Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 01 مايو 2022 6:42 مساءً - بتوقيت القدس

عيدٌ جديد خلف القضبان.. الأسير سليم محمد محكوم بالمؤبد 16 مرة إضافة لـ30 عاماً

جنين– "القدس" دوت كوم-علي سمودي- عيدٌ جديد يستقبله الأسير سليم محمد سعيد (47 عاماً) في غياهب سجون الاحتلال الذي لم يتوقف عن استهدافه عبر الانتفاضتين، إذ تعرض للملاحقة، وتكرر اعتقاله الذي حرمه من مواصلة دراسته الجامعية.


 وخلال انتفاضة الأقصى، طارده الاحتلال حتى تم اعتقاله بالرغم من أن زوجته حامل، وفي أهم وأصعب لحظات العمر افتقدت رفيق دربها، لتبدد فرحة العائلة بمولودها الأول الذي رزقت به ووالده أسير يقضي حكماً بالسجن لمؤبد 16 مرة اضافة لـــ30 عاماً.


لا يزال سعيد صامداً خلف القضبان، يخوض مع رفاقه الأسرى معركة الحرية والكرامة، وأصدر كتاباً بعنوان "درب الاشواك"، مؤكداً أن الاحتلال وسجونه قادرة على انتزاع حريته، لكنها لن تنال من عزيمته ولن تخرس صوته أو توقف قلمه وأحلامه بالحرية واجتماع الشمل خاصة مع نجله الذي كبر بغيابه ولم يعرفه إلا من خلف القضبان.


صورٌ تلخص حكاية ورحلة القائد في كتائب عز الدين القسام، الأسير سليم محمد سعيد، من قرية برقة شمال غرب نابلس، روتها الصابرة أم عمر ، التي ما زالت تتمسك بالأمل الذي تزرعه في قلب ووجدان صغيرها الذي يحلم بأن يعيش في كنف والده وينام في أحضانه، ويشاركه فرحة النجاح بنتائجه المدرسية، ويقدم له هدايا الأعياد والمناسبات التي تحولت لحزن وألم في ظل غياب والده.


وتضيف: " أنجبت طفلي عمر ووالده في الأسر، فلم ينعم باحتضان والده أو تقبيله، بعدما فرقتهما قضبان السجون وإجراءات الاحتلال، فكبر وحياته مليئة بالحسرة والمعاناة، وفي كل يوم يردد على مسامعي أسئلة الشوق والحنين بألم الطفل المشتاق لعناق والده، متى سنلتقي بوالدنا بالفعل؟ ومتى تنتهي الرؤية من وراء الحديد؟".


أسئلة تعجز الوالدة الزوجة عن الإجابة عنها، فلا تملك سوى الدعوات لرب العالمين ليكرمها وطفلها بالصبر حتى يتحقق الحلم وتتكسر قضبان سجون الاحتلال الذي لم يتوقف عن استهداف زوجها الذي انتمى في ريعان الشباب لحركة "حماس" ، وكرس حياته لمسيرة الجهاد والنضال من أجل حرية وطنه وعزة وكرامة شعبه.


وتقول أم عمر: "بدأ نشاطه ومشاركته في الفعاليات خلال الانتفاضة الأولى، فاستهدفه الاحتلال بسبب نشاطه، لكن ذلك لم ينال من عزيمته ومعنوياته، واستمرت مطاردته حتى اعتقل في المرة الأولى بتاريخ 20-5-1993، وصمد في أقبية التحقيق وتحدى السجن والسجان" ، وتضيف " استمر الاحتلال في استهدافه، فلم يفرح بحريته ،وبتاريخ 2/6/1994 ، اعتقل للمرة الثانية، و عانى من التحقيق القاسي والاستجواب، إلا أنه لم يستكين لهم، وبقي صامداً في عرينه وقضى في اعتقاله الثاني حكماً بالسجن ستة أعوام".


وتروي الزوجة أم عمر، أن أسيرها، لم يتمكن من مواصلة دراسته في كلية الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، بسبب اعتقالاته المتكررة، وتتمنى أن يتحرر ليستأنف تعليمه الذي حرم منه أيضاً خلف القضبان بسبب منع الأسرى من الالتحاق بالجامعات.


الزوجة التي تحتفظ ذاكرتها بتاريخ وتفاصيل لحظات معاناة سليم خلف القضبان، أفادت أن تجارب الاعتقال والتحقيق لم تنال من زوجها، فلم يتأخر عن تأدية واجبه خلال انتفاضة الأقصى، فاستهدفه الاحتلال بعدما اتهم بقيادة الجناح العسكري لحركة "حماس " حتى اعتقل بتاريخ 2/4/2002، وهي حامل، وتقول : "في كل لحظة، ورغم صمودنا واعتزازنا بزوجي وبطولاته، نتألم على فراقه وغيابه عن بيته والأسرة، وببعده زادت مشاقي، حيث كنت أتمنى وجوده بجانبي لحظة مخاضي بعمر، الذي جاء ووالده بعيداً عنه في معسكرات التحقيق الإسرائيلية"، وتضيف "عندما اعتقل، كنت حاملاً في شهري الأخير، وداهمني ألم المخاض، وكانت تلك الفترة عصيبة بسبب الاجتياحات التي فرضها الاحتلال، فذهبت برفقة والدة زوجي، وهناك وعند وصولي للمشفى، كان أكثر ما آلمني هو طلب توقيع الزوج على إجراء عملية ولادة قيسرية، ففي تلك اللحظة شعرت كم من الهام وجود سليم لجانبي "، وتابعت:" جاء عمر، وها هو يكبر الآن، ولا يعرف والده إلا من وراء زجاج السجن، أو من خلال الصور التي كانت تريه إياها أمه، منذ أن كان صغيراً.


بصوره وحكاياتها عنه، تستحضر أم عمر زوجها ليبقى ماثلاً في ذاكرة ابنها والعائلة ولتواجه عذابات الفراق والغياب خاصة في المناسبات، وتقول " أحب عمر والده بدءاً من الصورة وتعلق به، وكان يعتقد أن والده هو الصورة فقط، لكن عندما كبر وأصبح يزور والده في السجن، أيقن أن أباه موجود وأنه ليس فقط صورة، هو موجود لكنه أسير في سجون المحتل "، وتكمل " يأتي العيد كل عام وأنا حزينة .. أرى جميع النسوة والأطفال في عائلة واحدة الزوج والزوجة والأبناء، والفرحة تغمر قلوبهم والبسمة لا تفارق شفاهم، وأقول: ليتك سليم بيننا الآن، تشاركنا الفرحة والعيد".


الزوجة التي تكرس حياتها لمتابعة زوجها الأسير، ورعاية وتربية ابنها كما يحب ويتمنى، تقول " أقسى وأصعب لحظات العمر،أن ابني يكبر شيئاً فشيئاً، وأنه بحاجة لأب يرافقه ويمشي معه ويحدثه، وهذا أمر صعب، وعمر يحاول أن يقول ما يريد لوالده في الزيارة، لكن لا يكفيه الوقت المختصر الذي تمنحه إدارة السجن"، وتضيف:" في كل مرة يزور بها عمر والده، يرجع أكثر حباً لوالده وأملاً بعناقه، متوقداً يترقب موعد الزيارة القادمة، ويروي لجميع الأقارب عن والده وبطولاته وشوقه اليه واعتزازه به، رغم انه لا يخفي حزنه وتأثره لاستمرار غيابه وبعده عنه".


رغم استهدافه خلف القضبان، وتعرضه للعقوبات من عزل ومنع زيارات، وآثار الحكم القاسي، جسد الأسير سليم صور نضال وبطولة مع إخوانه الأسرى في التصدي لإدارة السجون وممارساتها، وإضافة لمشاركته في معاركها، برز دوره الثقافي في تعزيز أدب الحركة الأسيرة، فأصدر كتابه الأول " درب الأشواك" ،والذي نشر فيه معلومات تعرض لأول مرة عن تاريخ المقاومة الفلسطينية خصوصاً في ظل انتفاضة الأقصى.


خلال اعتقاله، حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى في تخصص التاريخ، كما درس تأهيل الدعاة في الجامعة نفسها مدة عامين.

شارك برأيك

عيدٌ جديد خلف القضبان.. الأسير سليم محمد محكوم بالمؤبد 16 مرة إضافة لـ30 عاماً

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%51

%49

(مجموع المصوتين 101)