Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 04 ديسمبر 2024 10:45 صباحًا - بتوقيت القدس

رسالة إلى السيد الرئيس ترمب!

قبل وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض يبدو أنه لا يزال يعتقد أنه سيدخل إلى حلبة مصارعة كما كان يفعل قبل دورته الرئاسية الأولى، والدورة الجديدة، التي تبدأ في العشرين من الشهر المقبل، حيث أطلق أمس تصريحات متهورة تضمنت تهديدات، مفادها أن عدم عودة المحتجزين الإسرائيليين قبل وصوله إلى السلطة سيكون له ثمن باهظ.


جاءت هذه التهديدات بعد اجتماعه مع اليمينية المتشددة سارة، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي وقبل اجتماعه مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لتحظى بالقبول والإعجاب من قبل غلاة اليمينيين المتطرفين، وعلى رأسهم نتنياهو الذي شكر ترمب على ما وصفه ببيانه القوي، والوزير سموتريتش الذي شكر هو الآخر ترمب على تصريحاته، التي زعم  سموتريتش أنها توضح من هم الأخيار ومن هم الأشرار، مطالباً بزيادة الضغوط على حماس وهزيمتها بدلاً من الاستسلام لمطالبها، في الوقت الذي قالت فيه هيئة البث الرسمية الإسرائيلية رداً على تهديد ترمب إن الولايات المتحدة تفضّل على ما يبدو دكتاتوراً معروفاً، وله على الفوضى والجماعات المسلحة.


وللتعليق على هذه التصريحات وردود الفعل الإسرائيلية عليها، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل حتى هذه اللحظة بحكومتها اليمينية المتطرفة، غير معنية بالذهاب إلى صفقة تبادل وإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهذا واضح من خلال النشاط التخريبي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من حكومة اليمين وعمليات التطهير العرقي، وإقامة المناطق والمساحات العازلة، والإجراءات المتواصلة على الأرض لإقامة مزيد من المستوطنات، على حدود قطاع غزة، وتصريحات سموتريتش الذي يسعى لإقامة حكم عسكري وإدارة مدنية جديدة في غزة، مدعياً أن تكلفتها لا تصل إلى المبالغ التي طرحت أمس من قبل مسؤولين عسكريين، وتتراوح  بين  ١٥-٢٠ مليار شيكل سنوياً، وكل هذا يعني أن إسرائيل مصممة على البقاء في قطاع غزة، وتعزيز توطين اليهود فيه، والغريب أنهم يُقدِمون على نشر تصريحات تدعي تَشجعهم  من توجهات ترمب، وأنهم قد يرسلون وفدا إلى مصر لمناقشة صفقة التبادل مرة أُخرى، وفي المقابل يواصلون عمليات تدمير  قطاع غزة  وتوسيع المنطقة العازلة بعدة كيلومترات، حيث تقول صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي أنجز غالبية الأعمال، لإقامة منطقة عازلة، مع ادعاء جديد يقول إن حماس لم تستسلم في جباليا حتى الآن، وإنها  نجحت بشكل مستمر في تعقّب القوات الإسرائيلية في جباليا، وهذا مبرر إسرائيلي لمواصلة العدوان.


تشير  معطيات الجيش الاسرائيلي إلى هدم آلاف المنازل في شمال القطاع وفي محور الشابورة برفح، إضافة لتوسيع محور صلاح الدين على طول الحدود، وهو ما يعني أن جيش الاحتلال تلقى تعليمات بالبقاء في القطاع واحتلاله واستمرار القتال فيه، أي أن الإجراءات الإسرائيلية على الأرض لا تتوافق على الإطلاق مع تصريحات مسؤولي حكومة الاحتلال بأنهم ينوون التوجه لاتفاق يفضي إلى صفقة ووقف لإطلاق  النار.


إن ما تقوم به إسرائيل هو انتقام  واضح من مواطني قطاع غزة، كما اعترف أحد جنود الاحتياط عندما قال: إن هناك شعوراً قوياً بالانتقام من الجميع، إضافة لتصريحاته بعدم معرفة الغرض العسكري من تفجير البيوت في غزة، حيث تفرض عليهم الحكومة الإسرائيلية القيام بهذه  العمليات، وهو ما يشير تماماً إلى سياسة التطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم التي اعترف بها وزير الجيش الأسبق يعلون.


هذا الطرح الذي لا يغيب عنه حجم الدماء الفلسطينية التي سفكها الاحتلال وتدمير كل مقومات حياته، نوجهه  كرسالة للسيد ترمب ليتأكد من حقيقة من هم الأخيار (المدنيون الفلسطينيون العزل الذين تذبحهم إسرائيل يومياً)، ومن هم الأشرار الذين باتت اعترافاتهم بمثابة إدانة لمن يفرض عليهم التوجه للانتقام وقتل الفلسطينيين وطردهم وتهجيرهم (نتنياهو وحكومته وجيشهم)، وللتأكيد أمام ترمب أن من يستحق العقاب والتهديد الصادر عنه هو من يعطل الوصول إلى اتفاق أو صفقة تبادل تنهي الحرب، والذي أطل مراراً وتكراراً بشروط تعجيزية، ورفض حتى التفكير بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، والشارع الإسرائيلي يعرف هويته وهو بدون شك نتنياهو وحاشيته.


نرجو أن تكون الرسالة قد وصلت للسيد الرئيس ترمب الذي أخذ ضغوطات الجانب الإسرائيلي فقط، دون الأخذ بعين  الاعتبار ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة في عموم قطاع غزة.

دلالات

شارك برأيك

رسالة إلى السيد الرئيس ترمب!

المزيد في أقلام وأراء

حديث النفس التي تخزها إبَرُ الشعر

فراس حج محمد

الرهائن في عهدي جيمي كارتر وجو بايدن

عقل صلاح

اختيارات نتنياهو بين الوظيفة والسُمعة

مجدي الشوملي

إعلامُنا الفلسطينيُّ المُنْحَلّ

المتوكل طه

هل يشهد قطاع غزة وقفاً لإطلاق النار؟

نبهان خريشة

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. مطلوب تغيير آليات التضامن

فوزي علي السمهوري

اضطراب المزاج الدوري

د. ليلى بشارات

الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني

حمادة فراعنة

ترف الحوار تحت وطأة جريمتي الإبادة والتطهير العرقي

جمال زقوت

صوت الأذان سيصدح في كل مكان وكل زمان

حديث القدس

التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان

وسام رفيدي

مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله

اللواء المتقاعد: أحمد عيسى

"تعزيز الفوضى واستدامة الاحتلال" مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط

مروان أميل طوباسي

أنقرة تنوب عن تل أبيب في الحرب على سوريا

راسم عبيدات

خطط الاستيطان في غزة واستمرار الإبادة

بهاء رحال

حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمن التسويات في الإقليم

د. أحمد رفيق عوض

لسوريا ومع سوريا

حمادة فراعنة

ولا يُنبئك مثل خبير!

اعتراف من الداخل

حديث القدس

المكلومون

بهاء رحال

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)