة، خاصة في القضايا السياسية والدينية، حيث يمثل البابا أعلى سلطة دينية مسيحية في العالم، إذ يبلغ عدد الكاثوليك عالميًا حوالي مليار ونصف المليار".


وأكد أن مواقف الفاتيكان تحظى بتأثير دولي وتعاطف أممي ومسيحي، وغالبًا ما يُعتبر موقفه تعبيرًا عن مواقف جميع الكنائس الكاثوليكية. كما أن لهذه المواقف تأثيرًا على الكنائس الأخرى، سواء الأرثوذكسية أو البروتستانتية.


وأشار مليحة إلى أن تعاطف الفاتيكان، ممثلًا بالبابا، مع القضية الفلسطينية يحمل أبعادًا إنسانية، إذ ينبع أولًا من العدالة الحقوقية والشرعية للشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال، إضافة إلى الأهمية الدينية للأراضي المقدسة.


وتابع: أما الغضب الإسرائيلي وردود الفعل الغاضبة تجاه الفاتيكان بعد وضع الكوفية الفلسطينية على مذود الطفل يسوع، فتعكس قلق الإسرائيليين من الربط الرمزي بين الطفل يسوع والقضية الفلسطينية. 


وقال: ترى إسرائيل أن هذا الربط يُظهر الطفل يسوع المسيح كأنه ذو أصول فلسطينية، ويشير إلى معاناته وآلامه على يد جهات مشابهة لتلك التي تسبب آلامًا للأطفال الفلسطينيين اليوم.


ورأى الناشط مليحة أن الإشكالية تكمن في الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، الذي يمثل استمرارًا للمعاناة منذ أكثر من 2000 عام على يد الجهة نفسها. 


وأكد أن هذا يفسر القلق الإسرائيلي من مواقف الفاتيكان وإمكانية تأثيرها على العالم المسيحي والعالم الحر، خاصة في ظل الصورة السيئة التي ظهرت بها إسرائيل بعد حرب الإبادة على غزة، وما نتج عنها من زيادة في عزلتها السياسية على الساحة الغربية.

 

موقف البابا يتحدى العنجهية الإسرائيلية

 

أما الناشط المختص في الشأن الكنسي، جورج سحار، فقد أكد أن رد الفعل الغاضب من الاحتلال الإسرائيلي تجاه موقف قداسة البابا يعكس عقلية عنجهية وتجاهلًا تامًا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان والشرائع السماوية.


وقال سحار: "يتصرف الاحتلال وكأنه يمتلك الحق المطلق في هدم بيوت الفلسطينيين، وقتلهم، وتهجيرهم، بينما لا يحق لأي جهة انتقادهم أو مساءلتهم. أنهم يتصرفون وكأنهم فوق القانون الدولي والشرائع السماوية".


وأشاد سحار بالموقف الإنساني الذي عبّر عنه قداسة البابا، مضيفاً: إنه يتحدى العنجهية الإسرائيلية، حيث أبدى تضامنه مع الفلسطينيين في رسالة الميلاد التي تحمل معاني الحب والسلام. 


وأضاف: "رسالة الميلاد التي ترنمت بها الملائكة في سماء فلسطين، وتحديدًا في بيت لحم، "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام"، هي رسالة إلهية موجهة للبشرية جمعاء، ورسالة حملها أجدادنا الأوائل إلى العالم كله".


وأشار الناشط سحار إلى أن الفلسطينيين اليوم شعب مضطهد يعاني من انتهاكات مستمرة، مؤكدًا أن رسالة قداسة البابا التضامنية جاءت لتشملهم في معاني الميلاد ورسالته العميقة للحب والسلام.


وختم سحار بالقول: "رسالة الميلاد ليست حكرًا على أحد، بل هي رسالة للبشرية جمعاء، ورسالة قداسة البابا أكدت أن الفلسطينيين، رغم معاناتهم، جزء أساسي من هذا السلام الذي يحتاجه العالم".

دلالات

شارك برأيك

يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة

ستوكهولم - السّويد 🇸🇪

ابو حمزة المهاجر قبل حوالي 2 ساعة

النصاري الخنازير المجرمين اعداء الله ورسوله هم اخوان وشركاء لليهود قتلة الانبياء في العداء للمسلمين الموحدين وشركاء لهم في الحرب على دين الله ورسوله وشركاء لهم قتل وسفك دماء المسلمين .

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 295)