أقلام وأراء
الأربعاء 27 أبريل 2022 10:25 صباحًا - بتوقيت القدس
نكبة مدينة يافا وصمود الناصرة

بقلم:المحامي وليد ابو تايه
للحق , للامانه , للتاريخ والانتماء والعبره السياسيه الراهنه لما يدور من حولنا من احداث ،اريد ان اذكر حدثين حصلا بالتزامن في صيف ١٩٤٨ .
عند احتلال يافا , كان رئيس البلديه اسمه د . يوسف هيكل , وعند احتلال الناصره كان رئيس البلديه اسمه يوسف الفاهوم .
من شهادة ابو صبحي ابوشحاده
مدينة يافا ( عدد سكان يافا كان ١٢٠,٠٠٠ نسمه , بقي منهم فقط ١٠,٠٠٠ نسمه ) اشتد القصف على المدينة وانتشر الموت في كل مكان وأخذ دوي الإنفجارات يهز كيان ووجدان اهل المدينة .
واضاف الحاج ابو صبحي: ” بدأت الناس تتسابق على الشواطئ لأن مصر سخرت 20 سفينة لنقل الناس إلى شواطئ غزة ، ومن الناس من هاجر ماشيا إلى القدس ورام الله ونابلس والأردن ولبنان ، وبأي وسيلة المهم الهروب..؟؟؟ ".
“ وصل د. هيكل من عمان بعد ثلاثة أيام وجد المدينة فارغة وقال يا ناس أنا مهاجر ويلي بدو يهاجر ، يهاجر ، وبعد أيام هاجر رئيس بلدية يافا وهاجر معه أكثر من نصف أهل المدينة “ .
مدينة الناصره , عدد السكان كان ٨,٠٠٠ اصبح ١٥,٠٠٠ نسمه
بالمقارنة بين مصير الناصرة والمصير المأساوي لمدن يافا حيفا وطبريا وصفد وقرى "صفورية" والمجيدل ومعلول القريبة من الناصرة ، تتضح صورة مذهلة للنكبة الفلسطينية.. في ذلك الوقت المبكر ..!!
ومن هنا تتضح حكمة وصواب موقف رئيس بلدية الناصرة عام 1948 يوسف الفاهوم وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح والصعب في أكثر الأوقات سواداً على الشعب الفلسطيني ، وعلى أهل مدينته - الناصرة . حيث منع اهل الناصرة وحثهم على عدم مغادرة المدينه , ورفع العلم الابيض وقام بالتوقيع على وثيقه رسميه بالاستسلام يشمل بنودا لحماية اهل الناصره واملاكهم , وحماية الاماكن المقدسه وأن يعامل سكان الناصرة بمساواة كاملة , وضمان حقوق أولية توفر الحق بالبقاء في الوطن .
لو تصرفت الناصرة بناء على أوامر , وعود , وتكهنات من الدول العربيه لكان سكان الناصرة وقراها اليوم مبعثرين في المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان والأردن ومن تهجير قصري ثاني من مخيمات سوريا الى مخيمات لبنان في الحرب السوريه الاخيره .. ولبقيت فلسطين بلا نواطير وحراس الوطن المتمسكين بتراب وطنهم والصامدين ضد العنف والاضطهاد والإرهاب ومحاولات طمس هويتهم وتراثهم ولغتهم .
كل الدلائل تشير إلى ان قرار التسليم ، والوصول إلى وثيقة رسمية لشروط التسليم تضمن حقوقاً أولية وتوفر الحق بالبقاء في الوطن ، التي قام بها يوسف الفاهوم ، أنقذت الوجود الفلسطيني داخل الوطن ، وتحول العرب في داخل إسرائيل إلى قوة فلسطينية تقلق الحركة الصهيونية وتقف حجر عثرة في وجه مشاريعها لجعل الدولة العبرية وقفاً وحكرا على اليهود فقط . لا شك لديّ ان قرار التوقيع على الاستسلام كان الخيار الأفضل وبعيد الرؤية .
إذن التوقيع على استسلام الناصرة كان إنقاذاً لها ولأهلها ، بدونه كانت الناصرة اليوم نسخة مكررة عن طبريا وصفد مثلاً وليس حصراً... مدينة يهودية مع كنائس مسيحية يديرها بعض الكهنة ، حتى ليس من الكهنة العرب ، وجوامع مهدمة تبكي أهلها.
وقد استطاع يوسف الفاهوم ، أن يحصل على اتفاق استسلام يشمل بنوداً تحمي أهل الناصرة وأملاكهم ، والأماكن المقدسة في المدينة وأن يعامل سكان الناصرة بمساواة كاملة .
ومن هنا نتوجه الى بلدية الناصره ورئيسها ، ونقول ، حان الوقت ان تصبح الناصرة، بأحيائها وشوارعها ومدارسها ومؤسساتها سجلاً للأسماء العظيمة ، ومبعثاً لفخرنا بمدينتنا وقوميتنا. وعلى رأس هذا السجل ، شخصية أنقذت الناصرة مثل المرحوم يوسف الفاهوم , ابو عاطف ، والناصرة تعني المقياس البارومتري للواقع العربي في إسرائيل ، منذ النكبة وحتى اليوم . ألا يستحق مثل هذا الإنسان يوسف الفاهوم ، بحسه الوطني ، وبعّد نظره ، وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح في أكثر اللحظات صعوبة ومأساوية ، محكّماً عقله وحكمته ، ألا يستحق ان نطلق اسمه على مدرسة ، على شارع ، على مؤسسة تعليمية عليا ، لماذا نغيّبه في طي النسيان ؟ هل هذه وطنية ؟! ألا يستحق ان نسمي باسمه أكثر من موقع وأكثر من مكان ؟!
بالمناسبة سنة ٢٠١٠ , سمي شارع في مدينة يافا على اسم د . يوسف هيكل ..؟؟؟؟
المزيد في أقلام وأراء
بصراحة.. عن سيناريوهات "اليوم التالي"
هاني المصري
العزلة الأمريكية... فرصة لبناء قوة مضادة تفرض إرادتها
د. فوزي علي السمهوري
القمة العربية وأولوية توحيد الفلسطينيين
جمال زقوت
صاحب الصوت الذهبي.. وداعاً
د. خالد جميل مسمار
لقاء اليوم في واشنطن
حمادة فراعنة
ألم الأرض: سولستالجيا فلسطينية
د.سماح جبر
هل تدفع الدول العربية ثمن اللاموقف من حرب غزة؟
د. إبراهيم نعيرات
الترانسفير سياسة إسرائيلية بعقلية كهانية
حديث القدس
الحرب على المخيمات
بهاء رحال
انقلاب ترامب وماسك.. بين الهيمنة على واشنطن وتنفيذ مخططات التصفية
مروان إميل طوباسي
أسرى الحق والباطل
حمادة فراعنة
محور الاعتدال قوي وقادر
د. أحمد رفيق عوض
الوحدة هي الرّد المُناسب لِمُخطط تهجير أهل غزة
إبراهيم فوزي عودة
تحليلات: "الهجرة الطوعية" للغزيين ستنفذ بالتجويع أو استئناف الحرب
بلال ضاهر
إعادة رسم الأيديولوجيات الوطنية الفلسطينية: ضرورة تاريخية أم ترفٌ سياسي؟
د. إبراهيم نعيرات
آن أوان أن تحترموا مشاعرنا
حديث القدس
د. أحمد حرب في الذاكرة .. إبداع وقدرة على الإبهار
محمد زحايكة
شهيد فلسطين
حمادة فراعنة
بين الجدّ والهزل.. ترامب يوزّع كعكة الميلاد
سماح خليفة
الاعتراف الأوروبي بفلسطين في مواجهة سياسات ترامب
د. دلال صائب عريقات
الأكثر تعليقاً
حارس مستوطنة "تلمون" يقتحم أطراف رام الله ويعتدي على شرطيين ويصادر سلاحيهما

مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

أحمل نعشي على كتفي وأمشي وأمشي

الرئيس السمسار..!

الرئيس ترمب والتهجير والاستيلاء على غزة

جامعة الدول العربية عن تصريحات نتنياهو حول دولة "فلسطينية في السعودية": انفصال تام عن الواقع

استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
الأكثر قراءة
مرسوم رئاسي: تعديل نظام دفع مخصصات عائلات الأسرى والشهداء والجرحى

إعلام عبري: تقديرات بأن حماس تريد الإفراج عن جميع أسرى المؤبدات ضمن المرحلة الثانية
مئات المواطنين ينزحون قسرا من مخيم الفارعة
نائب وزير الخارجية الصيني تشن شياودونغ يلتقي المبعوثين الدبلوماسيين العرب لدى الصين
منع إسرائيل ادخال المعدات الثقيلة إلى غزة يؤخر انتشال جثث المحتجزين

استشهاد الطفل صدام رجب من بلدة كفر اللبد متأثرا بإصابته
الرئيس السمسار..!


أسعار العملات
الأحد 09 فبراير 2025 9:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.56
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.68
شراء 3.67
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 610)
شارك برأيك
نكبة مدينة يافا وصمود الناصرة