حديث القدس

عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعا بحثت خلاله المستجدات السياسية ووجهت نداء الى المجتمع الدولي للتوقف عن الكيل بمكيالين وفرض المقاطعة الشاملة على الاحتلال ومحاكمته امام المحاكم الدولية وخاصة المحكمة الجنائية، كما دعت الى حوار وطني شامل لتجسيد الوحدة الوطنية.

على الصعيد الثاني، دعا الناطق باسم حماس فوزي برهوم في تصريحات صحفية الى تشكيل حالة ردع مستمرة لمنع الاحتلال من التمدد وتحقيق اهدافه، وهذا يتطلب كما اكد برهوم، الاسراع في تشكيل جبهة وطنية عريضة وخلق حالة اكثر قوة وتماسكا.

وفي المقابل وفي الوقت نفسه تقريبا، صادق الاحتلال على اقامة مستوطنة صناعية جديدة على اراضي محافظتي قلقيلية وسلفيت ومصادرة نحو 320 دونما من الاراضي التابعة لعدد من البلدات والقرى في المنطقة، اي اننا نستمر في تكرار الكلام النظري والمثالي دون تحقيق اي شيء او اتخاذ اية خطوة عملية لترجمة الكلام الى افعال.

ان شعبنا لا يرى فقط ما يمارسه الاحتلال، ولكنه يعاني من ذلك ويدفع الثمن غاليا من ارضه ومستقبله، ولم يعد الكلام النظري يثير اي اهتمام لديه، فقد سمعه مرارا وتكرارا بألسنة القادة الحاليين والسابقين ايضا.

لقد قلنا وقال الشعب كله، اننا نقف امام تحديات مصيرية تهدد كل شيء وتقتل كل احلامنا وتطلعاتنا والمطلوب التوقف الكامل عن الكلام السياسي النظري او مجرد الدعوات والمطالبة، ولا بد من اتخاذ خطوات عملية وميدانية تحقق اولا وقبل كل شيء استعادة الوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا متماسكا لمواجهة تحديات الاحتلال وكل ممارساته التوسعية التي تهدد وجودنا ومستقبلنا، ولم يعد للكلام اية قيمة او اهمية ولم يعد احد من المواطنين يستمع اليه او يهتم به.

لقد سئم شعبنا من الاجتماعات والبيانات ويريد افعالا حقيقية، واذا كان انهاء الانقسام امرا غير ممكن بسبب مواقف المصالح والزعامة، فان ابسط ما يمكن فعله هو اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة في غزة والضفة معا لكي يقول الشعب كلمته ويختار قيادته، ولقد كرر الكثيرون هذا الكلام الهام ولكن احدا ممن يعنيهم الامر لم يستجب لذلك.