Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 19 مارس 2025 9:41 صباحًا - بتوقيت القدس

ضرب الحوثي والعين على إيران

 بضرباتها وغاراتها المكثفة على مواقع جماعة الحوثي في اليمن، يبدو أن الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام إسرائيل لاستهداف إيران، في ظل التراشق بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في الظاهر والباطن، وبما يخدم في المحصلة النهائية المصلحتين الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.  

رسالة أولية للغارات الأمريكية العنيفة على العديد من المحافظات اليمنية التي تضم مواقع عسكرية لجماعة الحوثي مفادها أن التعامل مع ملف الملاحة في البحر الأحمر الذي واجه أخطاراً جمة بفعل استهداف السفن التي تمر عبر باب المندب، قد حان وقت التعامل الخشن معه بضربات ذات مصداقية أكبر، مما كان عليه الوضع مع الإدارة الأمريكية في عهد جو بايدن، فقد جاء ترامب بكل صخبه

«إلى جميع الإرهابيين الحوثيين.. وقتكم انتهى، وهجماتكم يجب أن تتوقف، بدءًا من اليوم. إذا لم يحدث ذلك فستشهدون جحيمًا لم ترونه من قبل».. هذه هى كلمات ترامب التي وجهها إلى جماعة الحوثي لكنها في الحقيقة تقول لإيران الكلام لك يا جارة، فبعد خروج حزب الله في لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل، والتدمير الهائل لقدرات حماس في قطاع غزة، وانتهاء مرحلة سوريا بشار الأسد، تقلص حلفاء طهران في المنطقة، ولم يعد لها أذرع سوى «الحوثيين».

اليوم باتت إيران تحت الضغط الأعنف، من الولايات المتحدة وإسرائيل، في ظل شرق أوسط مهلهل، تعمل  واشنطن على تعميق جراحه، بينما الصراع الأمريكي، خاصة في الشق الاقتصادي منه، على أشده مع الحلفاء الأوروبيين عبر الأطلسي، والجارتين في الشمال، كندا، والجنوب، المكسيك، ومحاولة للملمة المعارك بين الروس والأوكرانيين، انتظاراً لفتح الجبهة الأهم مع الصين التي يعتبرها ترامب التهديد الأكبر للنفوذ الأمريكي المضطرب دوليًا.

وأمام الضربات الأمريكية الأكثر تأثيراً ضد الحوثيين، وفقاً للعديد من المراقبين، كان متوقعاً أن ترد جماعة الحوثي بتصعيد لغة خطابها، وأن ترفع منسوب التهديد باستهداف السفن في البحر الأحمر، وتوجيه طائراتها المسيرة وصواريخها باتجاه تل أبيب، غير أن العديد من الخبراء الاستراتيجيين يرون أن قوة الجماعة اليمنية لم تعد كما كانت من قبل.

 الولايات المتحدة تعمل حاليًا على استنزاف قدرات الحوثيين وطاقتهم العسكرية في العدة والعتاد مع إطباق الحصار عليهم بهدف قطع حبلهم السرى مع إيران، بينما طهران «المرتبكة» بعد خروجها من الجبهات الأقرب مع إسرائيل، تدرس السيناريو الأسوأ مع تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، والهدف كما قلنا إجبار طهران على العودة إلى مائدة التفاوض بشأن ملفها النووى، أو مواجهة عملية جراحية مؤلمة. 

فتح الولايات المتحدة جبهة الحوثيين بهذا القدر من الاتساع، واللغة الخشنة التي يستخدمها ترامب وأركان إدارته، ربما تكون مقدمة لتحرك مباشر ضد إيران لمنع وصولها إلى مرحلة الانطلاق النووي التي تنكر إيران دوافعها العسكرية، والتأكيد على سلمية برنامجها النووى.

يبقى السؤال: هل الغارات الأمريكية ضد الحوثيين قادرة على إخراجهم من جبهة الصراع ضد إيران؟ ألم تجرب الجماعة من قبل العديد من الغارات والضربات سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل وبإسناد غربي أحياناً؟.. ما هو الجديد هذه المرة الذي يجعل المراقبين يعتقدون أن الوقت قد حان لإضعاف الحوثيين بالقدر الذى يجعلهم غير فاعلين، ليس على رقعة الصراع مع إسرائيل فقط، بل في الداخل اليمني؟

ربما يرى البعض أن بنية جماعة الحوثي العسكرية، وطبيعة التضاريس اليمنية الوعرة تجعل من الضربات الجوية غير قادرة على هزيمة الجماعة على الأرض، وأن تهديدها قد ينحسر لكنه سيظل قائماً، غير أن مثل هذا الرأى يقلل من تراجع الدور الإيراني، وتقليم مخالبه، بخروج حزب الله اللبناني، وسوريا الأسد وحماس، من المساندة الإقليمية لطهران، وبما ضيق الخناق على الحوثيين في اليمن.

إذن هى صفحة جديدة فى سجل الشرق الأوسط الذي يواجه حالياً أكبر عملية تقليب فى أوراقه لكتابة المزيد من المآسي التى تواجه الإقليم على مدى نصف قرن على الأقل، وبما يجعل الجميع يتحسسون رؤوسهم، ومواضع أقدامهم، تحسبا لمقولة «الأهوال الكبرى ربما لم تأت بعد».


عن "الشروق"

.............

بعد خروج حزب الله في لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل، والتدمير الهائل لقدرات حماس في قطاع غزة، وانتهاء مرحلة سوريا بشار الأسد، تقلص حلفاء طهران في المنطقة، ولم يعد لها أذرع سوى «الحوثيين».

دلالات

شارك برأيك

ضرب الحوثي والعين على إيران

المزيد في أقلام وأراء

جُمعةُ القِيامَةِ والبَعْثِ والفِداءِ

بهاء رحال

“ثورة بلا دماء: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل السلطة والصوت والنفوذ”

صدقي أبوضهير

"حرب التجويع".. ومخطط التهجير

عصام أبو بكر/ كاتب مصري

نحو اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني

حمادة فراعنة

نزع سلاح حركة حماس

جهاد حرب

عودة السلطة الى غزة.. استحقاق وطني أم إعادة تدوير للأزمة؟

أمين الحاج

ما بين وثيقة إعلان الاستقلال وانعقاد دورة المجلس المركزي

مروان إميل طوباسي

إصلاح منظمة التحرير أم إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية

رائد محمد الدبعي

تحديات الاقتصاد الأردني

جواد العناني

سيناريوهات تعيين نائب للرئيس الفلسطيني.. بين الضغوط الخارجية والمصلحة الوطنية

بسام زكارنة

أهلنا في غزّة أبطال لكنهم ليسوا سوبرمان

داود كتّاب

في غزة.. الناس لا يبحثون عن "التحرير" بل عن "تذكرة نجاة"

محمد جودة

خَمِيسُ السِرِّ المُقَدَّسِ

بهاء رحال

المفاوضات الإيرانية- الأمريكية معقدة وتسودها حالة من انعدام الثقة

راسم عبيدات

لا يمكن أن يستمر الحال في غزة على هذا النحو.. "فلا نتنياهو ولا السياسيين الألمان...

المجر والاحتلال.. تحالف سياسي أم انحياز أيديولوجي ؟

أمين الحاج

منطق "الاستثناء".. انتهاك للحريات

في الذكرى الـ37 لاستشهاد القائد الرمز خليل الوزير "أبو جهاد"

مخطط خطير ومعادٍ

هل بتسليم السلاح تَسْـلم الأرواح؟

أمين الحاج

أسعار العملات

الخميس 17 أبريل 2025 1:14 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.69

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.2

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.18

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1080)