Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:16 صباحًا - بتوقيت القدس

الحل من عند رب السماء!


 

عجز أهل غزة من حلول الدنيا ودبلوماسية العهر العالمية، وتدني مستوى أخلاق العالم إلى الحضيض، وعدم امتلاك  المنظمات والهيئات والحكومات الدولية لذرة واحدة من الإنسانية، والموقف المتفرج من جميع الدول، عربية وأجنبية، لما يحصل في القطاع من مسلسل قتل يومي متواصل، تقوم به إسرائيل التي ترتكب الجريمة تلو الجريمة، والمجزرة بعد المجزرة، في مشهد من القسوة والصعوبة، حيث لا يمكن للكلمات أن تعطي  توصيفاً حقيقياً لما يدور في هذا الهجوم البربري الفاشي الذي لم تشهد له الكرة الأرضية مثيلاً، ولا يزال البعض يراهن على مفاوضات والقتلى والشهداء يومياً بالمئات، ولا يزال البعض يتأمل أن تثمر الجولات الدبلوماسية، والمستشفيات لم يعد فيها أماكن لعلاج آلاف المصابين، وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض واهماً أن صفقة التبادل التي تكرر لفظها في الأخبار عشرات آلاف المرات، سترفع الظلم عن القطاع، أو تنهي العدوان، فهو حالم يعيش في خيال من الأساطير والمعجزات.

لا توجد كلمات لوصف المشهد، فجميعها استخدمت من حرب وإبادة ومجازر وجرائم وعدوان وقصف وهجوم وطيران ومدافع تطلق القذائف على كل مكان وطائرات وصواريخ ومُسيرات ترصد حركة النازحين وتقتلهم في الطرقات، في محاولة لتطهير القطاع من شماله، ومواصلة ضرب وقتل وتدمير وسطه، وحصار جنوبه وتجويع كل الناس الذين يبحثون عن شربة ماء، أو حساء ساخن، أو دواء نافع للاطمئنان على فلذات أكبادهم، الأطفال الصغار، الذين لم يعد بمقدورهم التمييز بين الليل والنهار، فغزة في ظلام دامس، والخيام مهترئة والبرد مصيبة كبرى أمام  كبار السن والصغار، والقماش أصبح حفاضات للأطفال.

أي حال هذا الذي وصل إليه أهل قطاع غزة، وسط مسلسل القتل اليومي الذي تختار فيه إسرائيل أهدافاً عشوائية داخل خيام النازحين ومراكز الإيواء، فتقصف بعنف وتشن غارات عديدة، تهدف من خلالها لقتل الأبرياء، وتتكرر أسطوانة المسلسل يومياً.

هذا الوضع دفع النازحين  للبحث عن حلول من عند رب السماء، حيث تناجي سيدة نازحة من بيت لاهيا، وحولها أطفالها وفي يديها ما تيسر من لباس وحقائب وهي تبكي، رب السماء بان يحقق المعجزة ويحلها من عنده،  وتتبعها سيدة أخرى تقوم بجر عربة محملة بملابس وتصرخ لعدم وجود مياه شرب لأطفالها، وتمر طفلة وتتحدث أمام الكاميرا حول ما جرى من استهداف إسرائيلي في بيت لاهيا وإلقاء القذائف من الطيران، على خيام النازحين، وتتبعها سيدة أخرى وآثار إصابتها برأسها ظاهرة للعيان.

يتواصل المشهد، وتأتي الصورة الجماعية لأفواج النازحين ومشهد الدخان، وصوت الطيران، ورائحة الموت التي تنبعث من كل مكان، فهذه حاجة تركب الحنطور ويجر الحصان طفلها الصغير، ومسن كبير لا يعرف التدبير ويسير مثقلا من التعب وربما الأمراض، ويختتم طفل ذو جبهة سمراء المشهد القاسي، ويقول: حسبي الله ونعم الوكيل، ما في حل إلا من عند رب العباد.

نعم، عجزت غزة عن ايجاد حلول دنيوية، وأهلها لم يعد لديهم أمل إلا برب السماء، لإنقاذهم من هذه الأوضاع  المأساوية التي تفرض عليهم حياة قاسية وصعبة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

دلالات

شارك برأيك

الحل من عند رب السماء!

المزيد في أقلام وأراء

منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل

حديث القدس

رسالة فلسطين في عيد الميلاد

فادي أبو بكر

معركة المواجهة وشروط الانتصار

حمادة فراعنة

احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته

راسم عبيدات

مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!

د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت

لجنة الإسناد.. بدها إسناد!

ابراهيم ملحم

من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة

مريم شومان

الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً

وليد الهودلي

بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية

بهاء رحال

ولادة الشهيد الأول

حمادة فراعنة

(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)

حديث القدس

اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر

عيسى قراقع

ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟ ‎

هاني المصري

ما يجري في جنين يندى له الجبين

جمال زقوت

شرق أوسط نتنياهو لن يكون

حمادة فراعنة

في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!

حديث القدس

العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم

الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة

بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة

د. غسان عبدالله

من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية

زياد ابحيص

أسعار العملات

الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.65

شراء 3.64

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.13

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.77

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%57

%43

(مجموع المصوتين 302)