أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 1:28 مساءً - بتوقيت القدس
ادعاءات حول «تركة» نتنياهو الباقية
بقلم: جيمس زغبي
انتهت الخمسة عشر عاماً التي قضاها بنيامين نتنياهو في منصب رئيس وزراء إسرائيل، لكن تركته ما زالت قائمة. فما هي بالضبط هذه التركة؟ أعلن نتنياهو انجازاته في كلمة مغادرة المنصب أمام الكنيست الإسرائيلي. وتباهي على طريقة ترامب بأنه هو، وهو وحده، الذي جعل إسرائيل «قوة عالمية» تتصدى للأعداء وتقاوم الضغوط من الحلفاء، وقضى على صفقة إيران، وأقام مستوطنات بقدر ما أراد، وقضى على اقتصاد إسرائيل الاشتراكي محولاً البلاد إلى ملاذ لاقتصاد السوق، وأحل مبدأ «السلام مقابل السلام» محل مبدأ «الأرض مقابل السلام»، دون أن يتخلى عن بوصة من الأرض، وأصبحت إسرائيل في عصره قوة عسكرية بارزة و«حوّل إسرائيل إلى قوة سيبرانية».
وأكثر ما أثار انتباهي في عرض نتنياهو هو مدى التزامه بالنهج نفسه الذي وضعه وطبقه «المحافظون» الأميركيون الجدد رغم أن نتنياهو لن يعترف بهذا أبداً.
فحين اُنتخب نتنياهو للمرة الأولي في منصب رئيس الوزراء، على أساس برنامج التزم فيه بإنهاء عملية السلام دعاه الزعيم «الجمهوري» نيوت جينجريتش ليلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس. وفي إعداده لكلمته كتب مستشارو نتنياهو الأميركيون من «المحافظين الجدد» كلمة تحدد موقفاً بشأن «الانفصال التام» عن الضعف الذي اتسمت به الحكومات الإسرائيلية السابقة والتأكيد على إظهار القوة، وتفوق إسرائيل والغرب ومقاومة أي ضغوط للتنازل. وأكدوا على إنهاء «عملية السلام» وإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة بديل لقيادتها، وعرقلة أي وجود فلسطيني رسمي في القدس، وبناء تحالفات إقليمية على أساس القوة لمواجهة الأعداء، وخص بالذكر سوريا، والتخلص من صدام حسين في العراق، والتخلي عن المساعدات الاقتصادية الأميركية لتقليص أي ضغط لكن مع استمرار الحصول على المساعدات العسكرية الأميركية.
كان هذا في عام 1996. وفي 15 عاماً من الأعوام الخمسة والعشرين التالية، طبّق نتنياهو هذه المسودة وبكلفة طائلة. ولم يفعل هذا بمفرده. لقد ساعده في تنفيذ مزاعمه حلفاؤه من «المحافظين الجدد» في الحزب «الجمهوري» وبعض «الديمقراطيين» الضعاف.
لكن إسرائيل لم تصبح قوة اقتصادية وعسكرية من ذاتها. فالولايات المتحدة تضخ 3.8 مليار دولار سنوياً في صورة مساعدات عسكرية بعضها يذهب إلى صناعة إسرائيل في السلاح، مما سمح لها بأن تصبح دولة مصدرة بارزة للسلاح. بالإضافة إلى مليارات الدولارات الأميركية التي ساعدت في دعم قطاع التكنولوجيا المتقدمة. وتضخ الولايات المتحدة مليارات أخرى في صورة ضمانات قروض من البنوك الأميركية التي ساعدت في دعم الاقتصاد. والتبرعات المعفاة من الضرائب من الجماعات الأميركية تقدم كل شيء من الدعم في الإعانات الاجتماعية إلى الشراء غير القانوني للأراضي والتنمية في الأراضي المحتلة. ويزعم نتنياهو أنه يقف في وجه الولايات المتحدة، لكن لولا تجاهل الولايات المتحدة لانتهاكات إسرائيل وتقديم التغطية الحمائية ومنع فرض عقوبات ضدها من منظمات دولية، لعوقبت إسرائيل على تصرفاتها غير القانونية.
ومن ثم، فإن ادعاء نتنياهو أن قيادته هي التي جعلت إسرائيل قوية وقادرة على مقاومة الضغوط ينطوي على قدر كبير من المغالطة. وادعاء أن إسرائيل أكثر أمناً وأن المنطقة مستقرة هو أيضاً خطأ لا لبس فيه.
الآن، تعم الفوضى الشرق الأوسط الذي صاغه «المحافظون الجدد». مازالت المنطقة تترنح من حرب العراق الكارثية، التي أطاحت بصدام حسين، لكنها زادت إيران جرأة وعضدت حركات المتطرفين، وتركت الولايات المتحدة تواجه منطقة متعددة الأقطاب في حالة من الاضطراب. وتكشف أحداث الآونة الأخيرة الحقيقة. صحيح أن إسرائيل قوية عسكرياً، لكنها تعاني من التمزق داخلياً ولا تستمتع بالسلام، لأن الفلسطينيين مازالوا يثورون ضد إنكار حقوقهم. هذه هي تركة نتنياهو وليس ما يتباهى به. والفجوة عميقة للغاية بين الأمرين لدرجة أنها ستستغرق عقوداً، قبل أن نرى سلاماً حقيقياً واستقراراً قائماً على العدل والحقوق وليس مزاعم القوة الكاذبة.
*رئيس المعهد العربي الأميركي- واشنطن
المزيد في أقلام وأراء
الاحتلال والهوية الفلسطينية: الانتهاكات الممنهجة للتراث الثقافي
د. سارة محمد الشماس
الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية: تحول شامل في نمط التواصل والاتصال
بقلم : صدقي ابوضهير، باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
هل الذكاء الاصطناعي "حرامي"؟
بقلم عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
بلاد الحرب أوطاني!
ابراهيم ملحم
النرويج تتضامن مع فلسطين: ملكاً وحكومة وشعباً وسفراء من كل أنحاء العالم
اياد أبو روك
تقييم متزن
غيرشون باسكن
الحل من عند رب السماء!
حديث القدس
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
د. ماهر الشريف
تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا
وسام رفيدي
حكم الأغنياء أم حكومة الأثرياء؟
جواد العناني
هل يدمرون (الأونروا)... "دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟
د. أسعد عبدالرحمن
نزوح تحت النيران ونيران تحرق كل مكان
حديث القدس
من لا يعرف سيدرا فليُغرق رأسه في الرمل
عيـسى قراقـع
حملات المقاطعة الرقمية بين الوعي الجماهيري والضغط الاقتصادي
مريم شومان
تحقيق العدالة الدولية للشعب الفلسطيني
سري القدوة
التعليم من أجل الأمل
فواز عقل
غزة وأخطاء السياسة الأميركية
جيمس زغبي
الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني
حمادة فراعنة
رسالة إلى السيد الرئيس ترمب!
حديث القدس
حديث النفس التي تخزها إبَرُ الشعر
فراس حج محمد
الأكثر تعليقاً
الجولاني لسي إن إن: هدفنا هو الإطاحة بالأسد وإقامة دولة مؤسسات
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
قوات خاصة إسرائيلية تختطف شابا مصابا من المستشفى العربي في نابلس
قوات الاحتلال تقتحم مستشفى كمال عدوان وتجبر المرضى على مغادرته
صحف عالمية: غزة حركت العالم في 2024 وأدلة توثق جرائم إسرائيل فيها
الاحتلال يفرج عن المعتقلتين ليان ناصر وليان كايد
الأكثر قراءة
استشهاد الاسير علاء مروان حمزة المحلاوي من غزة
واشنطن: مزاعم الإبادة الجماعية في غزة لا أساس لها من الصحة
الرهائن في عهدي جيمي كارتر وجو بايدن
بانتظار القادم الجديد للبيت الأبيض.. لا مؤشرات تعد بإنطفاء الحريق
اتفاق "فتح" و"حماس".. لجنة إسناد لوحدة الساحات في الضفة والقطاع
الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة
فورين بوليسي تخوض في الأسباب وراء التقارب السعودي الإيراني وابتعاد الرياض عن التطبيع
أسعار العملات
الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:09 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.59
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.79
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.06
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 192)
شارك برأيك
ادعاءات حول «تركة» نتنياهو الباقية