حديث القدس
أحسنت الحكومة الفلسطينية صنعا بإعلانها امس رفض تسلم شحنة من لقاحات «فايزر» المضادة لكورونا حاولت اسرائيل تقديمها للجانب الفلسطيني بعد ان شارفت صلاحية هذه اللقاحات على الانتهاء وبحيث تتسلم اسرائيل من «فايزر» لقاحات جديدة بدلا منها، وكل ذلك بعد شهور طويلة من تنصل اسرائيل من تنصلها من مسؤوليتها عن توفير اللقاحات المضادة للوباء للفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
هذا الموقف من حكومة د. محمد شتية يؤكد حر صها على حياة المواطنين من جهة وتنبهها إلى كل ما يستهدف به الاحتلال شعبنا والتصدي له.
ومن الواضح ان اسرائيل التي قامت بتطعيم الغالبية الساحقة من مواطنيها بجرعتي «فايزر» لكل شخص بقي لديها فائض جرعات شارفت صلاحيتها على الانتهاء، ويدور الحديث عن ما بين مليون ومليون واربعمائة الف جرعة حاول الاحتلال اقناع الجانب الفلسطيني باستلامها الآن بدل الجرعات الاصلية التي يفترض ان يتسلمها الفلسطينيون من الشركة الأم مباشرة.
ومن الواضح ان الحديث يدور عن وقاحة اسرائيلية وافتقار اسرائيلي للحس الانساني حيث يبدو ان الاسرائيليين يعتقدون ان حياة الفلسطينيين رخيصة الى الحد الذي يمكن فيه تقديم جرعات مضادة للوباء مشكوك بفاعليتها او حتى انها تشكل خطورة على متلقيها.
كما يؤكد هذا التصرف الاسرائيلي الجشع لدى الاحتلال ممثلا في ان بامكانه الحصول على قيمة ما يفترض ان يبيده من اللقاحات التي لا يريد الاحتلال ابقائها لاستخدام مواطنيه الذين لم يتلقوا اللقاح حتى الآن.
ان ما يجب ان يقال هنا لهذا الاحتلال البشع وعقليته اللاانسانية ان حياة ابناء شعبنا غالية وان حاجتنا للقاحات لا تعني تهديد حياة المواطنين بلقاحات مشكوك في امرها.
وهنا لا بد من ان تتحمل منظمة الصحة العالمية مسؤولياتها ازاء هذا التصرف الاسرائيلي من جهة وازاء ضمان وصول لقاحات فعالة مطابقة للمواصفات الى فلسطين لتطعيم المواطنين بها.
ونقول لهذا الاحتلال ان ما اقدم ويقدم عليه من ممارسات بما في ذلك محاولة التلاعب بحياة الفلسطينيين بوسائل خبيثة لن تجديه نفعا وسيبقى الفلسطينيون صامدين على ارض وطنهم متشبثين بحقوقهم المشروعة ومناضلين من اجل انتزاعها.
شارك برأيك
وقاحة اسرائيلية وتلاعب بحياة الفلسطينيين