Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 17 يونيو 2022 10:40 مساءً - بتوقيت القدس

هكذا أعدم الاحتلال شهداء الفجر الجديد في جنين!

جنين –  "القدس " دوت كوم - تقرير: علي سمودي - لم يعد يمر أسبوع على أهالي مدينة ومخيم جنين ، دون إقامة نصب تذكاري جديد، تخليدًا للنشطاء أو المقاومين أو الضحايا الذين يسقطون شهداء برصاص قوات الاحتلال التي أرغمت المواطنين فجر اليوم على  إضافة نصبًا جديدًا في حي الدبوس بالمدينة، بعدما أعدمت بدم بارد الشهداء الثلاثة: براء كمال لحلوح، وليث صلاح أبو سرور، ويوسف ناصر أبو صلاح.


عند نحو الساعة الثانية فجرًا، بدأت قوات الاحتلال وعلى غير العادة هذه المرة باقتحام جنين بمشاركة وحدات من المستعربين، قادمةً من القرى الشرقية الحدودية والجدارية، فقوعة وجلبون، نحو المدينة التي تنتظر منذ أسابيع تنفيذ تهديدات وقرار الاحتلال بهدم شقة سكنية للشهيد رعد خازم، وليتصدى لها المقاومون كما فعلوا باستمرار طوال تلك الفترة الأخيرة.


وبينما كانت دوريات الاحتلال تقتحم المناطق في محيط الشقة السكنية للشهيد رعد بمنطقة المدارس ودوار الحي الشرقي، كانت الوحدات الخاصة تداهم المنازل المطلة على المنطقة واحتلال العمارات العالية ونصب القناصة عليها، في وقت تحولت فيه شوارع المدينة لساحات مواجهة، بإلقاء عبوات وزجاجات حارقة وسط إطلاق رصاص كثيف من قبل مجموعات المقاومة، فكانت الصورة مختلفة في منطقة المراح وحي "الدبوس"، الذي شكل أحد أهم القلاع والمواقع التي احتضنت المطاردين والمناضلين خلال انتفاضة الحجر، والذي عاش ليلة صعبة علت فيها أصوات الرصاص الغزير، ليقض النائمين وينتزعهم من فراشهم مذهولين ومهرولين نحو نوافذ منزلهم لمعرفة ما يجري.


تتالت زخات الرصاص لتفرض على المواطنين القلق والرعب في ظل انقطاع الصوت والمشهد والخبر، لكن الخمسينية أم عمار الأقرب منزلها لصوت الرصاص، خاطرت بحياتها، وتسللت بحذر لنافذة منزلها لمعرفة ما حدث، ورغم أن حلكة الليل منعتها من معرفة الحقيقة، لكن لهجة المتحدثين العبرية وهم يصرخون جعلتها تدرك أن مصدر الرصاص هم جنود الاحتلال، فعادت كما تقول لغرفة آمنة حتى لا تقع ضحية وتفقد حياتها، لكن لم يغمض لها جفن "فقد شعرت أن الرصاص كان يهدف للقتل"، كما قالت.


خيمت أجواء القلق والرعب في المنطقة، رغم توقف إطلاق النار بعد وقت قصير، فقد كان صوت دوريات جيش الاحتلال - كما يقول المواطن أبو خليل - "يخترق الجدران ويصل لمنزلنا، حتى استيقظت على اطلاق النار الكثيف الذي شعرت حينها وكأنه داخل منزلي، ولكنني لم أتمكن من الاقتراب من النافذة بسبب انتشار قوات الاحتلال في كل مكان، وشعرت برعب وخوف على أسرتي، وعندما انسحبوا وشاهدت المنظر، اقشعر بدني وأُصبت بصدمة واغماء، فقد مزقوا مركبة متوقفة بالحي بالرصاص، ولاحظت وجود شبان داخلها".


مع انسحاب دوريات الاحتلال من حي الدبوس، تدافع الأهالي والنشطاء للموقع، فكانت الصدمة الرهيبة والمنظر المؤلم، كما يروي الشاب سامي خالد: "شاهدنا شبان لا يتحركون والدماء تسيل على الأرض، وكان الجميع يصرخ الله أكبر قتلوهم"، وبسرعة انتشلوا الأهالي، الشبان الثلاثة الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل ان يغادر جنود الاحتلال الموقع.


ويقول والد الشهيد يوسف أبو صلاح: "قتلوهم وأعدموهم بدم بارد، وانسحبوا بعد ارتكابهم الجريمة البشعة".


وروى سكان الحي، أن قوات الاحتلال حاصرت المركبة وأطلقت النار بشكل مباشر عليها.


ويضيف الجريح المقعد ناصر أبو صلاح: "حسب ما أبلغنا الأهالي، فإن دورية اسرائيلية اعترضت المركبة التي كان بداخلها ابني يوسف ورفاقه ليث وبراء خلال محاولتها الانسحاب من المنطقة، وبسرعة وخلال ثوانٍ معدودة، حاصرتهم دورية عسكرية، وأصبحوا تحت مرمى الحصار والنيران دون أن يطلب منهم الجنود تسليم أنفسهم".


 العملية استغرقت عدة ثواني، كما وثقها شاب بجهازه الخلوي من مسافة بعيدة، ورغم عدم وضوحها، يظهر فيها جنود مترجلين يطلقون النار نحو المركبة، وتتفق روايات الشهود التي وثقها مراسل "القدس " دوت كوم، على أن الاحتلال رصد مركبة الشبان الثلاثة من خلال طائرات استطلاع كانت تحلق في المنطقة على ارتفاع منخفض، وعندما وصلوا لحي الدبوس، باغتتهم الدوريات وحاصرتهم، ولم يتمكن الشبان من الهرب، لكن الأهم كما يقول والد الشهيد براء "أنهم لم يطلبوا منهم تسليم أنفسهم، فقد أطلقوا النار عليهم على مرحلتين وخلال لمح البصر".


 يتفق لحلوح مع الشهود، بأن الجنود أطلقوا النار مباشرة نحو المركبة، ثم ترجلوا وأطلقوا رشقة ثانية من الرصاص بشكل مباشر نحو الزجاج الأمامي وجوانب المركبة، وبعدما تأكدوا من اعدامهم، انسحب الجنود من الموقع.


فيما يتساءل والد الشهيد أبو سرور: "لماذا لم يعتقلوهم؟"، مضيفًا: كان بإمكانهم إطلاق النار في الهواء أو على الأطراف السفلية واعتقالهم، لكنهم قتلوهم بدم بارد ودون سبب، وبنفس الطريقة، كان قد أعدموا ابني القائد في سرايا القدس علاء أبو سرور عندما هاجموا مركبته وسط جنين، واغتالته الوحدات الخاصة مع رفيقه مصطفى البرباري.


ويضيف: القتل والإعدام مستمر، فأين العالم ومؤسسات حقوق الإنسان أمام جرائم الاحتلال؟، لكن رغم ألمنا، سنبقى نفخر ونعتز بالشهداء.


انتشل الأهالي الشهداء، لكن المشاهد الصادمة لم تنتهي، فقد انتشرت وتطايرات دماءهم في كل مكان، داخل المركبة التي توزع فيها الرصاص وعلى الأرض، وازدادت حدة الغضب والسخط بعد تحديد هويتهم، فهم ينتمون لأسر قدمت الشهداء والجرحى والأسرى.


وأفاد أطباء في غرفة الطواريء بمشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي لـ"لقدس" دوت كوم، أن الشهداء لفظوا أنفاسهم داخل المركبة بسبب تعرضهم للإصابة برصاص الاحتلال في أنحاء متفرقة من أجسادهم أدت لنزيف حاد.


في نفس الوقت، تؤكد الروايات أن جنود الاحتلال هم نفذوا عملية الإعدام وليس عناصر وحدة خاصة، فيما اتهمت المقاومة والقوى الوطنية والإسلامية وعائلات الشهداء، الاحتلال بإعدامهم بشكل متعمد ضمن جرائمه االمستمرة واستهدافه لمدينة ومخيم.


 الجميع ينظر بخطوة وغضب لما حدث في جنين، ورغم أن الجميع كان يتوقع حملات واجتياح واغتيالات، كما قال أمين سر إقليم حركة فتح عطا أبو ارميلة لمراسلنا، لكن الاحتلال في هذه العملية غير أسلوبه، فقد كانت العمليات تنفذ من معابر وحواجز سالم ودوثان والجلمة، لكن الاحتلال فاجأ الجميع بالانطلاق من المحور الشرقي من المدينة عبر الفتحات في سياج الفصل العنصري حتى يتلافى عمليات الرصد الدقيقة من المواقع الأخرى.


ويقول الناشط حسن سليم: اعتدنا على المداهمات من مناطق محدودة، لكن المخابرات غيرت تكتيكها لأنهم يعلمون بقيامنا برصد تحركاتهم وكشفهم، وتسللوا بسرعة من فتحات الجدار، ووصلوا إلى قلب المنطقة حيث منزل الشهيد رعد، واعتقدنا أن الهدف هدم المنزل.


ويضيف: عندما كانت الانظار تتركز على هذا المحور، كان الاحتلال يركز على استدراج المقاومين ورصدهم، وقد تمكن من رصد المركبة وإعدام ركابها الذين كانوا من المقاومين والناشطين الأبطال.


الغضب من اغتيال الشهداء تجلى في المسيرات التي تقدمها عشرات المقاتلين المسلحين من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس ، والذين عبروا في بياناتهم عزمهم على إكمال المسيرة والمعركة وتحدي الاحتلال، بينما سارع سكان حي الدبوس وعدد من رفاق الشهداء، لإقامة نواة للنصب التذكاري الجديد للشهداء يوسف وبراء ولؤي، فجمعوا الرصاص وحافظوا على الدم وزينوا المكان بعلم فلسطين، لتبقى هذه الجريمة كما قال والد الشهيد يوسف: "حية وماثلة في الأذهان كدليل على ظلم الاحتلال وضرورة محاسبته ومحاكمته حتى تتوقف الجرائم بحق شعبنا".

دلالات

شارك برأيك

هكذا أعدم الاحتلال شهداء الفجر الجديد في جنين!

-

موسى ابو علاء قبل أكثر من 2 سنة

عملاء في الارض مع الطيران هكذا يبدو

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 109)