Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 22 مارس 2025 9:52 صباحًا - بتوقيت القدس

هل تمنع "وصمة" الهزيمة وقف الحرب على غزة؟

يبدو أن "حماس" لن ترفع الراية البيضاء حتى لو لم يبقَ في غزة أحد، إسرائيل، أيضاً، لن تقبل إلا بانتصار مطلق حتى لو استنزفتها الحرب، معادلة وقف الحرب، إذن، صعبة، لأن وصمة الاعتراف بالهزيمة غير واردة، وبالتالي فإن سباق مكاسرة الإرادات سيستمر.

إرادة المقاومة تستند إلى حقوق مشروعة، وإرث ديني، ودفاع عن الوجود، إرادة المحتل تستند، أيضاً، إلى قوة مفرطة تحظى بتفويض من إدارة ترامب، وإلى نصوص دينية متطرفة، وإلى لعبة سياسية داخلية يرفض أقطابها الخروج بدون انتصار عسكري، وأثمان سياسية كبيرة.

لا يوجد مسطرة للنصر أو الهزيمة، لكن يوجد انتصار بفارق الأهداف، إسرائيل تمكنت خلال الـ15 شهراً من إبادة غزة، وتقطيع أذرع إيران، وإضعاف ساحات المقاومة وتحييدها، تمكنت، أيضا، من فرض معادلات جديدة في المنطقة، أمنياً وسياسياً، وتكاد أن تتحول، أو تحولت فعلا، إلى "شرطي" أو قوة ضاربة في الشرق الأوسط، المقاومة، أيضا، هشّمت في 7 أكتوبر صورة إسرائيل، واستطاعت أن تصمد أمام جبروتها العسكري، وألحقت بها خسائر مادية ومعنوية، المقاومة، أيضاً، لا يمكن استئصالها، فهي باقية ما بقي الاحتلال.

من سجّل أهدافا أكثر؟ لا يمكن، بالطبع، المقارنة بين دولة تمتلك أقوى الجيوش، وتحظى بدعم عالمي وتفويض أمريكي، وبين مقاومة محدودة الإمكانيات، معزولة عن أي دعم أو مساندة، لا يمكن، أيضاً، إنكار حجم الخسارات الكبيرة التي تكبدتها فصائل المقاومة، سواء من ناحية الأسلحة والإمكانيات العسكرية، أو من ناحية التدمير وعدد الشهداء والكوارث الإنسانية، ما يعني أن رفع سقف التوقعات أو المطالبات من المقاومة (تحت بند الأمنيات والرغبات أو الدفاع عن الكرامة) بالاستمرار في الحرب، وتحمل المزيد من الإبادة، يبدو غير منطقي ولا أخلاقي، ولا يحمل أي وجاهة سياسية أو إنسانية.

أعرف، تماماً، أن الكثيرين، وأنا منهم، سيستدعون حالة النظام العربي الذي خذل المقاومة، والمصير القادم للمنطقة الذي ستقرره إسرائيل ولن ينجو منه أحد، وربما يستدعي آخرون أزمة إسرائيل ونقاط ضعفها، ثم المقاومة كخيار وحيد لكبح مشروع تصفية القضية الفلسطينية، هذا كله مفهوم ومشروع، لكن الواقع يشير إلى حقائق أخرى لا يمكن إنكارها، أهمها : القضية الفلسطينية لم تعد أولوية، لا في العالم ولا عند معظم الدول العربية، كما أن الواقع الفلسطيني المنقسم أصبح عاجزاً عن حملها، والأهم أن مشروع حرب إسرائيل الكبرى الذي يتبناه ترامب تجاوز فلسطين إلى المنطقة كلها، وعليه أصبح سؤال (كيف ننجو) عنواناً للكثيرين في المنطقة، وهو سؤال مشروع في ظل واقع مأزوم.

كيف تفكر حماس للخروج من هذه الحرب أو وقفها، وهل بقي لديها ما يلزم من أوراق (غير 59 رهينة) للتفاوض عليها؟ ثم كيف تفكر تل أبيب لانتزاع انتصار كبير، يرد اليها اعتبارها ويدحض فكرة انكسار هيبتها وقوتها في 7 أكتوبر؟ الإجابات صعبة وتحتاج إلى نقاش طويل، لكن المؤكد أن حماس، ومعها المقاومة، ستظل تواجه حتى آخر رمق، ولن تتخلى عن سلاحها إلا إذا تم تجريدها منه بالقوة، كما أن إسرائيل لن توقف الحرب إلا إذا طوت صفحة الرهائن، ونزعت سلاح المقاومة، وأنهت وجودها في غزة، من ينتصر، إذن، إرادة القوة أم قوة الإرادة؟ أترك الإجابة للقارئ الكريم.

في موازاة ذلك، حرب إسرائيل على غزة ستبقى حلقة في سلسلة حلقات ممتدة، القادم القريب سيكون حسم ملف الضفة الفلسطينية، بعدها ترسيم حدود المواجهة مع إيران وما تبقى من اذرعها في المنطقة، وعندئذ ستتحرك واشنطن، في تقديري، لإصدار وعد ترامب الذي سيكون بمثابة وعد بلفور جديد لإعادة ترتيب خرائط النفوذ وربما الجغرافيا في الهلال الخصيب، هل سينجح هذا المشروع الكبير أم لا ؟ لا أدري، لكن المؤكد أننا أمام مرحلة قادمة مزدحمة بالأخطار والمفاجآت، والتحولات غير المسبوقة.


عن "الدستور


.............

كيف تفكر حماس للخروج من هذه الحرب أو وقفها، وهل بقي لديها ما يلزم من أوراق (غير 59 رهينة) للتفاوض عليها؟ ثم كيف تفكر تل أبيب لانتزاع انتصار كبير، يرد اليها اعتبارها ويدحض فكرة انكسار هيبتها وقوتها في 7 أكتوبر؟

دلالات

شارك برأيك

هل تمنع "وصمة" الهزيمة وقف الحرب على غزة؟

المزيد في أقلام وأراء

جُمعةُ القِيامَةِ والبَعْثِ والفِداءِ

بهاء رحال

“ثورة بلا دماء: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل السلطة والصوت والنفوذ”

صدقي أبوضهير

"حرب التجويع".. ومخطط التهجير

عصام أبو بكر/ كاتب مصري

نحو اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني

حمادة فراعنة

نزع سلاح حركة حماس

جهاد حرب

عودة السلطة الى غزة.. استحقاق وطني أم إعادة تدوير للأزمة؟

أمين الحاج

ما بين وثيقة إعلان الاستقلال وانعقاد دورة المجلس المركزي

مروان إميل طوباسي

إصلاح منظمة التحرير أم إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية

رائد محمد الدبعي

تحديات الاقتصاد الأردني

جواد العناني

سيناريوهات تعيين نائب للرئيس الفلسطيني.. بين الضغوط الخارجية والمصلحة الوطنية

بسام زكارنة

أهلنا في غزّة أبطال لكنهم ليسوا سوبرمان

داود كتّاب

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

محمد جودة

خَمِيسُ السِرِّ المُقَدَّسِ

بهاء رحال

المفاوضات الإيرانية- الأمريكية معقدة وتسودها حالة من انعدام الثقة

راسم عبيدات

لا يمكن أن يستمر الحال في غزة على هذا النحو.. "فلا نتنياهو ولا السياسيين الألمان...

المجر والاحتلال.. تحالف سياسي أم انحياز أيديولوجي ؟

أمين الحاج

منطق "الاستثناء".. انتهاك للحريات

في الذكرى الـ37 لاستشهاد القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"

مخطط خطير ومعادٍ

هل بتسليم السلاح تَسْـلم الأرواح؟

أمين الحاج

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1080)