Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 18 مايو 2022 11:36 صباحًا - بتوقيت القدس

آبار قلقيلية الارتوازية شاهدة على جرح النكبة

قلقيلية - "القدس" دوت كوم - مصطفى صبري- ظاهرة الآبار الارتوازية في مدينة قلقيلية تعتبر من الظواهر النادرة في فلسطين، فقصة هذه الآبار تعود إلى جرح النكبة عام 1948 بعد أن قامت دولة الاحتلال على أراضي فلسطين التاريخية، وتم تهجير أصحاب الأراضي عن أرضهم، والمواطنين عن قراهم وبلداتهم، وبعد ضياع أراضي قلقيلية الخصبة في السهل الساحلي اضطر الأهالي إلى استصلاح أراضيهم في مناطق الـ67 وكانت في معظمها مناطق صخرية وبدون ماء.


تمتلك قلقيلية والقرى المجاورة لها أكثر من 70 بئرًا ارتوازيًا، تم حفرها في الخمسينيات بعد النكبة مباشرة وارتبط اسم هذه الآبار الارتوازية بالنكبة.


مشغّل البئر الارتوازي محمد خضر يقول :"تم حفر هذا البئر في منطقة المرج شمال قلقيلية من قِبل الآباء والأجداد، ودفع أهالي قلقيلية مقابل حفر هذه الآبار مصاغ نسائهم واستصلحوا أرضهم وزرعوها بالحمضيات وأشجار الجوافة والخضروات، وأصبحت منطقة المرج والكارة سلة غذاء الضفة الغربية بأكملها، حيث كانت تصدّر ولغاية الآن ثمار الجوافة والافوكادو والحمضيات مثل الليمون إلى الأردن بفضل هذه الآبار الارتوازية التي حُفِرت بشكل يدوي، وكانت وكانت تستخدم الدواب لنقل الركام الناجم عن الحفر، وتوفي العديد من المواطنين وهم يحفرون هذه الآبار بعد انهيارها عليهم".


ويشير خضر إلى أنه يصل عمق الآبار من 100 إلى 150 مترًا، وكان يتم تشغيلها بواسطة الديزل، أما اليوم معظم هذه الآبار تم تحويلها إلى الطاقة الكهربائية، فهي أقل تكلفة وأكثر سهولة في التعامل وينتج كل بئر ما بين 80 إلى 100 كوب في الساعة، ويتراوح ثمن ساعة المياه ما بين 60_70 شيكلاً، أي أن كوب الماء أقل من 1 شيكل على المزارع، وهذا يوفر فرصة للمزارعين لري مزروعاتهم بأسعار مناسبة.


مدير عام دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية المهندس أحمد عيد يقول: "محافظة قلقيلية وبالذات المدينة تنتشر في أراضيها الآبار الارتوازية الواقعة على الخط الغربي للمياه في فلسطين وهي مياه غزيرة، وقام الاحتلال من خلال الإدارة المدنية بتقييد الكميات المسموح بضخها سنويًا من خلال تركيب عدادات مياه يتم قراءتها بين الفينة والأخرى".


وأشار إلى العراقيل التي توضع أمام المزارعين في زيادة عمق الآبار نتيجة انخفاض منسوب المياه الجوفية، حيث تتجه هذه المياه في باطن الأرض من الشرق إلى الغرب، وضخ المياه في مناطق الساحل داخل أراضي 48 يؤثر على منسوب تلك الآبار.


ولفت إلى أن تور الآبار الارتوازية يشجع المزارعين لاستصلاح أراضٍ إضافية وزراعة أشجار الجوافة والأفوكادو وإقامة الدفيئات الزراعية والمشاريع ذات الطابع الانتاجي في المحافظة، مشيرًا إلى أن ذلك زاد من رقعة الأراضي المزروعة بالأشجار، وتم استصلاح أراض قريبة من المستوطنات وأقيمت مزارع نموذجية مزروعة بأشجار متنوعة.


المزارع الحاج عبدالله زيد يقول: "لقد فطن الآباء والأجداد على حفر هذه الآبار مبكرًا، وبعد النكبة مباشرة لتعويض ما ضاع من أرضهم في مناطق 48، ولو تأخروا عن حفر تلك الآبار لكانت قلقيلية جرداء، لأن الاحتلال بعد عام 1967 لم يسمح بحفر أي بئر ارتوازي بحيث يحتاج حفر الآبار الى إجراءات وتراخيص من الإدارة المدنية وهذا غير متاح، لذلك كانت قلقيلية وأهلها في سباق مع الزمن من أجل حفر الآبار واستصلاح الاراضي بعد النكبة مباشرة، الأمر الذي جعل مدينة قلقيلية زراعية بامتياز لتوفر المياه".


وتعرضت آبار قلقيلية في الستينيات إلى هجمة شرسة من قبل العصابات اليهودية وتم تفجير العديد منها انتقامًا من أهالي المدينة الذين صدوا هجمات تلك العصابات.


ويقول المزارع عبد الله جعيدي :"تم نسف الآبار القريبة من الخط الأخضر من قبل العصابات اليهودية بهدف ايقاع الخسارة في صفوف المزارعين بعد استهداف المجاهدين للكيبوتسات اليهودية المحيطة بقلقيلية من الجهة الغربية، وبعد نسف تلك الآبار تم إعادة بنائها وتأهيلها لتعود إلى العمل مجددًا في ضخ المياه من جوف الأرض إلى البيارات، وكل بئر ارتوازي يذكّر الأجيال في قلقيلية بجرح النكبة. فهذه الآبار أقيمت على أنقاض أحداث النكبة".


التوسع العمراني في مدينة قلقيلية نحو الأراضي الزراعية هدد العديد من هذه الآبار وتوقف البعض منها عن العمل لعدم وجود مساحات مزروعة، والبعض الآخر انخفض معدل عملها اليومي لتناقص المساحات المزروعة نتيجة التوسع العمراني الأفقي، فيما قامت بلدية قلقيلية بشراء العديد من هذه الآبار الارتوازية والتي أحيطت بالأبنية وتم تأهيلها وربطها بشبكة المياه العامة.  

شارك برأيك

آبار قلقيلية الارتوازية شاهدة على جرح النكبة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 105)